سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأطباء المقيمون.. العمل لساعات طويلة يولد إجهاداً عضلياً مزمناً يتفاقم دائماً مع سوء التغذية وقلة النوم الممارسون الصحيون عادة ما يعانون من آلام الركبتين ومشاكل القدمين
تواصلاً لما طرحناه في العدد الماضي حول المشاكل الصحية التي يتعرض لها الأطباء والطبيبات والممارسون الصحيون بمختلف القطاعات والتي تؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض والأمراض المتعلقة بالعظام والهيكل العظمي. نكمل اليوم الحديث عن تلك الامراض: آلام الركبتين وهذه الآلام شائعة لدى جميع الفئات في المجتمع ولكن فئة الممارسين الصحيين تكون معرضة لهذه الآلام بشكل أكبر نتيجة الوقوف لفترات طويلة والمشي لفترات طويلة حسب طبيعة العمل. وهذه الآلام قد تكون نتيجة التهاب في المفصل أو خشونة في المفصل أو إجهاد وتمزق في الغضروف الهلالي الداخلي أو الغضروف الهلالي الخارجي. وعادة ما تظهر هذه الآلام عند الوقوف لفترات طويلة أو المشي لفترات طويلة أو صعود الدرج. ويمكن التقليل من حدوثها ومحاولة تفاديها وذلك بالمحافظة على الوزن المثالي وبعمل جلسات تقوية لعضلات الفخذ المحيطة بالركبتين وخصوصاً العضلة رباعية الرؤس. كما أنه من الضروري الحرص على استخدام الأحذية الصحية المرنة والتي تمتص الصدمات وتقلل من المجهود الذي يصل إلى مفصل الركبة. أما في حال تفاقم الأعراض فإنه يمكن علاج آلام الركبة حسب طبيعة المرض وذلك بعد تشخيصها عن طريق الأشعات السينية وأشعة الرنين المغناطيسي. ويجب على الممارس الصحي والطبيب أو الطبيبة أن يكون أكثر حرصاً من غيره من الناس على تفادي العادات السيئة المضرة بالركبة مثل الجلوس في وضعية التربيعة لفترات طويلة والجلوس في وضعية القرفصاء واستخدام الحمام العربي. كما يجب تفادي رفع الرجل إلى المغسلة عند الوضوء لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم الإجهاد والضغط على أسفل الظهر وعلى الركبة الأخرى. آلام في العضلات مشاكل القدمين وهذه هي أكثر المشاكل التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي حيث أن جميع العاملين في هذه المجالات تتطلب أعمالهم الوقوف لفترات طويلة مثل الجراحين وأطباء الباطنة وأطباء العناية المركزة وغير ذلك من الأطباء الذين قد تستغرق عملياتهم العديد من الساعات والذين قد تتطلب جولاتهم على المرضى الوقوف لبضع ساعات. كما أن هذه المشاكل شائعة أيضاً لدى الممرضين والممرضات نظراً لطبيعة عملهم التي تتطلب الوقوف والمشي لفترات طويلة. ويضاف إلى ذلك الفئات الأخرى من الذين يساعدون على نقل المرضى وتحريكهم بين الأقسام المختلفة في المستشفيات. ومشاكل القدم عادة ما تكون على شكل آلام ناتجة عن التهابات في الأوتار والأربطة الموجودة في باطن القدم مما يسبب ظهور آلام في مقدمة القدم تحت الأصابع أو في مؤخرة القدم تحت منطقة الكعب. كما ان هذه الآلام والالتهابات قد تصيب مؤخرة الساق عند التقاء الساق مع القدم فيما يعرف بالتهاب وتر أخيري. وتتفاقم هذه المشاكل عندما يكون المريض من أصحاب الأوزان الزائدة أو من الذين لديهم أصلا مشاكل في القدم مثل القدم المسحاء. ولذلك فإن من المهم جداً الحرص على ارتداء الحذاء الطبي اللين الواقي والذي يمتص الصدمات عند المشي ويوفر دعماً لباطن القدم ويحميها عند المشي. كما يمكن استخدام الفرشة الطبية اللينة الماصة للصدمات داخل الحذاء لكي تقوم بنفس العمل. وفي الناس الذين يكونون معرضين لحدوث تورم في الساقين والقدمين عند الوقوف والمشي لفترات طويلة فإنه ينصح باستخدام شراب طبي يساعد على تنشيط الدورة الدموية ومنع السوائل من التجمع في منطقة الكاحل والقدم. ومن البدهي أن المحافظة على الوزن المثالي تساعد في تجنب هذه المشاكل بإذن الله. أما إذا أصبحت الآلام شديدة ومتكررة فإنه يمكن اللجوء إلى استخدام الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المسكنة للآلام وأيضاً عمل جلسات العلاج الطبيعي أو أخذ الحقن الموضعية في محاولة القضاء على الالتهاب. ويجب التنبيه ان هذه المشاكل قد تعود في المستقبل حتى بعد شفائها ولذلك فإنه يجب الحرص على تجنب العادات السيئة مثل لبس الكعب العالي أو الأحذية الصلبة أو الأحذية ذات المقدمة الضيقة لأن هذه كلها تؤدي إلى عودة الأعراض وإلى ظهور مشاكل جديدة في القدمين لا سمح الله. إجهاد مستمر الإجهاد العضلي المزمن وهذا المرض هو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تظهر عند الممارسين الصحيين الذين يتعرضون للإجهاد لفترات طويلة مثل الأطباء المقيمين الذين تتطلب أعمالهم السهر لفترات طويلة والعمل لساعات طويلة خلال تدريبهم مما يؤدي إلى ظهور إجهاد وإرهاق دائم يتفاقم مع سوء التغذية ومع قلة النوم. وتكون الأعراض المصاحبة لهذا المرض على شكل إجهاد وإرهاق وفقدان للشهية وآلام في مختلف أجزاء الجسم وخصوصاً في عضلات الرقبة وأعلى الظهر وأسفل الظهر والذراعين والساقين هذه الآلام قد تنتقل من جزء لآخر وقد تزداد شدتها لتعرض للبرد أو التعرض للتيارت الباردة أو التعرض للإرهاق النفسي. وعادة ما يكون التشخيص عن طريق التاريخ المرضي والفحص السريري. أما بالنسبة للعلاج فيجب أن يبدأ بمحاولة تفادي المرض أساساً وذلك بمحاولة أخذ قسط كاف من الراحة وتجنب الإجهاد وعمل التمرينات الخفيفة والمحافظة على التغذية الصحيحة. أما في حالة استمرار الأعراض فإنه يجب اللجوء إلى الطبيب لكي يتم وصف بعض الأدوية والمكملات الغذائية التي قد تساعد على اختفاء المرض والأعراض بإذن الله. واخيرا نؤكد على اهمية اتباع سبل الوقاية من هذه الأمراض لكي يتمكن الممارس الصحي من أداء عمله على أتم وجه ويساعد المرضى الذين يحتاجون لمهاراتهم على الشفاء بإذن الله.