كلنا نعلم أن غريتس قدم مستوى متميزاً في الموسم الماضي، وكان له حضور مميز على الصعيد الإعدادي والفني وقدم فريق الهلال بشكل رائع ومتميز وحقق معه نتائج لافتة جعلت الجمهور "الأزرق" يحب هذا الرجل ويقدره أيما تقدير ويعتبره من صناع المجد الهلالي؛ ولكن سرعان ما بدأ يضمحل هذا الحب ويتلاشى هذا التقدير وتقلل شأن تلك الإنجازات. عندما قرر السيد غريتس أن يترك الفريق الذي قال عنه في غير مناسبة إنه تعلق بجماهيره وأنه يعتز بانضمامه له لجماهيريته الجارفة ووفاء جمهوره الدائم له حتى خارج أرضه فإنه لم يراع هذه العلاقة التي ربطته بالجمهور الأكثر وفاءً ولم يدرك أنه سيصيبهم في مقتل وبأعز ما يتمنونه وباغتهم في قرار الرحيل وهو في منتصف هذا الموسم ومع وجود استحقاقات مقبلة. الكثيرون تمنوا لو أن غيريتس قدر هذه العلاقة الخاصة وأكمل مدة العقد الذي ينص على استمراره إلى نهاية هذا الموسم، ومع هذا فالذي يعرف الجماهير الزرقاء يدرك أنهم لن يقفوا منه موقفاً سلبياً أو أنهم سيصفونه بالخائن، على رغم خسارته لأهم الاستحقاقات التي كانوا ينتظرونها المتمثلة في البطولة الآسيوية. ورغم اختلاف موقع الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن موقع غريتس في الخارطة الهلالية، واختلاف ما قدمه هذا الرجل والذي يصنف ضمن النوادر والذي يعتبر عراب التطوير الأزرق في هذه المرحلة ورغم أنه لم تطله سهام اللوم من الجمهور الأزرق بعد السقوط الأسيوي كما فعل مع غريتس، إلا أني أخشى أن يكون تخلي "شبيه الريح" عن النادي بعد تحقيق مستوى متميز على الصعيد الإداري والنجاح في صناعة بيت هلالي قائم على توليفة احترافية من جهاز إداري وجهاز فني ولاعبين متميزين حتى تمنى الكثير من جماهير الأندية الأخرى أن تصيبهم عدوى حميدة من الإدارة الهلالية فتصنع إداراتهم صنيع أمير الهلال... أقول: يزداد خوفي من بعض الجماهير العاشقة التي ربما تنظر لموقف الأمير عبدالرحمن على أنه موقف مشابه لموقف المدرب. وإزاء هذا الموقف فأجزم يقيناً أن جماهير الهلال تنادي "شبيه الريح" لا تكن جريتساً أخر. *مركز الانتاج التلفزيوني- جامعة الملك سعود