(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ، ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) - سورة الحج -. منذ فرض الله الحج على عباده، والملبين من كل بقاع الأرض لا يتخلفون عاماً عن أداء الركن الخامس في الإسلام، وفي كل عام تستقبل المملكة ملايين الحجيج القادمين من كل بقاع العالم، ليؤدوا فريضة الحج وينعموا بأعظم شعيرة دينية خص الله بمكانها أرض الحرمين، وأنعم على ولاة أمرها بحسن استقبال ضيوف الرحمن و إكرام وفادتهم. وها نحن على أعتاب موسم حج جديد، وأفواج الحجيج تأتي كل يوم عبر جميع منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية، وحالة استنفار قصوى يعيشها كل مسؤول إلى الحملات إلى الموانئ والمطارات والفنادق، كما أن الأقمار الصناعية استعدت لنقل الحدث إلى كل أقطار العالم، ليشهدوا التعظيم السنوي لكل القيم الإسلامية التي لم تفاضل بين الناس في الثراء أو العرق أو الشكل إلاّ بالتقوى والعمل الصالح، في تظاهرة دينية لا تزال تحير غير المسلمين وتثير دهشتهم وستظل إلى ما يشاء الله. والمملكة بدءاً من ولاة الأمر وانتهاء بكل مواطن يعيش على أرضها، يعتبر نفسه مضيّفاً لحجاج بيت الله الحرام، وتكاد لا تغيب خدمة واحدة عن أذهان العاملين على رعاية موسم الحج، بدءاً من سن التشريعات المنظمة لقدوم وفود الرحمن من كل مكان، والإشراف على أداء حملات الحجيج في الداخل والخارج، مع رفع حالة الاستعداد القصوى في منافذ المملكة، ومضاعفة عدد العاملين المدربين فيها، لتحقيق أفضل وأسرع استقبال وتوزيع لضيوف الرحمن، والإشراف على مواقع تسكينهم ومناسبتها لهم، إلى جانب إعداد مواقع الشعائر لاستقبال الملايين في نفس التوقيت في صحن البيت الحرام، وتهيئة الخيام الآمنة في منى وعرفات ومزدلفة، مع تزويدها بمراكز الرعاية الصحية المستعدة بكل التجهيزات اللازمة، بالإضافة إلى تحديث الإنشاءات في الجمرات، بحيث أصبح رمي الجمرات لا يرهق أو يضيق على ضيوف الرحمن في ذهابهم وإيابهم، وكذلك الاهتمام بوسائل البث الفضائية، بحيث يتاح لكل العالم مشاهدة ومتابعة الحدث أولاً بأول، وإنتاج ملايين الوسائل الإرشادية بكل الوسائط المتاحة، ليجىء مشروع قطار المشاعر ليتوج الجهود الحثيثة لتسهيل أداء الشعيرة بدون اختناقات مرورية أو متاعب. وفي ملفنا هذا الأسبوع حاولنا جمع أكبر قدر من الموضوعات المتعلقة بالحج احتفاء بالمناسبة الكريمة.