ان السخط العام في العالم الإسلامي جعل الكنيسة الصغيرة المغمورة تتراجع رغم أنفها عن حرق نسخ من القرآن الكريم تحسباً لموقف إسلامي يضر بمصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية فوق المسرح الدولي تطاولت كنيسة أمريكية صغيرة مغمورة على الدين الإسلامي، بإعلانها عن عزمها حرق نسخ من القرآن الكريم بمناسبة مرور الذكرى التاسعة على يوم 11 سبتمبر الذي تم فيه عام 2001م ضرب برجيْ التجارة العالمية في مدينة نيويورك واعتبر المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض روبرت جيبس ان هذه الدعوة بحرق نسخ من القرآن الكريم تشكل خطراً على قواتنا، وهو في نفس الوقت يعرض ادارتنا إلى قلق كبير، وطالب بحزم وشدة هذه الكنيسة المغمورة بأن تمتنع عن حرق نسخ من القرآن الكريم لما في ذلك من عدوان سافر على عقيدة سماوية يؤمن بها أكثر من خُمس سكان العالم. وندد فيليب كراولي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية بخطط حرق القرآن الكريم مؤكداً بأنه أمر «مقيت» و«يتعارض مع القيم الأمريكية» و«نعتقد أن هذا الفعل المتمثل في حرق نسخ من القرآن الكريم يتعارض مع قيمنا كما يتناقض مع القيم التي ظهر بها المجتمع المدني في هذا البلد الولاياتالمتحدةالأمريكية» مشدداً على أنها فكرة مستفزة ومتعصبة وعديمة الاحترام وغير حضارية، وأوضح أن الحرية الدينية وحرية التعبير من المبادئ الأساسية في المجتمع الأمريكي و«إن مثل هذا العمل في حد ذاته مناهض للولايات المتحدةالأمريكية». وعقد في واشنطون العاصمة الأمريكية اجتماع حضره رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود لبحث حملات التحريض التي تشن ضد الإسلام والمسلمين في هذه الأيام الأخيرة، وأكد كل المشتركين في هذا الاجتماع ان أي اعتداء على الإسلام سيعتبر بمثابة اعتداء على الديانات السماوية الأخرى النصرانية واليهودية. وتبلورت كل هذه التحذيرات بعد أن أعلن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في أفغانستان من أن حياة الأمريكيين ستكون في خطر إن مضت الكنيسة الصغيرة المغمورة في فلوريدا الاستمرار في تنفيذ خطتها الرامية إلى حرق نسخ من القرآن الكريم، وقال الجنرال ديفيد بترايوس ان من شأن خطة القس المغمور في الكنيسة الصغيرة في فلوريدا خلق كثير من المشاكل ليس في كابول العاصمة الأفغانية فقط وإنما ستمتد هذه المشاكل أيضاً إلى كافة أنحاء العالم، ولاشك انه سيسبب في مشاكل جديدة وكثيرة ومعقدة. ودان راسموسن رئيس حلف شمال الأطلنطي «الناتو» ما تعتزم القيام به الكنيسة الصغيرة المغمورة في فلوريدا، وقال ان حرق القرآن أمر يتناقض مع كل المبادئ التي يدافع عنها الناتو. وأنضمت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى موجة الإدانات في الولاياتالمتحدة ضد القس تيري جونز وجرّمت من يقدم على حرق القرآن، كما طالب عدد من ممثلي الديانات السماوية وزير العدل الأمريكي باتخاذ اجراءات صارمة ضد كل من يعتدي على المسلمين.. ومن جانبه عقد وزير العدل الأمريكي اريك هولدر مؤتمراً أكد فيه وقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى جانب المسلمين وأيد ما قالته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من أن التعايش بين الأديان مرتبط تاريخياً مع بداية نشأة الأمة الأمريكية. مما دعا اريك هولدر لأنْ يصف حرق نسخ من القرآن الكريم بأنه عمل غبي وخطير ، ولن تقبل به الادارة الأمريكية التي تؤمن تماماً بحرية الأديان وما يرتبط بها من حرية العقيدة باعتبارها احدى الحريات الأساسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ردود الفعل في داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية والتحذيرات من نتائج حرق نسخ من القرآن الكريم في العالم الإسلامي مثل أفغانستانوباكستان وأندونيسيا وكافة أنحاء العالم الإسلامي والخوف على الجند الأمريكيين في أفغانستان جعل القس تيري جونز يتراجع صاغراً عن الاقدام على حرق نسخ من القرآن الكريم.. وأود ان أسجل هنا ان السخط العام في العالم الإسلامي جعل الكنيسة الصغيرة المغمورة تتراجع رغم أنفها عن حرق نسخ من القرآن الكريم تحسباً لموقف إسلامي يضر بمصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية فوق المسرح الدولي مما جعل واشنطون تزيد من الحراسة الأمنية على ممثلياتها في الخارج، وتدلل المظاهرات التي اجتاحت العالم الإسلامي ان حرق نسخ من القرآن الكريم سيؤثر في جند أمريكا في أفغانستان ويخلق كثيرا من الاضطرابات في باكستان. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال برنامج صباح الخير يا أمريكا ان حرق نسخ من القرآن الكريم سيطلق العنف في أماكن مثل باكستانوأفغانستان، ومن مصلحة أمريكا تجنب هذا العنف خصوصاً وأن الفكر الأمريكي يؤمن بحرية العقيدة بل إن الدستور الأمريكي يقرر في مواده الحرية الكاملة مما يجعل حرق نسخ من القرآن الكريم فيه مخالفة للدستور الأمريكي ويؤدي إلى نتائج تضر بمصالح أمريكا العليا. العدوان على الإسلام من داخل أمريكا ليس بالقضية الجديدة، فلقد مارس هذا العدوان عليه الرئيس السابق المجنون جورج بوش الذي أصدر فرقان الباطل وسماه فرقان الحق، ودفع بالمرأة إلى ان تؤم المصلين لمرتين فوق الأرض الأمريكية وفي فرقان الباطل كما سميته في حينه حذفوا من القرآن آيات كريمات، وأضافوا إليه جملًا ما أنزل الله بها من سلطان، وهلل مجنون أمريكا بوش بهذا العمل الشائن ولكنه ذهب دون أن يترك اثرا، ونُظر إلى صاحبه بأنه المجنون بوش الذي أخذ يدعي علناً بأن السماء تخاطبه وان كل ما يفعله يأتي بتعليمات تصل إليه من السماء مما يجعل منه مجرماً يستحق المحاكمة الدولية أو مجنوناً لابد أن يودع في إحدى المورستانات "المصحات" العقلية. الدعوة التي تقودها الكنيسة الصغيرة المغمورة في فلوريدا اليوم بحرق نسخ من القرآن الكريم لن تؤثر في كتاب الله المنزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهناك ملايين بل آلاف الملايين من القرآن الكريم بجانب أن هناك ملايين الصدور التي تحفظ عن ظهر قلب هذا القرآن الكريم فالله أكمل لنا ديننا ورضي لنا بالإسلام دينا وهو الذي قال (إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).