تشيع المفردة في أوساط عديدة من وسط وشمال الجزيرة العربية . يقولها عرب الصحراء والتقليديون من سكان المدن . وتعارف الناس أنها – أي العبارة – نوع من التقدير أو التبجيل . وكلمة " الشايب " غير مرحّب بها ، إذا جاءت وحدها . وقال مُتكلّم لمستمع : أنت شايب . فرد عليه المستمع : الشايب أبوك وجدّك ! ،. وكأنه يكتفي بهذا دفاعا عن اتهامه بالكبر . الكلمة ( أولد ) ، Old بالإنجليزية تمرّ أو تعبر بين الأصدقاء والمتعارفين ، ولا تُعتبر تشويها للحديث والمجاملة . ودائما نسمع أحاديث مثل : (ييس أولد مان ) Yes Old man .. وتعارف أهل الكويت في الخمسينيات الميلادية على التودد إلى أميرهم عبدالله السالم ، فكانوا يُطلقون عليه (الشيخ العود) . وجاءت كلمات أغنية تحمل هذه الكلمة في التحبب إليه . ولم يُذكر أنه نفر من ذلك . وجزء كبير من أهل الخليج يقولون لمحدثهم " يا معوّد " وقصدهم يا كبير . زيادة في الإعزاز . قال شاعرٌ شعبيّ بارّ بوالده : - عساك تبطي حيّ يا شايبٍ لي يابوي ياللي مايساويك رجّالْ . والغريب أن الناس لا تحمل بُغضا أو كرها لكلمة " الشيخ " وهي تحمل نفس المعنى كما في النص القرآني الكريم (أألدُ وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا) سورة هود . ويرى الكثير من مجتمعنا توقيرا أكثر، إذا قرأ كلمة " الشيخ " أمام اسمه . وسواء رأى في ذلك مكانة علم أو جاه أو مال ، فأكثرنا يحبها ( أي الكلمة ) . ورغم أن الكلمة تدل أيضا على الكبر - في بعض معانيها – إلا أنها مرغوبة . وعندي أعداد من صحافتنا المحلية لا تترك بعض الأفراد بدون تقديم كلمة " الشيخ " أمام اسمه ، رغم كون بعضهم لم يتعدّ الأربعين من عمره . وربما أن الكلمة عنده تعني المقام وليس الكِبَر . ومن بين المسائل التي لا تخطئها عينُ الملاحظ في مساجدنا وفي أنشطتنا الاجتماعية والدينية في بلاد الغرب، شيوعُ استعمال لقب "الشيخ"، و"الإمام"، و"الأستاذ" في مخاطبة بعض الإخوة المعروفين بتقديم الدروس والمحاضرات الدينية، لدرجة أصبح يصعب الحديث مع بعضهم، بدون أن يسبق هذا اللقب اسم الرجل. بل أصبح هذا الأمر بمثابة المزج بين "رتبة علمية" و"وظيفة اجتماعية" أو "دور اجتماعي" في صفوف الجالية، يجب الحرص على التذكير بها، سواءٌ عند مخاطبة صاحبها، أو عند تقديمه في المجالس، أو عند الإعلان.