سوف لن أضيف شيئا جديدا عندما أتحدث عن الكثافة المرورية والتي نشأت نتيجة للزيادة المضطردة في عدد مستخدمي السيارات الخاصة الأمر الذي يتطلب حلولا عاجلة لتخفيف حدة الزحام، وقد أصبح التنقل داخل العاصمة الرياض أمرا في غاية الصعوبة ولا ننسى أن الرياض قد هُيئت لتكون مدينة سياحية لجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها لوجود المنتزهات والمراكز الترفيهية والأسواق التجارية الكبيرة والمستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة مما سيكون له الأثر السلبي من الناحية الاقتصادية في حال استمرار مشكلة الزحام المروري ، وفي يقيني أن تلك الأمور لم تغب عن هاجس المسئولين والذي أحسبه أنها محل الدراسة والاهتمام لديهم. ودائما يخطر ببالي أمور حينما أشاهد تلك الكثافة المرورية على طريق الملك فهد وهو أحد الشرايين الرئيسية لنقل الحركة المرورية ويتبادر إلى ذهني وأقول: لماذا لا يتم تحويل طريق الملك فهد إلى مترو أنفاق؟ مع البقاء على الاستفادة من الطريق لنقل الحركة الأرضية للسيارات عن طريق إنشاء جسور من الشمال إلى الجنوب والعكس لتكون الحركة حرة على الطريق وقد يتبادر إلى ذهن القارئ هذا السؤال: لماذا طريق الملك فهد؟ وأقول إن الوجهة من الشرق إلى الغرب ستخدم بالمترو عبر طريق الملك عبدالله إنشاء الله بحيث يكون محورين رئيسيين في العاصمة الرياض. وأقول ما سبق – بعد الاستعانة بالله - لأن طريق الملك فهد مهيأ لذلك وتم شقه ( أنفاقاً ) بحيث يبدأ المترو من طريق الملك عبدالله شمالا وحتى طريق المدينة جنوبا وهي المنطقة الواقعة ضمن الشريط التجاري وتجمع الجهات الحكومية التي تتصف بالكثافة المرورية العالية، وإذا حدث أن تم تحويل الطريق إلى مترو أنفاق فسوف يصبح الانتقال من الشمال إلى الجنوب والعكس في غاية المرونة والسرعة وسوف تستغرق الرحلة من الشمال إلى الجنوب أو العكس ما يقارب عشر دقائق، الأمر الذي سيخفف من معانة سالكي الطريق الذين يذهبون لعملهم أو زيارة أقاربهم أو للتسوق أو الترفيه أو مراجعة المستشفيات والمراكز الطبية التي تتمركز في الشمال. لقد أصبح الحديث عن الزحام المروري هم الموظفين الأول وهاجسهم وكذلك المراجعين مما سينعكس سلبا على الأداء العام، كما أن الاستمرار في التوسع في إنشاء الطرق دون وجود بنية تحية من قطارات وباصات لن يحل مشكلة الزحام المروري بل يشجع على استخدام السيارات الخاصة في الرحلات اليومية الأمر الذي سيزيد من المعانات اليومية لقائدي المركبات ناهيك عن ما تخلفه من تلوث بيئي تمتد آثاره إلى الناحية الصحية للسكان الذي بدوره يحمل ميزانية الدولة والأفراد مبالغ كبيرة لعلاج المصابين من أمراض الجهاز التنفسي والضغوط النفسية قد تتحول مع مرور الزمن إلى أمراض جسمية وقانا الله وإياكم من ذلك. وأطرح تلك الرؤى بين أنظار المعنيين في الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ووزارة الشئون البلدية والقروية ووزارة النقل وآمل أن تلقى اهتمامهم وقبولهم وتكون ضمن الأجندة المدرجة على طاولة النقاش.