في رحلة الحياة ومحطاتها تلتقيك نماذج إنسانية مشرقة تبقى في طيات الذاكرة بما قدموه من وقفات رائعة وما أسدوه من صنائع طيبة، إنهم أولئك الذين تجدهم أمامك يوفرون لك النصح ويزيلون عن طريقك كل عائق ويمدون لك يد العون ويضبطون سعيهم مع خطواتك إلى أن يتأكدوا أنك قد أنجزت مبتغاك وقد نلتَ الرضا.. إن ما يؤصل مواقف تلك النماذج الطيبة من أبناء الوطن الغالي ويقويها ويمنحها ذلك البقاء الخاص والاستمرارية في ذاكرتنا ونفوسنا وحكاياتنا، أنها أفعال صادرة من قلوب تنبض بحب الناس وتقديرهم دون تمييز وتسعى لاحتواء الجميع دون تفرقة.. ويأخذ هذا المعنى أصالته وروعته إذا غمرك به أحد هؤلاء في بيئة غريبة عنك حيث يحتاج المرء دائماً لمن يدله ويساعده ويقف بجانبه.. يحضرني وأنا استعيد ملامح تلكم الصور الناصعة مواقف ووقفات العميد سليمان بن صالح البسام الذي عمل لفترة في الملحقية العسكرية السعودية في واشنطن وكان مسؤولاً خلال فترة عمله عن المواطنين الذين كانوا في أمس الحاجة للعلاج في مستشفيات الولاياتالمتحدةالأمريكية المختلفة حيث شهد له الجميع بحُسن الخلق وكرم النفس فضلاً عن مهاراته الشخصية في تواصله مع المجتمع الأمريكي لتوفير أفضل الفرص وأوسع الخيارات أمام المرضى بما يجعلهم ينالون جانباً معتبراً من الاهتمام والرعاية التي كانت توفرهما الملحقية في واشنطن من أجل تعزيز أفضل سبل العلاج لمواطني المملكة الذين بحثوا عنه هناك.. المواقف الإنسانية التي منحهم إياها العميد سليمان البسام شاهدتها على وجوه ممن التقوا به ورأوا حسن تعامله وعرفوا جهوده المتواصلة في سبيل توفير كل ما يلزم للحصول على برنامج علاجي متقن يؤتي ثماره، صادفتها أنا شخصياً عندما كنت مرافقاً لشقيقتي في رحلتها العلاجية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وللحق فقد وجدت منه كل تعاون ومثابرة على تقديم العون والدعم المعنوي لقد كان قريباً من الجميع يذلل كل ما يمكن أن يكون عائقاً أمام طريقهم.. إنه نموذج للمواطن الذي يعي معنى أن يكون ممثلاً لفضائل مجتمعه.. ممثلاً لكل الصفات الفاضلة والشيم والأخلاق الإسلامية التي تربى عليها داخل الوطن الغالي وفق توجيهات القيادة الرشيدة حفظهم الله.. لذا لم استغرب ما أثنى به الناس على العميد سليمان البسام ممن لقوا منه كل تعاون ومؤازرة يسَّرت كثيراً حصولهم على ما احتاجوه من علاج.. وفيما انتهت مهمته التي كُلف بها في الملحقية العسكرية السعودية بالعاصمة واشنطن وانخرط كل من عرفه في ذكر مناقبه ومواقفه المشرفة فقد تبوأ سعادته موقعاً آخر لصيقا بالناس ومباشرة متطلباتهم حيث يشرف الآن على المكتب الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني الذي أحسن اختيار مَن يعرف كيف يقابل الناس وكيف يتعامل معهم وفق محفزات ديننا الإسلامي بكل رحابة وانشراح ينعكسان جلياً على جميع فئات المجتمع واستيعابهم الممتاز لمقتضيات سير العمل، وفي هذا الإطار ينبغي التأكيد على قدرة وبُعد نظر الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز في انتقائه لمعاونيه وحُسن اختياره للعميد سليمان البسام بحكم معرفته المميزة وبقدراته على إدارة المكتب الخاص لسموه الكريم وتصريف شؤونه بكل إخلاص وحسن استقباله لكل من يرغب مقابلة الأمير بندر بن سلطان من مسؤولين ومواطنين وحتى زوار وضيوف سموه من خارج المملكة، كما يتولى أيضاً توصيل صوت المواطن للأمير بندر بكل صدق وأمانة دون أدنى محاباة لأي كان مما يعكس رضا وثقة سموه الكريم باختيار العميد سليمان صالح البسام بكل كفاءة وقوة حضوره وحسن أخلاقه كمدير عام للمكتب الخاص، وهكذا حقاً وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. عبدالله بن صالح بن هران آل سالم - الرياض [email protected]