تخطط شركة اتصالات الإماراتية (اتصالات) لشراء حصة فى شركة زين الكويتية، حيث أعلنت أنها سوف تقوم بشراء 46% من أسهم شركة زين الكويتية فى عقد اتفاق يساوى 11 مليار دولار، ويعتبر وجود زين السعودية في الصفقة أمرا سوف يحدث خللا في تركيبة شركات الاتصالات في السعودية، حيث يملك المشتري ما نسبته 27% من شركة موبايلي في السعودية، ويملك البائع ما نسبته 25% من شركة زين السعودية، الامر الذي سوف يجعل رخصتي موبايلي وزين في السعودية تحت قرار واحد وهو شركة اتصالات الاماراتية، وهو الامر الذي يخالف أنظمة الهيئة من امتلاك جهة واحدة لأكثر من رخصة هاتف محمول، ولذا فان احد الحلول المطروحة تتضمن بيع زين السعودية لمشغل آخر فور استحواذ اتصالات الاماراتية على زين الام الكويتية. قبل أن نتطرق في الاتصالات، يجب أن أشيد بطبيعة الكويتيين السباقة للاستثمار خارج وطنهم، فهم من اوائل من بدأ الاستثمار في شركات الاتصالات وغيرها من الانشطة، ولعل موقعهم الجغرافي والذي دائما ما تنتهي اليه سفن البضائع القادمة من الشرق، منذ القدم، جعلهم على اتصال بالعالم الخارجي وتجاره، وفتح آفاقهم للاستثمار خارج حدود الكويت، ولذا فان بعض العقاريين الناجحين، دائما ما يراقب تحركات الكويتيين العقارية، فان هم اشتروا في اوروبا الشرقية اشترى معهم، وان هم غربوا غرب معهم. وفي قطاع الاتصالات، هم كانوا كذلك، فهم عرفوا أن لا شيء أفضل من أن تكون لديك شركة اتصالات؛ تدر عليك المليارات خاصة وأن بضاعتك التي تبيعها للناس هي (الكلام)، فلا حاجة لاستيراد وجمارك، وليس لبضاعة الاتصالات تاريخ صلاحية تخاف أن ينتهي، ولذا فهم استحوذوا سابقا على العديد من شركات الاتصالات في افريقيا مثلا، قبل أن يبيعوا جميع فروعهم في 15 بلدا أفريقيا لشركة بهارتي أيرتل الهندية، بقيمة 10.7 مليارات دولار في بداية العام، ومع اعجابي بسبقهم الاستثماري إلا أنني مازلت استغرب كيف دفعوا اثنين وعشرين مليار ريال سعودي لرخصة السعودية، والثالثة آنذاك، بينما كان بإمكانهم أن يشتروا كل أسهم موبايلي الحرة وقتها ويوفروا على أنفسهم بعضا من المبلغ وبعضا من عناء التشغيل، ولكنه سحر الاتصالات الذي يجعلك تدفع الغالي والنفيس لأجله. ونظرا لسحر الاتصالات فان الاماراتيين قد دخلوا سباق الاستثمار فهم ومن خلال شركة - اتصالات - يقومون بتوفير الخدمات السلكية واللاسلكية فى 18 دولة فى الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا حيث عدد عملاء الشركة يصل الى 100 مليون عميل، وهو السحر ذاته الذي دفع السعوديين من خلال شركة الاتصالات السعودية الى تقديم خدماتها لأكثر من 100 مليون عميل في 11 دولة وهو نفس السبب الذي جعل القطريين من خلال كيوتل يستثمرون في 17 دولة ليصل عدد مشتركيهم في خدمات كيوتل الى 60 مليون مشترك. طبعا ولأن الصفقة الكبيرة بين الكويتيين والاماراتيين، فان موضوع الاستحواذ على حصة الكويتيين في زين السعودية قد تكون خيارا لتوسع القطريين أو البحرينيين في أعمالهم، أما القطريين فقد استبعدوا هذا التوجه، وأما البحرينيين ومن خلال شركة بتلكو فان الامر يعتبر أكثر استراتيجيا، لأن شركة بتلكو متواجدة في السوق السعودية من خلال حصتها البالغة 15 في المئة في شركة اتحاد عذيب للاتصالات، والتي تقدم خدمات الهاتف الثابت في المملكة، فمع شراء زين السعودية ومن ثم اتحادها مع اتحاد عذيب، تكون الشركة لديها تكامل في تقديم خدمات الثابت والهاتف المحمول مثلها مثل الاتصالات السعودية. وبغض النظر من سيشتري الزين، فان المهم لك أيها القارئ، أن من يتعب في اتمام الصفة الكبيرة سوف يحصل على %3 عمولة مستحقة، أي تقريبا مليار ريال فقط!