في إحدى ليالي الصيف المقمرة طرق الحفيد باب غرفة جده واستاذن بالدخول فأجلسه جده الى جانبه وطلب الحفيد من جده ان يقص له قصة فكر الجد قليلا وأومأ برأسه وقال سأحكي لك قصة تختلف عن كل ما سمعته سابقا انها قصة اجدادي الهنود الحمر الذين هم اجدادك !قصة ما يطلق عليهم الان السكان الاصليون ! عندما بدأ توافد البيض الى القارة الامريكية كنا في ذلك الحين قبائل متفرقة تتنازع على اماكن النفوذ ومراعي الحيوانات وكان رد فعلنا على تواجد البيض مختلفا فكلّ استجاب للموضوع بطريقته الخاصة! منهم من لم يعط للموضوع بالا لاعتقاده ان الهندي الاحمر لا احد يستطيع التغلب عليه، ومنهم من رحب بهم لربما انهم قد يتخلصون له من بقية اعدائه ومنهم من راقب عن بعد اعتقادا منه انهم سينهكون من الحروب ويأتي هو في النهايه لينتصر ! وفي هذه الليلة سأحكي لك قصة القبيلة الجنوبية ! كانت القبيلة الجنوبية من اشجع القبائل ولها تاريخ طويل في الحروب والانتصارات ولكن كان يعيب أفرادها كثرة اعتمادهم ومناقشتهم المستمرة عن قصص اجدادهم فلما قدم الانسان الابيض قيل لهم ان يجتمعوا مع بقية القبائل لتدارس الوضع ولكنهم رفضوا ذلك واستهزأوا بهذا الرأي وقالوا نحن القبيلة الجنوبية التي ارهبت كل قبائل الهنود الحمر مئات السنين لسنا بحاجة احد للتخلص من انسان ضعيف جديد كالانسان الابيض ! وكان يقودهم في تلك الحقبة زعيم شاب جديد يسمى الذئب الازرق ورثها من والده وهم من عائلة الذئاب زعيمة القبيلة. وزعموا ان الاتحاد وطلب المساعدة للضعفاء فقط !وليس لقبيلة ذات مجد كقبيلتهم وقيل لهم ان الانسان الابيض يستخدم عصا النار (البندقية)! فردوا بأن سهامهم وحرابهم تقتل الدببة فكيف لا تقتل الانسان الابيض ! وفي ليلة المعركة رددوا غناء ورقصات الحرب وتذكروا قصص اجدادهم القدماء !وحلموا كيف سيقومون بجز رؤوس البيض الدخلاء ! وفي الصباح هجموا على معسكر البيض عاري الصدور تسمع اصوات صراخهم من بعيد لعلهم يرعبون البيض دون ان يكون لهجومهم اي خطة ! فهم الشجعان لا يحتاجون خططا ! فسهل اصطيادهم بالبنادق فهزموا هزيمة نكراء ومات اغلب مقاتليهم ولم يتبق الا من هرب ! وهم الذين لم يهربوا في معرك من قبل ! يا حفيدي ما تظن ان تفعل الحراب والسهام امام المسدسات والبنادق! رغم هذه الهزيمه الا انه من بقي منهم مازال على غروره ! فقيل لهم ان بعض تجار البيض والمهربين سيبيعون لكم السلاح (عصا النار) خصوصا ا انكم تملكون اموالا وجلودا وذهبا من جمع اجدادكم ! الا انهم رفضوا ذلك وقالوا كيف نترك سلاح آبائنا واجدادنا السهام والحراب! ليقال ان القبيلة الجنوبية التي زعيمها الاول قتل الذئب بيديه العاريتين يستخدم سلاح البيض الضعفاء لا والف لا! قيل لهم اذن حاولوا ان تستجمعوا قوتكم ولا تحاربوا الان ولتتحالفوا مع بعض القبائل الاخرى! لكن دون جدوى فقد اعماهم الاخذ بالثار وسمعة الاجداد عن أي تفكير !فقاموا واعادوا الكرة مرة اخرى ولكن هذه المرة طلب زعيمهم منهم ان تكون اصوات صراخهم اقوى حتى يدب الرعب في اوصال البيض وان يتذكروا امجاد الاجداد ! وفي يوم المعركة كان الوضع للبيض اسهل بكثير فعلوّ اصواتهم يدل على امكنتهم فاصبح اصطيادهم اسهل وبعد مقتل معظمهم وأسر الباقين انهارت القبيلة واصبحت نساؤها تخدم عند القبائل الاخرى ! اما بقية القبائل فلم تتعظ فلكلّ حساباته الخاصة ! وغدا سأحكي لك قصة القبيلة الشرقية يا ولدي ! مما قيل هذا الاسبوع رأيت مشهدا لاسد يفترس قردا وبعد ان يأكله يشاهد ابن القرد الصغير وحيدا وسط الغابة فيحن عليه ويخاف عليه من الحيوانات الاخرى فيقوم بضمه اليه ويحرسه (طبعا الاسد قتل ام القرد الصغير بدافع الجوع وليس حبا في القتل ) حتى الحيوانات تحترم الصغير! بينما بعض البشر بلغ به العمر عتيا ويقوم بافتراس طفله من جيل أحفاد أحفاده لتلبية رغباته غير الحيوانية ويسميه زواجاً!!