انتفضت مدينة ام الفحم العربية في منطقة المثلث المحتل في العام 1948 في وجه قطعان التطرف والعنصرية في اسرائيل ومن يقف خلفهم من جيش وشرطة، واشتعلت شوارعها بالمواجهات التي اوقعت العديد من الاصابات بينهم عدد من القيادات العربية اضافة الى اعتقال عدد اخر. وقد بدأت المواجهات عندما هاجمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وجيشه بقنابل الغاز والاعيرة المعدنية والهراوات، اهالي ام الفحم ومن معهم من ابناء وقيادات الجماهير العربية في الداخل اثناء تظاهرهم ومرابطتهم على مدخل المدينة تحسبا لدخول غلاة التطرف والعنصرية في اسرائيل بقيادة المجرمين باروخ مارزيل، وايتمار بن غفير، وعضو الكنيست المتطرف ميخائيل بن اري. وتعيد الاحداث في ام الفحم المواجهات العنيفة التي شهدتها اراضي 48 بين المواطنين العرب وشرطة الاحتلال مطلع انتفاضة الاقصى والتي باتت تعرف ب»هبة اكتوبر 2000»، واسفرت في حينه عن استشهاد 13 من فلسطينيي 48 واصابة المئات بجراح. وقد أدت المواجهات العنيفة إلى وقوع عشرات الإصابات بالاختناق والرصاص المعدني، ونقل العديد منهم الى المشافي لتلقي العلاج، ومن بينهم عضو الكنيست عن حزب التجمع حنين زعبي، وعضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عفو اغبارية، والصحافي محمد وتد وعضو المكتب السياسي لحزب لتجمع مراد حداد. وقامت قوات الشرطة وافراد الوحدات الخاصة بعمليات ملاحقة اسفرت عن اعتقال اكثر من عشرة من المواطنين العرب بينهم قاصرون. وذكرت مصادر فلسطينية في الداخل ان قوات الاحتلال استهدفت في هجومها القيادات العربية التي كانت متواجدة في المكان، وعلى رأسهم رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في الداخل محمد زيدان، وعضو الكنيست جمال زحالقة، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح. جندي اسرائيلي وآخر من وحدة «المستعربين» يعتقلان شاباً فلسطينياً خلال المواجهات في أم الفحم داخل الخط الأخضر. (أ.ف.ب) وذكرت زعبي التي شهدت قبل شهور الهجوم الاسرائيلي على سفن اسطول الحرية أنها أصيبت برصاصتين مطاطيتين، في الظهر والعنق، بفارق ثوان قليلة، قبل ظهر الأربعاء، عقب هجوم الشرطة العنيف على المتظاهرين العرب، من أهالي المدينة والقوى الوطنية والإسلامية، الذين شاركوا في التصدي لقطعان اليمين العنصري. واكدت زعبي: «نحن لم نكن في مواجهة زمرة من الفاشيين العنصريين، ولم نكن مهددين فقط من قبلهم، بل إن التهديد العيني والأخطر والمباشر كان من قبل أفراد الشرطة، الذين أتوا بمخطط مبيت وواضح يهدف إلى إصابة المتظاهرين العرب بإصابات مباشرة». وأضافت أن إطلاق الرصاص المطاطي لم يكن نتيجة لتطور تلقائي للمواجهات، وإنما استخدم منذ البداية، وبدون أي سابق إنذار أو مبرر، ما يدل على أن الشرطة قصدت إرسال رسالة تقول فيها إنها تواصل معاقبة العرب في وقفات الدفاع عن أنفسهم. واشارت مصادر في الداخل ان زعبي كانت محاطة من قبل مساعدين برلمانيين في كتلة التجمع الوطني الديمقراطي البرلمانية، بالإضافة إلى ناشطين في التجمع، عندما أصيبت فجأة برصاصتين مطاطيتين، ما يؤكد على أنه تم استهدافها من قبل قناصة الشرطة. وكان وصل نحو 60 متطرفا يهوديا الى مدينة أم الفحم على رأسهم ميخائيل بن ايري، الذي صرح لدى وصوله المدينة أن «الحركة الاسلامية في المدينة هي جزء من تنظيم القاعدة الارهابي». وحاول المتطرفون الوصول الى مقر الحركة الاسلامية في المدينة مطالبين باخراجها عن القانون واعتقال رئيسها الاسير الشيخ رائد صلاح مدى الحياة. وقد جاءت هذه التظاهرة التي سمحت بها المحكمة الاسرائيلية بعد يوم واحد من احياء ذكرى مقتل المتطرف اليميني مائير كاهانا، وتحت شعار «أراضي اسرائيل هي من حق اليهود ومن حقهم التواجد في أي بقعة منها». من جانب آخر وفي الوقت الذي تواصل فيه طائرات الحرب الاسرائيلية تحليقها المكثف في اجواء قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي وسط خشية لدى المواطنيين الغزيين من تنفيذ هذه الطائرات عمليات قصف في القطاع. استشهد مواطناً فلسطينيا بشظايا قذيفة إسرائيلية اطلقتها قوات الاحتلال شرق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. ووفقاً لما أعلنته المصادر الطبية الفلسطينية فإن المواطن (جهاد عفانة) 20 عاما استشهد جراء اطلاق جنود الاحتلال الاسرائيلي قذيفة شرق مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة. من جانبها اعلنت سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ان الشهيد عفانة هو احد عناصرها واستشهد خلال ادائه مهمة جهادية شمال القطاع.