لم أستغرب أو أندهش حينما تم تكريم صحيفة «الرياض» في كرنفال وعرس إعلامي شهدته مدينة دبي في الأيام المنصرمة الماضية، باعتبار ان التكريم والتميز هو ديدن هذه الصحيفة وعلى امتداد عصورها، إنما التكريم في هذه المرة جاء ليؤكد مواكبة صحيفة «الرياض» لمفردات وأدوات العصر الحديث والذي يعتمد على التقنية وثورة الاتصالات أو ما يسمى الإعلام الجديد وذلك من خلال موقعها الالكتروني والذي شد انتباه جميع من تابعه. ولهذا حصد موقع «الرياض» الالكتروني المركز الأول محلياً وأدرج ذلك الموقع من ضمن أقوى المواقع العربية تواجداً وانتشاراً على الشبكة المعلوماتية الدولية الانترنت، وذلك حسب التصنيف الدولي ومن خلال بيانات شركة اليكسا، إلا ان الأهم والأبرز من ذلك أيها السادة هو: «الصناعة والتي احترفتها «الرياض» وبما تطرحه من منتجات فكرية وثقافية وسياسية وإعلامية يقف خلفها رجالها والذين يعملون بصمت ويؤدون رسالتهم بصمت المتخصص والعارف بمجريات الأمور وبكل مهنية عالية واحترافية مذهلة ابتداء من عراب الصحافة السعودية تركي السديري مروراً بنائبه الدكتور عبدالمحسن الداوود ويوسف الكويليت ووصولاً لمدراء التحرير سالم الغامدي وسعد الحميدين وسليمان العصيمي وغيرهم من الرجال الذين يعملون خلف الكواليس وعلى مختلف الأصعدة والمستويات، وهذا ما يؤكد في النهاية وبشكل قاطع استحقاق صحيفة «الرياض» شكلاً ومضموناً لقيادة الرأي والفكر والابداع وبمختلف أدواته ومفرداته. ويبقى أن أقول أيها السادة: بان وصول «الرياض» لهذا المستوى والذي كان نتيجة طبيعية للتوهج الدائم والمستمر الذي تحدثه الصحيفة في كل مكان وزمان إنما جاء نتيجة للتحدي والإصرار والمثابرة للوصول لتلك المكانة والتي تبوأتها «الرياض» وعن جدارة واستحقاق تماماً، كما أود ان أشير وأنا في هذا السياق بأن تميز موقع «الرياض»الالكتروني وحصوله على تلك المكانة الرفيعة هذا يؤكد ويلامس مدى ايمان رجال «الرياض» بأن الصحافة الالكترونية أضحت امتداداً طبيعياً للصحافة الورقية بل مكملة لها. ناهيك عن كون الصحافة الالكترونية غيرت من شكل القوالب الصحفية الورقية التقليدية، واستطاعت ان تجمع أكثر من مفردة ووسيلة وفي وقت وزمن واحد، فهي تجمع بين النص والصورة والمكتبة البصرية والسمعية، فضلاً عن المساحة الواسعة لإبداء الرأي وبعيداً عن مقص الرقابة باعتبارها تنطلق في عالم افتراضي وغير مقيد بحدود تتحكم فيها سياسات وحسابات خاصة. هذا إلى جانب الرأي التفاعلي والذي يعتبر أهم مقاييس نجاح الصحافة الالكترونية كذلك يخطئ من يعتقد بأن الصحافة الالكترونية يمكنها ان تنافس أو تقضي على الصحافة الورقية لا لشيء عدا كون الصحافة الورقية ارتبطت نفسياً وذهنياً بقرائها ومن الصعوبة بمكان أن يهرول قراء الصحف الورقية للصحف الالكترونية والتي لن تستطيع في وقتنا المنظور على الأقل كسب ثقتهم واطمئنانهم ولهذا لا اتفق تماماً مع من تلك الدراسة التي أجرتها مايكروسوفت مؤخراً التي تقول بأن العالم سيشهد طباعة آخر صحيفة ورقية عام 2018 لأن هذا الأمر اعتبره وبكل المقاييس ضربا من ضروب الخيال خاصة في العالم العربي ولعدة أسباب أولها الأمية والفقر والذي يعاني منه العالم العربي والذي لا يتيح الفرصة لمن أراد ان يقتني جهاز كمبيوتر، كذلك مسألة التمويل والدعم المادي نتيجة لانعدام ثقة المعلن في الصحافة الالكترونية جملة وتفصيلاً، وهذا ربما يكون العامل الرئيسي والذي سيعطل مسيرة الصحافة الالكترونية والتي يفتقد معظمها للتمويل شأنها شأن الفضائيات والتي انحسرت وتلاشت نتيجة لنفس الأمر.