عزيزي أبا سهيل، أو كما تحب أن يطلق عليك أحبابك أبا يارا.. عندما سمعت خبر وفاتك يوم الأحد الخامس من رمضان 1431 ه لم أصدق عند الوهلة الأولى مع أني كنت متابعاً لأخبار مرضك، والموت حق كما قال الله عز وجل في كتابه: (كل من عليها فان)، فكنت بين مصدق ومكذب، ولكن مع الدقائق والساعات اقتنعت أن الخبر صحيح وفي قلبي غصة، عندها سقطت دمعات لفراقك وأنا اقرأ خبر وفاتك في جميع الصحف المحلية والإلكترونية وكان لجريدة الرياض السبق في نشر صور لك أول مرة تنشر. حاولت أن أكتب، وأكتب عنك وأنا أعرف كثيرا عنك، ولكن عمّ أكتب، هل أذكر جدتي التي لا تعرف ولا تدعو إلا لغازي القصيبي، أبان توليه وزارة الصحة، أم أباء وأمهات الأطفال الذين أهديتهم صورة لمواليدهم بعد الولادة مباشرة مع قاموس للأسماء العربية، أم فكرة "التيمّم" التي كان لك السبق في إقرارها وتوزيعها على جميع مستشفيات وزارة الصحة.. ولا ننسى دعاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بإنشائك جمعية الأطفال المعوقين، التي يرأسها الآن صاحب القلب الكبير سلطان بن سلمان.. أم سكان القرى النائية الذين تم إيصال الكهرباء لهم وأنرت لهم دنياهم قبل بيوتهم عندما كنت وزيراً للصناعة والكهرباء.. أم إنشاؤك لأكبر شركة بترو كيميائية في الشرق الأوسط التي تعد من أكبر شركات العالم.. أم سنواتك الإحدى عشرة التي قضيتها في تفريج هموم الطالب المغترب عن أهله عندما كنت سفيراً في لندن، وبذلت الرخيص والغالي لئلا يتعرض أحد المواطنين السعوديين في بريطانيا لأذى، أو مضايقة، وكنت تهب كما يهب الأسد لمساعدتهم، وتحنو عليهم كما تحنو الأم على وليدها.. أم أذكر جميع سكان السعودية عندما توليت وزارة المياه وتعهدك بإيصال خدمات الصرف الصحي لهم.. وأخيراً توليك هم المواطن والمواطنة في تقليل نسبة البطالة في وطننا الغالي خلال توليك مهامك (القتالية) في وزارة العمل، ولم تقتصر محبتك على السعودية بل امتدت إلى دول الخليج، وتمثلت في تكريم أمير الكويت لك بوسام ذي الوشاح من الدرجة الممتازة ولا ننسى الشعب الكويتي الذي يعتبرك بطل مقاومة الاحتلال بسلاح الكلمة. عتبي عليك وهو عتب محبة لإنسان عظيم ومخلص، أنك لم تكمل كتابك "حياة في الإدارة" لأنه يعتبر مرجعا مهما لشباب الأعمال يستفيدون من تجاربك التي قلما تتكرر، فهذا الكتاب يعتبر مرجعا للدبلوماسي، والسياسي، وأستاذ الجامعة، والوزير.. عتبي عليك من منبع الحب والتقدير من ابن لكم.. لأن هذا الكتاب يعد ثروة وكل مرة نقرؤه نكتشف حكمة جديدة. أقسم بالله يا دكتور غازي، أننا لن ننساك أبداً، لقد أخلصت وأحببت وطنك فأحبك الصغير والكبير.. الفقير والغني.. المرأة والرجل. فإلى جنة الخلد أبا يارا * مستشار إداري عضو الجمعية الأمريكية للتسويق