غلاء المعيشة في المنطقة الشرقية وصل إلى أبرز منتجاتها وأكثرها أهمية، حيث ارتفعت أسعار المأكولات البحرية رغم كون المنطقة أغنى المناطق على مستوى الخليج، ومن هنا أصبح الأمر صعباً على الأهالي بعد أن اعتادوا على سهولة توفرها. تقول «أم عبد الله» - ربة منزل -: إن الغلاء شمل الأسماك و»القريدس» و»الروبيان»، والتي كانت في السابق غذاءً لمن ليس لديه غذاء، لرخصها وسهولة توفرها، مضيفةً أنه في الوقت الحالي أصبح من النادر تناولها نظراً لإرتفاع أسعارها، ف»سمكة الهامور» الواحدة تتجاوز الأربعين ريالاً، لافتةً إلى أنها بسؤالها لبائعي السمك عن الوضع الحالي أجابوا بقولهم: «خسرنا الكثير بسبب ارتفاع سعر «الديزل»، وبسبب تراخيص الصيد التي أصبحت صعبة، حيث أصبح ترخيص صيد السمك يختلف عن ترخيص صيد الروبيان، والنتيجة هي رفع سعر المأكولات البحرية لتعويض ماخسرناه، وللأسف لم نعوض شيئاً بسبب عدم شراء هذه المأكولات من سكان المنطقة». وتوافقها الرأي «زهرة عبد المحسن» من محافظة القطيف حول ارتفاع سعر المأكولات البحرية في الفترة الأخيرة لاسيما السمك والروبيان قائلةً: في السابق عندما يأتي موسم السمك أو الروبيان نشتري كميات كبيرة لتكفينا عاماً كاملاً عن طريق تجميدها، أما مع الغلاء الحاصل حالياً فقد أصبحنا لا نخزن شيئاً بل لا نأكل السمك إلا نادراً. وتؤكد «فاطمة محمد» - ربة منزل - أنها تعاني من ارتفاع أسعار الخضروات ثم الفواكة في الدمام، حيث أنه من المفترض أن يكونا أرخص من غيرهما، لافتةً إلى أنها في الشهر الماضي اشترت سلة الخيار بسعر 70 ريال، بعد أن كانت تباع ب 40 ريالاً، وأن كرتون الخس أصبح ب 85 ريال بعد أن كان يباع ب 20 ريالاً، ووصلت الباميا إلى 130 ريالاً، مؤكدةً أن كرتون الطماطم ارتفع ليصل إلى 80 ريالاً بعد أن كان يباع بأربعين ريالاً. وتشاطرها الرأي «هاجر سعيد» من سكان الخبر بأن الخضروات ارتفعت بالفترة الأخيرة بنسبة (200%)، وأنه بسبب الغلاء لم تعد تشتري الخضروات كالسابق، رغم فائدتها على الجسم، موضحةً أن السبب في ارتفاع الأسعار يرجع إلى عدم متابعة حماية المستهلك، وسوء التنظيم من الشركة التي تدير سوق الخضار والفاكهة، والتي لها دور كبير في ارتفاع الأسعار ووصولها إلى هذا الحد الذي لا يحتمل. من جهة أخرى تقول «رغد خالد»: إن الغلاء أصبح كالمصيبة الكبيرة التي وقعت على الجميع، فقد انعدمت بسببه الطبقة الوسطى في المجتمع، وتراوح أفراد المجتمع بين فقراء وأغنياء، ذاكرةً أنها عندما تذهب إلى «السوبر ماركت» فإنها تدفع ما لا يقل عن ألف ريال لشراء مواد غذائية وغيرها، علماً أن أفراد أسرتها هم ثلاثة فقط. وتتذمر «أمل العنزي» من ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات، مبينةً أن اعتدال أسعار المواد الاستهلاكية والضرورات هو أبسط الاحتياجات التي يجب مراعاتها للمواطنين، ولا أبالغ عندما أقول إنني أشتري دواءً شهرياً بمبلغ 800 ريال، متسائلةً: أين دور الجهات المعنية؟