في كل عام تمر ذكرى اليوم الوطني، هذه المناسبة العظيمة، وتحمل ذكريات جميلة .. ولا نزال الى الآن نسمع من جداتنا اللاتي عاصرن التوحيد كثيرا من ذكرياتهن، فقد جلست ابحث في ذاكرة جداتنا عن اهم احداث التوحيد، فكان من اهمها واشدها وقعا على نفوسهن جميعا مكرمة الملك عبدالعزيز التي كانت قبل ثمانين عاما، وهي 80 ريالا لكل فرد، وكان الريال يساوي كثيرا خاصة مع الفقر الذي كان يعانيه معظم ابناء جازان، فكان لهذه المكرمة الوقع المبهج لأهالي جازان عامة، وللمحتاجين خاصة. * تقول الخالة آمنة التي عاصرت هذه المناسبة، اذ يجاوز عمرها المائة وعشرة اعوام، ولاتزال تروي لنا كيف كان الفقر مدقعا، وكان مسكنهم من الطين والقش، واكلهم البر والسمك الذي يصطاده رب الاسرة، ولكن تبدل الحال بعدما جاء الملك عبدالعزيز ووحد المملكة، ونحن رافعين اكف الضراعة داعين الله ان يكلل جهوده بالنجاح، والحمد لله، فقد تقبل الله دعواتنا ونصر الملك على اعدائه، ووحد المملكة تحت راية التوحيد. * وبسؤال الخالة مريم، واحدى اللاتي عاصرن فترة التوحيد اسهبتا في الحديث عن الحياة التي كن يعشنها، وكم كانت قاسية، وكم كان الفقر مدقعا، فكانت سبل العيش شحيحة، بيوت من الطين والقش، واهل المنطقة كان الغالبية يعملون بالصيد، اضافة الى بعض الحرف اليدوية الاخري، والمصنوعات اليدوية، الى ان جاء مليكنا الملك عبدالعزيز ورفع راية التوحيد عالية، فكان لذلك الاثر الشديد في التغيرات الكثيرة التي حدثت، والتي معها اصبح ما نري الآن من توافر جميع الخدمات، صحية، وتعليمية من مدارس وجامعات، ومستشفيات، ووحادت صحية منتشرة في كافة القرى، وهذه الرفاهية التي نعيشها الآن ما كانت لتحدث لولا بطولة الموحد الملك عبدالعزيز، فندين بالفضل له في كل ما آل إليه حالنا، ومن يعرف جازان من ثمانين عاما لا يصدق ما وصلت اليه من تطور، وما نعيشه الآن. * اما السيدة بكرية فقد تحدثت عن بطولات الملك عبدالعزيز، وكيف استطاع ان يوحد المملكة تحت راية التوحيد، وما قدمه من تضحيات كثيرة من اجل توحيد هذه البلاد، ورخائها، وما خاضه من معارك لاجل سلامنا، وامننا. واشارت ايضا الى الفارق الكبير ما بين قبل التوحيد وبعده، فكما روت قائلة: "إننا كنا نعيش في فقر شديد، حيث كانت النساء يقمن بنسج سعف النخيل والسجادات البدائية؛ من اجل لقيمات يقتتن بها مع أهلهن، وايضا طحن الملح المستخرج من الجبال حتى يستطعن العيش، وتلبية بعض من مستلزماتهن اليسيرة، والان ومن ملك الى ملك، من عهد الملك عبدالعزيز الى الآن ما يراه الرائي الآن لا يكاد يصدقه، مقارنة بما كان عليه الحال قبل ثمانين عاما.. فرحم الله موحد هذه البلد والرعيل الاول الذين بذلوا الغالي والنفيس حتي نعيش في هذا الرخاء وننعم بهذا الامن والسلام..