**اختلفت الشعوب عن بعضها على مر العصور سواء كان اختلافا لغويا أو دينيا أو حتى في العادات والتقاليد..بالإضافة إلى اسلوب المعيشة المختلف من زمن إلى زمن .. ومن مكان إلى مكان ، اختلفت ملامح الحياة العامة بين سكان شمال الكرة الأرضية وبين سكان جنوبها، بين سكان شرقها وغربها.. الكل عرف بعاداته وتقاليده .. الكل عرف بلغته وبدينه.. هناك حضارات راسخة وصلت معالمها لنا في وقتنا الحاضر. واستطعنا معرفة اسلوب عيشهم..وطريقة تفكيرهم.. الحضارة الفرعونية.. من أكبر الحضارات وأعظمها على مر التاريخ.. معالمها ما زالت تشهد بعظمتها حتى وقتنا الحاضر.. الحضارة البابلية.. اليونانية..الفينيقية..الفارسية...العديد والعديد من الحضارات التي وصلتنا عبر ما تبقى من آثارها.. وعرفناها رغم اختلاف لغاتنا ... وعرفنا أن كل حضارة تختلف عن الحضارة الآخرى من حيث المكان والزمان والعادات والتقاليد والديانة وما إلى ذلك.. ولكن هل فكرنا ولو للحظة ماهو القاسم المشترك فيما بينها؟ ماهو الشيء المشترك بين هذه الحضارات المختلفة؟ إنها الابتسامة... نعم الابتسامة.. هي هي لم تتغير بتغير الأزمان والأحوال والشعوب.. بقيت كما هي تعبر عن السرور .. عن الفرح.. عن السعادة.. جميع الأديان حثت عليها.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم(ابتسامتك في وجه أخيك صدقة). هل فكر أحد منا كم مرة في اليوم يتصدق؟ تلك الابتسامة السهلة البسيطة التي لا تكلف شيئا .. لا مال لا جهد ولا وقت.. تلك الرسمة الجميلة المرسومة على من يبعثها ومن يتلقاها.. وقد قال العديد من الحكماء ان أغلب المعاملات تتم عن طريق الابتسامة الطيبة التي تبعث على الطمئنينة والراحة النفسية.. لنفكر معا وسوياً الآن..(ولنبتسم ونحن نفكر) ماذا سنخسر لو ابتسم كل منا في وجه أخيه؟ لاشيء.. بل على العكس سنكسب الكثير من تلك الابتسامة.. وأول المكاسب هي الصدقة.. حتى ان الشخص المبتسم عادة مايكون في راحة نفسية وسلام مع نفسه .. بعكس من لا يبتسم فهو أقرب إلى الاكتئاب وتسلل الهم إلى قلبه.. حتى أن العلماء أثبتوا أن في الابتسامة تحريك وتمرين لعضلات الوجه بعكس العبوس فهو لايحرك سوى عضلة واحدة تقريباً.. إذاً.. لنبتسم اليوم.. وغداً.. وبعد غد.. ولتكن الابتسامة عنواننا .. وليكن التسامح مع الناس ومع نفسنا أولاً هو شعارنا.. ليبتسم الرئيس في وجه مرؤوسه.. والمعلم في وجه الطالب.. والكبير في وجه الصغير.. ولنبدأ بأنفسنا أولاً قبل أن نطالب الآخرين.. لم يفت الوقت.. مازالت أمامنا فرصة.. ولن يندم من يجرب..وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم خير دليل..وأجر الصدقة هو أفضل أجر...