وصف طبيب سعودي تشبث بعض الأطباء بكرسي الإدارة الصحية والابتعاد عن العمل في العيادة وعلاج المرضى بأنه أمر صحيح إلى حد ما. وقال "د.إبراهيم الحقيل" رئيس اللجنة التأسيسية للجمعية السعودية للإدارة الصحية في حوار مع "الرياض": إن وجود بعض الأطباء ممن لهم اهتمامات وملكات قيادية وإدارية هو هام ومكمّل لزملائهم المتخصصين في الإدارة الصحية، نافياً وجود مشكلة في أعداد المختصين بالإدارة الصحية، لافتاً إلى أن القدرات والطاقات المؤهلة تفرقت، وعدد ليس بالقليل ذهب إلى وظائف ليس لها علاقة، أو بعيدة كل البعد عن المجال. ونوه "د.الحقيل" بأهمية إنشاء الجمعية السعودية للإدارة الصحية التي ستعقد جمعيتها العمومية غداً الأحد في مقر الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وسعيها للإسهام في النهوض بعلوم وممارسة إدارة الرعاية الصحية ونشر الوعي والمعرفة بأساليبها العلمية الحديثة، وفيما يلي نص الحوار: الحاجة قديمة * إلى أي مدى نحن بحاجة لجمعية مختصة بالإدارة الصحية؟ الواقع أننا بحاجة لهكذا جمعية منذ زمن طويل تجمع المهتمين في هذا القطاع الحيوي والهام لتبادل الخبرات وتناقل التجارب وتسجيلها للأجيال المقبلة. والحاجة إليها الآن أصبحت ضرورة مع توسع القطاع الصحي الحكومي والأهلي ودخول القطاع الثالث (غير الربحي). إن التطور الحقيقي في القطاع الصحي لا يعتمد فقط على المباني وبناء المدن الطبية وتوفير أحدث أجهزة التشخيص والعلاج، وفي اعتقادي أن المحور الأساسي لتطوير هذا القطاع المهم هو تحديث أنظمته الإدارية والمعلوماتية مع التوجه للعنصر البشري وتطوير فكره الإداري في هذا المجال. شروط الانضمام * ما هي شروط الانضمام لعضوية الجمعية؟ الجمعية كما هو معلوم هي تحت مظلة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والتي تضع للانضمام للجمعية السعودية للإدارة الصحية شروطاً يجب أن تتوفر في المتقدم ليتمكن من الحصول على عضوية اللجنة، سواءً كعضو عامل أو عضو منتسب، وهذه الشروط أن يكون طالب العضوية حاصلاً على مؤهل علمي في تخصص الإدارة الصحية، أو من ذوي الخبرة والممارسة في الإدارة الصحية، ومسجلاً تسجيلاً مهنياً لدى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ومقيماً في المملكة، أو إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، وأن يستكمل تعبئة النماذج الخاصة بطلب الانضمام للجمعية والموجودة على موقع الجمعية الإلكتروني، وأن يسدد رسوم الاشتراك السنوي (حسب نوع العضوية). وهذه مناسبة أستثمرها لدعوة جميع الزملاء المؤهلين والمهتمين في هذا المجال من الإداريين والأطباء للمسارعة بالتسجيل بالعضوية، والترشيح، والترشح لمن تنطبق عليهم الشروط لمجلس الإدارة القادم للجمعية السعودية للإدارة الصحية ويمكنهم الوصول عبر الموقع الإلكتروني للجمعية: www.ssha.com.sa. وأحب أن أشكر جميع المؤسسين للجمعية وكل من ساهم لترى النور لتكون لبنة من لبنات التنمية الشاملة في وطننا الغالي. معوقات التطور * كيف تنظرون لعدد المختصين بمجال الإدارة الصحية في المملكة؟، وما هي أبرز معوقات تطور هذا التخصص في نظركم؟. لا أظن أن لدينا مشكلة كبيرة في أعداد المختصين في مجال الإدارة الصحية.. فجامعة الملك سعود لها برنامج متخصص جاوز عمره الآن أكثر من ثلاثين عاماً يخرج طلاب دراسات عليا في هذا المجال، وكذا جامعات أخرى، وحركة الابتعاث السابقة شملت أعداداً لا بأس بها في هذا المجال رجعت لأرض الوطن، ولكن تفرقت هذه القدرات والطاقات المؤهلة، بل إن عدداً ليس بالقليل ذهب إلى وظائف ليس لها علاقة، أو بعيدة كل البعد عن المجال، كما إن البعض لم يطور ذاته، ولا يطبق مفاهيم الإدارة الصحية الحديثة في مجال عمله. وهذا ما نسعى إليه من خلال تأسيس هذه الجمعية لجمع هذا الشتات، وإيجاد قنوات للتعليم المستمر والتواصل فيما بين المؤهلين. الكرسي والتخصص * هناك من الأطباء من يتشبث بكرسي الإدارة والابتعاد عن العمل في العيادة وعلاج المرضى.. كيف تعلقون؟ هذا الكلام صحيح إلى حدٍ ما، حيث إن وجود بعض الأطباء ممن لهم اهتمامات، وملكات قيادية وإدارية هو هام ومكمّل لزملائهم المتخصصين في الإدارة الصحية، بل هناك دعوات لبعض الدراسات من جامعات وأكاديميات مرموقة تدعو إلى إعادة التفكير والنظر في المهن بين فترة وأخرى. أنظر على سبيل المثال "المهندسون" تجد عدداً كبيراً منهم تسلّم مناصب إدارية عليا في القطاعين الحكومي والخاص، ولا تجد أن هذا يثير استغراباً، ولا يوجه له اتهاما!، ولكني أدعو وبشدة أن من له ميول ومهارات وقدرات إدارية وقيادية، أن يكملها بتطوير ذاته ويسعى للحصول على شهادة أكاديمية في هذا المجال. المرأة والإدارة * ما هو نصيب المرأة في الإدارة الصحية بنظركم؟، وهل هي فعلاً قادرة على ذلك؟ هذا المجال كغيره من المجالات، فالمرأة شقيقة للرجل، وهناك فعلاً مؤهلات أكاديمياً وعملياً في هذا المجال، وهن بلا شك قادرة على الإبداع والتميز والعطاء.. بل إن برنامج جامعة الملك سعود -آنف الذكر- خرّج عدداً من النساء المؤهلات. لكن أين هن الآن؟.