عندما يشوه التاريخ وتعدل الأرقام، وتنقلب المعادلة، ويتحول الاول الى المرتبة الأخيرة، والأخير يقفز الى المركز الاول، فاعرف أن هناك حراميا متمكنا استطاع أن يستغل غياب أهل المنزل ليسطو وينهب ما تصل إليه يده من أشياء ثمينة وأخرى رخيصة، عندما يزيف الواقع فهنا يكون التدليس والنصب والاحتيال والتزوير، وعندما تغيب المعلومة الصحيحة، وتضيع السجلات الحقيقية وسط غبار السنين فادرك أن هذا الحرامي ربما حظي بحماية تمكنه من النجاة من العقاب ما لم يكن هناك من يبارك له تمريراته التي عادة ما تسفر عن تسلل. البعض هذه الأيام يتحدث عن الإحصائيات التي اطلق عليها لقب احصائية "سعيد أخو مبارك" التي يبدو انها اقتحمت أروقة "الفيفا" على ظهر "وايت ماء" لم تستطع السيارات الأخرى تجاوزه لأنه لم يفسح لها الطريق وبالتالي فهي لم تسبقه بطريقة مشروعة وقبل ان يعمد الى لغة التزوير والى قلب الحقائق، وأمام هذه المعضلة "التاريخية" التي يسأل عنها اتحاد الكرة السعودي الذي ما لم يتحرك لتصحيح الوضع حتى الان فإنه بذلك ارتضى الامتهان لبطولاته التي يشرف عليها والكثير منها يحمل أسماء شخصيات هامة جدا، ومع هذا طالتها أيدي العبث والتزوير والحذف من سجلات بطولات الاندية لرغبات شخصية! يقول أحدهم تعليقا على ما حدث "سعيد أخو مبارك" وهو بذلك يؤكد انه لا فرق بين من يسطو نهارا ويسرق ليلا، وبين من يزيف التاريخ ويغير الحقائق، وبين من يستغل نوم اللجان المعنية لينفذ "جريمته الوثائقية" ويجير لأنديته ما هو ليس حقا لها ويسلب المنافسين حقوقهم المشروعة، هو بكل تأكيد شخص رضع حليب "الكذب" ونمى جسمه على التدليس والسير وسط الظلام خوفا من نهار الحقيقة الذي دائما ما يضعه في خانة "المفتري" والنصاب والمريض نفسيا!. والسؤال كيف تتاح الفرصة لأشخاص للعمل في الأندية والاتحادات تعودت على النصب والاحتيال وتمرير كل ما يريدون دون حسيب أو رقيب اذا كان من فعل ذلك يعمل او سبق له العمل بالاندية والاتحاد السعودي؟، ليت أصحاب القرار وضعوا قياسا ل "أمانة" من يقع عليه الاختيار للعمل في الأندية والاتحادات حتى لا يحدث مثل ما حدث الآن وفي مرات سابقة من تزوير تكفلت الآنسة "هايدي" في كشف بعضها قبل أن تتنحى عن ممارسة الرياضة، ويعود أهل "السطو" للتزوير من جديد للساحة، أهم بطولة في تاريخ كرة القدم السعودية التي تحمل أهم اسم رجل حمل على عاتقه تأسيس السعودية ولم شتات أهلها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والتي تقرر ان تقام كل مائة عام وشاركت فيها جميع الاندية لم يشملها التقرير، ماذا نسمي ذلك، وكيف غابت عن وعي احصائية "سعيد أخو مبارك"، ام ان الفاعل ارسلها دون وعي حتى يتمكن من تمرير كذبته تلك على موقع "الفيفا"؟ قلناها قبل مرة ونقولها الآن مشكلة الاتحاد السعودي لكرة القدم وتحديدا أمانته انه يلتزم الصمت أمام الكثير من التجاوزات واذا جاء التوضيح يأتي بشكل خجول ولا يفي بالغرض، الأمر الذي شجع "السارق" والمفتري على أن يتمادى في العبث والاستهتار بكل معلومة تخدم ناديه فقط، وهذ النماذج التي تربت على الافتراء يفترض ألا يكون مصيرها الإبعاد فقط عن العمل في الوسط الرياضي انما المحاكمة وإعلان أسمائها عبر وسائل الإعلام اذا تم التوصل اليها حتى تكون عبرة لغيرها لأن الأمر يتعلق بتزييف حقائق لا يختلف عن تزييف النقود والوثائق الرسمية والعبث بالمعلومات المهمة. يبدو ان هناك من يطبق المثل العامي اذا أكلت "بصل" اشبع "بصل" فرائحة قليلة اشبه برائحة كثيرة، لذلك فإن هذا الحرامي عندما عدل وبدل واضاف وحذف واستبدل ومسح اراد ان يشبع من "البصل" على الرغم من ادراكه ان الرائحة حتما ستكون مزعجة حتى وان جلس في بيته خوفا من أن تخرج ريحة ما تناوله من "البصل" الذي اراد ان يكون فيتامينا لجسمه وقاتلا لبعض الجراثيم فصار عليه وبالا واصاب معدته بالحرقان وبطنه بالمغص والتقلصات! والغريب ان هناك اندية مثل الاتحاد والنصر حسم عليها بعض البطولات ومع هذا هلل منسوبوها لإحصائية "سعيد اخو مبارك" لأن المتضرر منها بصورة اكبر فريقا واحدا، وهذا هو الهدف الاصلي من الاحصائية ومن اشارت اليه اصابع الاتهام هو من دافع عن الاحصائية، اما الاغرب فهو الاحتجاج من بعض الاندية على اعضاء لجنة الاعلام والاحصاء السعودية، ويبدو ان ذلك جاء بعد ان انكشفت اللعبة وادركوا ان هناك تحركات ستعيد الامور الى نصابها وتقف في وجه كل مفترٍ ومفبرك للتاريخ! تنص المادة الخامسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية على السجن لمدة لا تزيد عن اربع سنوات وبغرامة لا تزيد عن 30 ألف ريال كل شخص يدخل بطريقة غير مشروعة لإلغاء بيانات خاصة أو حذفها أو تدميرها أو مسح البرامج أو البيانات الموجودة أو المستخدمة فيها، أو حذفها أو تسريبها أو إتلافها أو تعديلها فهل تنطبق هذه المادة على من يزيف الحقائق ويلغي معلومات مهمة ويحذف أخرى متى ما تم التوصل اليه؟.