أنهى أمس نحو 30 في المائة من حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم في ثالث أيام التشريق برمي الجمرات الثلاث، معلنين انتهاء الفريضة استعداداً للعودة إلى أوطانهم، وهم يمثلون الحجاج غير المتعجلين. وشهد مطار جدة أمس استنفاراً مع بدء مغادرة عديد من رحلات الطيران، فيما انتقل قسم آخر من الحجاج إلى المدينةالمنورة، وهم الذين لم تتح لهم زيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. وانتشرت أمس، على امتداد الطرق السريعة والجسور والأنفاق المتعددة فرق من رجال الأمن من مختلف القطاعات، في مقدمتهم رجال المرور للإشراف على تنظيم عمليات السير. وهيأت مشاريع توسعة المسجد الحرام، وما وفر فيه من خدمات شاملة لحجاج بيت الله الحرام مزيدا من الراحة والخشوع في جو تسوده الطمأنينة، واتخذت وزارة الحج الترتيبات الكفيلة بتسهيل إجراءات عودة الحجاج إلى بلادهم بعد أن أدوا فريضة الحج هذا العام. وقال حاتم قاضي وكيل وزارة الحج، إن الخطة الموضوعة للسفر براً أو جواً أو بحراً راعت تقديم سائر الخدمات التي يحتاج إليها ضيوف الرحمن، مشيراً إلى اكتمال الاستعداد في جميع مراكز التفويج والمنافذ التي يعود من خلالها الحجيج إلى بلادهم بعدما من الله عليهم بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، لافتاً إلى أن فرع الوزارة في المدينةالمنورة استكمل الاستعدادات وتنفيذ خطته التشغيلية في مراكز الاستقبال في محطة حجاج البر، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز، لاستقبال وتوديع ضيوف الرحمن في الفترة الموسمية الثانية في المدينةالمنورة. وسجلت القوات الأمنية والجهات الخدمية المشاركة في مهمة حج هذا العام نجاحا كبيرا قدمته الجهات المناط بها خدمة ضيوف الرحمن على مدار الأيام الماضية، بدءاً من وصولهم إلى المشاعر حتى وقفوا ونفروا ورجموا ونحروا ثم تحللوا وانهوا حجهم بكل أمان وطمأنينة، في تناسق ناجح بين الإدارات الخدمية والجهات المختصة، وما تحقق في الأيام الماضية من إنجاز كبير بكل المقاييس وهو ما يدل على أن ما بذلته الحكومة من جهود قد آتت ثمارها عبر منظومة أمنية وصحية وخدماتية من الوزارات ذات الاختصاص، وأن تجارب وجهود السنوات الماضية تكاملت مع المشاريع الكبيرة التي أنجزت وقدمت للمسلمين في كل بقاع الأرض حجاً نموذجياً بكل المقاييس، فسوى الأمن الصحي الذي حمى الحجيج من أي فيروس والجهد الخدماتي الذي يسر للحجاج أداء مناسكهم منذ قدومهم لأرض المملكة وحتى أداء كل الشعائر. وشهدت مخيمات مشعر منى هدوءها، التي بدت خالية وساكنة يوم أمس مع توديع ضيوف الرحمن، ولم يبق في المكان غير عبق المناسبة وشوق المغادرين وحنينهم للعودة. وفي الوقت ذاته، بدأ العاملون في مؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل التحرك السريع لأجل لملمة كامل محتويات الخيام وتنظيفها، في حين باشرت أمانة العاصمة المقدسة تكثيف فرق النظافةِ الميدانية وتحريكِ آليات لرفع وسحب حاوياتِ الضغط الكبيرة التي تحوى أطنانا كبيرة من النفايات.