بدأت تظهر معجزة الوعد الإلهي في قوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فالوعد الإلهي بحفظ القرآن يؤكد أنه لم ولن يفقد أو يتغير فيه حرف واحد من النص مهما فعل أعداؤه. ويتشدق الغرب دائماً بشعارات الديمقراطية والحرية. ولكنه لا يعرف للحرية سبيلاً أمام الإسلام والمسلمين وآخر اعتداءات الغرب على الإسلام. إعلان رعي إحدى الكنائس في ولاية فلوريدا الأمريكية القس (تيري جونز) بأنه يعتزم حرق القرآن الكريم في ذكرى تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر بنيويورك فقد أطلق نيران حقده على الإسلام والمسلمين هذه هي حقيقة الإعلان (التعصب) الأعمى. لكن حرق المصحف في كنيسة يختلف كثيراً.. فهو رسالة للأمة الإسلامية جمعاء.. لأنه يشبه بالضبط حرق العلم وهو ما يعني إعلان الكراهية للدولة صاحبة العلم.. فحرق المصحف في ذاته لا يضر ولا ينفع.. إنما هو رسالة لإعلان الكراهية للدين الإسلامي والشعوب الإسلامية. ونحن كمسلمين لم نسمع أن مركزاً إسلامياً معتبراً، ولا مسجداً كبيراً كالمسجد الحرام، أو النبوي، أو الأقصى، أو الأزهر أو غيرها من مساجد المسلمين قد نادى بحرق الإنجيل أو التوراة (المحرفين) انتقاماً من ظلم الدول النصرانية المتحالفة على بلاد المسلمين أو انتقاماً من اليهود الغاصبين مع أن القتل الجماعي يحدث من الدول النصرانية ودولة اليهود بصورة همجية يومياً. وفي ظل اختلال موازين القوى لصالح الغرب تظل الدول العربية رهناً لردود أفعالهم التي لا تضع في الاعتبار احترام حريات أو معتقدات المسلمين وفي الوقت ذاته تدافع باسم الحرية عن أي حقوق أخرى حقوقنا بالطبع ليست من بينها. ومن الخطأ تصورهم بأن الإسلام يهتز لمثل هذه الأفعال فمثلها من الأفعال الدنيئة لم يتوقف منذ أن بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته فقد تعرض لأذى كثير. ومن السذاجة مقارنتها بما يحدث هذه الأيام. ويمكن أن نلخص ما نريد أن نصل إليه في احصائية نشرها «جورج تينت» مدير وكالة المخابرات المركزية أوصى فيها بوقف الهجمات العنصرية على المسلمين بعد أحداث سبتمبر لأنه لاحظ أن هناك ما يقرب من مائة ألف مسيحي يدخلون في دين الإسلام كل عام. إعمالاً لقوله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون). والله الهادي إلى سواء السبيل..