للمرة الأولى في دورات سوق عكاظ تجتذب فعاليات الدورة الرابعة التي اختتمت مؤخراً 200 ألف زائر وسائح، وسجل اليوم الأخير من الفعاليات بجادة عكاظ قرابة 60 ألف زائر مما جعل جميع جنبات السوق تضيق بالعائلات التي فضلت قضاء نهاية الاسبوع في هذا الموقع التاريخي والذي يجمع بين الثقافة والتراث، وكان لهذا الاقبال دوره في تنشيط الحركة التجارية بكافة المواقع المحيطة في السوق، بالاضافة الى ارتفاع قيمة المبيعات للحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة طوال أيام السوق 10 أيام. وأشاد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بالدعم والرعاية الكريمة التي يجدها سوق عكاظ من خادم الحرمين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الامير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز (حفظهم الله)، ووعد سموه بأن يكون عكاظ سوقًا للثوابت والأصالة، وسفيرا للصورة السعودية المشرفة، مشيراً الى أن منطقة مكةالمكرمة تشهد حراكاً تنموياً في جميع المجالات، ومنها الجانب الثقافي ويأتي منه سوق عكاظ الذي يعتبر من أهم الخطوات التي تبنتها استراتيجية منطقة مكةالمكرمة لإحياء هذا السوق التاريخي وتنميته ليصبح رافداً ثقافياً وسياحياً وتجاريًّا للمنطقة على وجه الخصوص وللمملكة على وجه العموم. وقدّر سموه ما صدر عن مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة من حرص المملكة وسعيها نحو تحقيق المزيد من التميز في كافة المجالات، حيث تطرق المجلس إلى ما شهدته المملكة خلال الأسبوع من حراك علمي وثقافي واقتصادي واجتماعي تجسد في عدد من المؤتمرات والنشاطات الثقافية، ومن ذلك المؤتمر الدولي (نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم)، والمؤتمر السعودي الدولي لتقنية الفضاء والطيران، والمؤتمر الوطني الثاني للتعاملات الإلكترونية الحكومية، والمؤتمر الوطني الثالث للجودة، وملتقى الجمعيات التعاونية الثاني، وافتتاح فعاليات سوق عكاظ الثقافي الرابع، مؤكدًا أن هذه النشاطات تجسد حرص المملكة وسعيها نحو تحقيق المزيد من التميز في المجالات المختلفة. وأكد سموه أن هناك خطة لجعل السوق مدينة متكاملة تعمل على مدار العام وتساهم في خدمة الوطن والمواطن، وكرر سمو أمير منطقة مكةالمكرمة شكره للجهات المشرفة والمشاركة في فعاليات سوق عكاظ وخاصة وزارة التربية والتعليم، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارة الثقافة والإعلام، وكذلك محافظة الطائف، وجامعة الطائف، وأمانة محافظة الطائف. واشرفت الهيئة العامة للسياحة والآثار بنجاح كبير على برنامج فعاليات جادة عكاظ التي شملت مسرح الشارع (مشاهد تمثيلية) وأعمال الخطابة وأعمال مسرحية تاريخية في مواقع مختارة وأنشطة تراثية مثل القوافل والحرف اليدوية، وكانت الهيئة أقامت خلال الدورة الماضية جادة تحاكي سوق عكاظ التاريخي بطول 1000 متر طولي، واحتضنت العديد من العناصر التي عكست الحياة اليومية في القدم لهذا السوق العريق وتوزعت الانشطة على جنبات الجادة لتمكين السائح من خوض تجربة فريدة من نوعها عند ارتياده للسوق، وضمت الجادة 70 محلاً لبيع المنتجات الحرفية والزراعية والحيوانية، ومحلات لبيع الهدايا التذكارية مثل المعلقات المكتوبة على رقاع من الجلد وخلافه، و15 محلاً لبيع المأكولات الشعبية والحديثة والمقاهي، كما خصصت 3 مواقع لتصوير الزوار باللباس التراثي القديم في عكاظ، وقد تابع صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إقامة الجادة منذ بداية فكرتها، وتم من خلال الجادة تقديم عمل درامي تاريخي بمشاركة 25 ممثلا رئيسيا و 100 ممثل مساعد ضمن برنامج يومي مدته 5 ساعات. ولفتت الجادة انظار الزوار من خلال مرور القوافل والشعراء على الابل والخيل وإلقائهم الشعر والادب في السوق، ولوحات الجلد المعتق التي علقت بجنبات الجادة مكتوب عليها أبيات من المعلقات والحكم والمعلومات عن سوق عكاظ، علاوة على بيوت السدو بالسوق والتي استخدمت كمضافات الشعراء واللوحات الصخرية التي نقشت عليها أبيات شعرية لأصحاب المعلقات. يذكر أن برنامج الفعاليات الثقافية لسوق عكاظ اشتملت على مجموعة كبيرة من الفعاليات ومنها سبع جوائز قيمتها مليون ريال وبرنامج جادة سوق عكاظ والندوات والأمسيات الشعرية ومسرحية طرفة بن العبد ومهرجان الكتّاب. المسرح المفتوح جذب الزوار على مدار 10 أيام