دخل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود العمل السياسي في 11 رجب 1373ه الموافق 16 مارس 1954م عندما عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة، خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية (حفظه الله) في 25 شعبان عام 1374ه الموافق 8 أبريل 1955م، عين أميراً لمنطقة الرياض واستمر في ذلك إلى 7 رحب 1380ه الموافق 25 ديسمبر 1960م عندما استقال من منصبه، وفي 10 رمضان عام 1382ه الموافق 4 فبراير 1963م أعيد تعيينه أميراً لمنطقة الرياض، وما زال حفظه الله ورعاه يتولى هذا المنصب لمدينة تعد عدة مدن، وأكبر إمارة إذا قيست بنظائرها من الإمارات المنتشرة في مدن المملكة، لا من حيث تعداد السكان، ولا من حيث المساحة وتعداد المحافظات والمراكز التابعة لها وهي العاصمة السياسية للبلاد. ولهذا أميرها في حالة استنفار للزخم الكبير للوافدين على البلاد من قادة وساسة، ومفكرين وأدباء وإعلاميين ورجال أعمال، ولما تشهده على مدار العام من مؤتمرات اقليمية ودولية وداخلية إلى جانب هذه كله هو أحد أهم أركان العائلة المالكة الكريمة، وهو أمين سر العائلة والمستشار الشخصي للملوك السعوديين، وهو يرأس واحداً وعشرون جمعية وهيئة، وتولى ست عشرة مهمة سابقة، وحصل على اثني عشر وساماً وجائزة، كما تقلد وشاح جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من الدرجة الأولى، وهو لا يكل ولا يمل ويعد من الشخصيات العالمية التي تحافظ على عامل الوقت، بل أبرزهم عالمياً في علم الإدارة والعلاقات الإنسانية، فهو يحضر إلى مكتبه في وقت مبكر من كل يوم وفي دقيقة وساعة محددة، كما يستقبل مراجعيه على عدة فترات خلال الدوام الرسمي، إلى جانب مجلسه المعتاد الذي يستقبل من خلاله جمعاً كبيراً من المواطنين، ويستمع من خلاله إلى آرائهم واحتياجاتهم، ويحاول من خلال جلساته هذه البت بصفة عامة في العديد من القضايا التي قد يرى أنها لا تحتاج إلى أحكام شرعية، وهو أيضاً يقوم بالعديد من الزيارات للمستشفيات من أجل الاطمئنان على صحة المرضى ممن تستدعي الحاجة إلى زيارتهم، إلى جانب المشاركة في بعض الاجتماعات، وكذلك انجاز بعض المهمات الأخرى. وبكل أمانة أجد من الصعوبة إعطاء هذا الإنسان حقه من التعبير عن الصفات والأخلاق التي يتحلى بها، فهو يتعب ليستريح الآخرون، ويشقى ليسعد غيره، الحلم رفيقه، والعقل دليله، جاهد فظفر، وبنى فشيد، ورجا فتحقق الرجاء، صادق القول والفعل، لين في مواضع اللين، شديد في مواضع الشدة، سياسي لبق، متزن، سمح شريف النفس مثل حي في إحقاق الحق، وداعم قوي للعدل، يعمل من دون ضجة، ويبني من غير إعلان نفسه، قوي الإرادة له من الخبرات والثقافة ما مكنه من بناء مدينة عصرية، إلى جانب إسهام سموه في العديد من الانجازات والمهمات، وذلك على المستوى الداخلي والخارجي، إنه بحق يستحق أن يطلق عليه صفة (الأمير القوي الأمين) أعاده الله إلى وطنه وأمته سالماً معافى وفي أحسن حال، وحفظه الله من كل شر ومكروه إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قادر.