التطوع في مجال خدمة المعوقين يحتاج إلى تنظيم و إجراءات أكثر فاعلية وجدية، يلتزم من خلالها المتطوع بأداء واجبه دون تقصير أو إهمال أو خطأ، بهذه الكلمات بدأ "يحيى الزهراني" عضو مجلس إدارة جمعية حركية للإعاقة الحركية للكبار، وعضو لجنة المسؤولية الاجتماعية باتحاد كرة القدم، وصاحب برنامج تلفزيوني حول المعوقين تبثه قناة الإخبارية، حديثه ل"الرياض"، موضحاً أن مفهوم التطوع يعاني كثيراً من العيوب التي تقلل من فاعليته، وبالتالي تهميش دوره في مجتمع إسلامي يعتبر التطوع فيه أصلا من أصول العقيدة، لافتاً إلى أن من هذه العيوب عدم جدية المتطوع، والذي يبدأ تطوعه مدفوعاً إما بشعور نبيل يفتر مع الأيام فيقل جهده، أو لكي يحصل على شهادة خبرة من جهة التطوع، أو حتى على أمل أن يروا مقدار جديته ليتم توظيفه!. وأضاف هذا من جانب المتطوع أما من جانب المجتمع فحدث ولا حرج، فعلى الرغم من أهمية التطوع وحاجتنا له في كل المجالات، إلاّ أن المجتمع المدني لم يؤسس له بشكل عملي حتى الآن، وبالتالي نفتقر إلى وجود نظام مؤسساتي للعمل التطوعي، كما أننا نفتقر أيضاً إلى جدولة الأعمال التطوعية، بحيث يجد كل راغب في التطوع المجال والمكان الذي يمكن أن يتطوع به، ويعطي فيه أفضل ما عنده من جهد و مهارات، مبيناً أن عملية التطوع تكاد تقتصر على المؤسسات الخيرية، وفي مجالات باتت محدودة للغاية، فلم يعد ممكناً مثلاً التطوع بجمع التبرعات، وأصبحت الأعمال في مجملها تدور حول التعريف بالجمعية وحث الناس للتبرع لها، مشيراً إلى أن حركة التطوع في مجال المعوقين تعتبر أقل من المأمول، فالمتطوع لخدمة المعوق بحاجة أولاً إلى درس توضيحي يعرّفه مع من يتعامل؟، وكيف ينبغي أن يتعامل؟، حتى لا يُقصر في مساعدة المعوق أو يرتكب خطأ، كما أن إلزام المتطوع بساعات عمل أسبوعية ومهام محددة أمر مهم للغاية. وأوضح "الزهراني" أنه دعا اللاعب "ياسر القحطاني" ذات يوم لخدمة قضية المعوقين عبر مارثون دعائي توعوي، و لبى الكابتن الدعوة بمنتهى الأريحية، ولكن عندما بدأ المارثون فوجئ بالناس الذين تجمهروا لرؤية لاعبهم المفضل يهتفون له، متناسين تماماً القضية الأساسية التي أقيم المارثون من أجلها، مضيفاً أن لديه عددا من الفنانين المعروفين أمثال "يوسف الجراح" و"فايز المالكي" لديهم تجاوب جيد مع المؤسسات الخيرية، ويلبون الكثير من الدعوات للدعاية، ولترويج العمل الخيري، غير أن الاستفادة من هؤلاء ومن رجال الأعمال أيضاً ينبغي أن تكون في إطار عملي مدروس، حتى لا تذهب الجهود أدارج الرياح، فمثلاً من المهم اصطحاب الفنان أو رجل الأعمال إلى وزارة النقل لمحاولة الحصول على تسهيلات وتأمين مواصلات خاصة بالمعوق، لافتاً إلى أنه من المهم أن يترافق الاحتفال باليوم الوطني مع انجاز تطوعي كبير، يشارك فيه أبناء الوطن، ويكون ثمرة جهود عام كامل يتوج ويفتتح في اليوم الوطني. الزهراني: حضر «ياسر» والتفت حوله الجماهير وتجاهلوا القضية التي حضروا من أجلها وطالب "الزهراني" بضرورة إشراك المعوق في عملية التطوع، واطلاعه على كل ما يمكن أن يخدمه، والاستفادة من أفكاره لدمجه بالمجتمع، مشيداً بالمتطوعات من النساء اللاتي أثبتن تفوقهن على المتطوعين الرجال، مرجعاً ذلك إلى فطرتهن التي جبلت على الحنان، بالإضافة إلى توفر أوقات فراغ كبيرة لديهن، مؤكداً أن مشاركات المرأة التطوعية أكبر، كماً وكيفاً، من الرجال، وإذا كلفن بمهمة أدينها على أتم وجه، بل وأخرجنها إخراجاً راقياً، مشدداً على ضرورة تأسيس العمل التطوعي وجدولته وإعطاء الفرصة للخريجات اللاتي لم يعملن، للمساهمة في هذا النشاط الاجتماعي الذي سيعود بالفائدة عليهن وعلى نفسيتهن وعلى المجتمع ككل. المعوق ينتظر إشراكه في عملية التطوع واطلاعه على كل ما يمكن أن يخدم قضيته