ماذا يعني أن تكون فقيراً في هذه البلد ؟ وأن تعجز قدرتك المادية عن الوفاء بسداد حاجات حياتك الضرورية ، يعني أن هناك فاصلاً اجتماعياً يبعدك عن الاقتراب من أشكال التفاعل الإيجابي مع الحياة التي تشكلت من صور النجاح والإنجاز بسبب ماقدم لإنسان هذا الموطن من إمكانيات استند عليها للنهوض بحياته كعنصر استهدفته خطط التنمية فنما ، وفي مقابل ذلك يوجد عنصر آخر أبعده الجهل عن معرفة الفرص في برامج التنمية فتعس من جهله ، ولما نتحدث عن الفرص في الخطط التنموية فنحن نتحدث عن تفاصيل برامج لم تكن المعرفة بها متاحة للجميع بسبب عدم إدراك بعض الموظفين في السابق لدورهم التنموي ومسئولياتهم تجاه المجتمع ، فاقتصرت منافع بعض البرامج على العارفين بتفاصيلها ، فقاتل الله الجهل المتعمد الذي أفقر وأذل . في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدلله –أيده الله- أصبحت الأرقام المهملة في المجتمع على رأس أولوياته فاعترف بالفقر وأعلن الحرب عليه وشكّل لجنه لتلك المهمة وتحددت فترة زمنية للقضاء على الداء ، فلم يقف عند حدود ذلك بل شهد المجتمع على هذه المعضلة ليرسم علامات استفهام وتعجب على جبين وضمير كل مسئول تسبب في هذه الحالة أو تخاذل قراره بالقضاء عليها، شعب يسكن هاجس وضمير قائده ، فحث الوزارات المعنية على الاستنفار لمواجهة تلك الآفة وقدم الدعم المالي السخي للأسر المحتاجة، ومن عدالة القدر مع ضمير هذا القائد دائما ماتكون الإنجازات الفعلية وليست الدعائية في عهده مسجلة بأسماء الضعفاء ، انتصار منتخب الاحتياجات الخاصة في كأس العالم وأسماء يعرفها القارئ جيدا بزت بتفوقها الجميع. وبعد أن فرغت بعض البرامج من محتوى حياة الإنسان بسبب جهلة في تلك البرامج وأصبحت فئة من المجتمع تعيش على ظروف الطبيعة راعي الأغنام ينتظر المطر وكذلك الفلاح وليس لهؤلاء علاقة تذكر ببرامج التنمية وأهدافها ، ومن هذا الواقع تشكلت ظروف معيشة الفرد ومظاهر العوز في حياته ، وأصبحت ذنوب بعض النادمين وجهاً من أوجه الدخل لتلك الفئة فلم تذكر حالتهم إلا عند لحظات التجلي الإيماني والاستغفار ويكون وضع هؤلاء الضعفاء ضرورة للاستغفار والتوبة ، وسلامة المجتمع من الذنوب أو تأجيل أمر التوبة يعني أن هذه الفئة سوف تفقد مصدراً من مصادر دخلها ، إن عوز إنسان هذا الوطن يجب أن يكون تحدياً فعلياً للمؤسسات المعنية في حالة معيشته ، وليس تقليعات إعلامية تحاكي في تنظيمها وعطائها استغفار أصحاب الذنوب ، قد يذكر البعض بالدليل المؤكد أن الزكاة لو تم جمعها بالطريق الصحيح لقضينا على كل مظاهر الفقر ونقول وما يعيق ذلك ، وان كان هناك إعاقة لماذا لا يحاسب من أراد تعطيل ركن من أركان الإسلام ، وآخر يقول إن أعداد الفقراء غير معروفة كما أن الفقر لدينا ليس معرفاً بطريقة سليمة ، مع تسليمنا بوجاهة تلك الملاحظات إلا ان استنكارنا لأسلوب الالتفاف عليها يجب أن يكون استنكاراً يخلق إجراء يلزم ويلتزم بتطبيقة ، لتكن دعوة مفتوحة لتطبيق رؤية القائد الذي يسكن شعبة في ضميره وهاجسه .