الحب عند المرأة "سولت" هو مكمن الثأثر والانتقام ومحرض الأنوثة العاشقة، الأول؛ وهو أيضا، الخيط السري الذي يقود فيلم الجاسوسية الأخير لأنجلينا جولي (سولت - Salt)؛ حتى المشهد الأخير!. يبدأ الفيلم على اعتبار أن (افلين سولت) جاسوسة أمريكية؛ لنكتشف في الربع الأول من الشريط السينمائي، أنها ليست إلا عضو في خلية نائمة تابعة للمخابرات الروسية "KGB" تأسست عام 1975 في الاتحاد السوفيتي بهدف تنشئة وتدريب مجموعات تقوم بعمليات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة يكون أكبرها عملية قتل الرئيس الأمريكي وتوجيه صواريخ نووية أمريكية، ضد مكة وطهران وتهييج العالم الإسلامي؛ انطلاقا من عملية (اليوم الموعود). الفيلم الذي أخرجه الاسترالي فيلب نويسي، يعيدنا إلى مناخات التوتر زمن الحرب الباردة بن الروس والأمريكان.. كما يشهد الفيلم، بطبيعة هذا النوع السينمائي، مشاهد قتالية ومطاردات مشوقة، ربما يكون مبالغ فيها إلا أن ما يشفع لها هو أن الجاسوس عادة ما يكون مدربا، تدريبا استثنائيا.. وإن يكن، تهرب سولت من المخابرات الأمريكية بعد أن يفتضح أمرها، وهي مشغولة بحبيبها وزوجها (على خلاف الجاسوس الرجل) الذي اختفى فجأة؛ تذهب لنيويورك لتنفيذ العملية الأولى وهي قتل الرئيس الروسي، تتم العملية (ظاهريا) بنجاح، ثم "تنفد" سولت من المطاردة لتلتقي بالأب الروحي وعراب مجموعة الأخوة الجواسيس؛ وهنا يبدأ الانقلاب الأكبر في مسار الشخصية وتتضح ملامح الجاسوسة العاشقة، عندما يلجأ عراب الجواسيس الروس اورلوف (البولندي دانيال الوفروشسكي) إلى قتل حبيب سولت عالم العناكب الشاب؛ تصمت الأخيرة وتتظاهر بعفوية كي لا تلقى مصيره؛ ولكن هذا فقط إلى المشهد التالي، عندما تتفجر حمم الثأر الأنثوي وتصفي سولت كل المجموعة الروسية بمن فيهم العراب اورلوف، ضاربة بعرض الحائط كل ما تعلمته وتدربت عليه في طفولتها الجاسوسية، فهناك من انتهك أعظم مكون لذاتها العاشقه وهو الحب وأخذ منها أعز ما تملك: الحبيب (غريزة الأمومة والتملك سيكولوجيا). واشنطن العاصمة وتحديدا في البيت الأبيض، سوف يكون موقع العملية الأخرى والكبرى التي تهدف إلى قتل الرئيس الأمريكي، وهنا تكتشف أن زميلها السابق في المخابرات الأمريكية (الممثل لييف شرايبر) الذي كان أول مطاردي "سولت" هو من ذات المجموعة الروسية، ينجح الأخير في التحكم بتوجيه السلاح النووي الأمريكي ضد العالم الإسلامي؛ بعد أن يصفي أعضاء في الحكومة يختبئون في ملجأ سري، لنصل إلى ذروة العملية الروسية، عندما "تنقذ أنجلينا جولي" العالم الإسلامي وتنتهي العملية ويقبض على سولت ويختتم الفيلم بمشهد يؤكد قيمة انتقام العاشقة كمحرض، عندما يصل إلى المخبر الأمريكي من أصول أفريقية (الممثل شاوتل ايجي فور)؛ "مسج" يكشفُ أن سولت هي من قتل العراب الروسي، ما يدفعه إلى أن يتركها تهرب وهو متيقن في داخله، أن انتقام هذه المرأة لحبيبها سوف يكون أنجعَ حل لتخلصهم من الروس، متأكداً أن سولت التي قُتلت أنوثتها بمقتل زوجها، لن ترى الآن سوى الانتقام!.