اليوم الوطني مناسبة عزيزة على قلوبنا يرتسم من خلاله وعلى كل شبر من أرض بلادنا الغالية ملامح الفرح والابتهاج بهذه المناسبة، ففي هذا اليوم الذي يصادف يوم التوحيد، يوم الوحدة والتماسك. جاء ليكون اليوم الذي توحدت فيه المساحات الشاسعة مع النوايا الصادقة في لمِّ أشتات مبعثرة من السنين والاختلاف ولاشك أن سياسة قيادة هذه البلاد ومنذ الوهلة الأولى من تأسيسها رسمت خارطة متصلة من حلقات التواصل والانتماء ودأب على زرعها إنسان هذه البلاد لتكون ركائز في حياته وكل ما يخصها من تربيته وتنشئته سليمة وصحيحة، الأمر الذي كان له كبير الأثر في إيجاد توجهات صحية سليمة تسير وفق منطلقات المنهج الشرعي ومبادئ الإسلام النقية. ومن بين هذه المبادئ الانتماء والولاء للدين والوطن وللمعتقد وللمنهج. وهذا برهان على شمولية الدين والتي تنعكس على أفراد مجتمعه، فالإسلام يشمل برعايته كافة الأطياف حيث يوجد هذا الشمول معاني سامية تبرهن على أهمية تجسيد هذه المعاني كواقع ملموس ولاشك أن زرع قيمة الانتماء للدين والمليك والوطن بين الناشئة سوف يكون لها حصاد مثمر ودور فاعل في بناء مجتمع يحفه التمسك بأسمى القيم والتي تنعكس على الأجيال القادمة. واليوم الوطني له دور غاية في الأهمية في هذا الجانب فهو يجدد الحفاظ على القيم والأسس والمبادئ الصحيحة والتي تؤدي دوراً بارزاً في تحقيق أهداف المجتمع وتطلعاته التنموية والريادية. والمسؤولية تطال الجميع في غرس مبادئ العقيدة الصحيحة وحب الوطن والولاء له ولاشك أن الانتماء شعور جميل في معانيه فهو يعطي النفوس في تلقيها للحياة وتعاملها معها جملاً من التخطي والإيثار ترقى في الفرد إلى درجة من الوطنية السامية التي تبعث الطمأنينة والأمن والاستقرار والذي يربط بين الأجيال المتعاقبة في بناء الوطن. إن مما يسعد به الجميع هو التلاحم والتكاتف بين القيادة والشعب وتواصلهم في مواجهة الأخطار والشرور التي تحتدم ضد هذه البلاد من الداخل والخارج فالأمن أمانة عظيمة يحسدنا عليها الكثير، ومن عظم هذه الأمانة أن بذلت أرواح وأنفس في سبيل استتباب الأمن وقمع المجرمين العابثين به من أصحاب الأفكار الضالة. إن دور اليوم الوطني يكمن في تشكيل سلوكيات النشء الصالحة والمساعدة في تكوين المفاهيم الصحيحة في أذهانهم وترجمتها إلى الواقع بصورتها التي ينبغي أن تكون عليها، ومن حق هذه الناشئة الحفاظ عليها وصيانتها وإعدادها لتكون نفساً خلاقة في عطائها للدين ومبادئه وقيمه ولتطلعات المشاركة الوطنية الفاعلة .والجميع يدرك غاية الإدراك أن تنمية وتعزيز الانتماء مسؤولية الجميع لأنه الركيزة الأساس لبناء المجتمع. وتعي مقدار الأثر المترتب على الإخلال بهذه المسؤولية تجاه الفرد والمجتمع معاً. نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا ومليكنا ووطننا وولاة أمرنا وان يهدي شبابنا سبل السلام والطريق القويم وأن يخزي كل يد آثمة ويكشف كل نفس عاصية تضر بالمسلمين في معاشهم ومعادهم. ويطيب لي أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز –حفظهم الله – كل الشكر والتقدير على ما تحظى به هذه البلاد وأهلها من رعاية واهتمام ستكون بإذن الله دافعاً للمزيد من البذل والعطاء للعمل. *وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية