مرايا 2010م مهرجان ثقافي شعبي ملأ شارع الحمرا البيروتي روحاً وموسيقى على مدى يومين، وأعاد إلى المدينة أجواء شارع عرف العزّ والنجومية قبل الحرب التي سلبته حيويته وألقه. عروض وموسيقى ومعارض فنون وتشكيل وصور فوتوغرافية ومواكب كرنفالية استقطبت آلاف المشاركين والسيّاح العرب ورواد الشارع الذين استفادوا من عطلة العيد ليمضوا ساعات طويلة في أجواء ثقافية مفتوحة على شتى أنواع الفنون البصرية والعروض الموسيقية الشرقيةوالغربية والأجواء التراثية والشعبية. أقفل شارع المقاهي والمسارح أمام السيارات واحتلّت المسارح ومنصات الفرق المساحة الأكبر، جمع المهرجان للمرة الأولى جمعيات ومؤسّسات شبابية وحقوقية تهتم بقضايا حيوية وسجالية، قضايا من نوع الزواج المدني وحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين في لبنان من عراقيين وسودانيين وغيرهم، إضافة إلى قضايا المواطنية والحوار والأداء النيابي في البرلمان اللبناني، وكانت الهيئات الشبابية حاضرة عبر ملاحق الشباب الصحفية مثل "شباب السفير" وشباب "شمل مواطنون لبنانيون لا عنفيون"، ورفع المعنيون بهذه الأنشطة شعارات ركّزت على عناوين ومبادئ أساسية في بناء الأوطان مثل "لا للطائفية، لا للعنف، نعم للعدالة والسيادة والديمقراطية"، كما وزّعوا كتيبات تطالب بمجتمع لا يسرق من الشباب أحلامهم ولا يؤجل طموحاتهم ولا يدفعهم نحو اليأس والفراغ. مجموعة صور فوتوغرافية تلفت انتباه المارة عرضان مسرحيان أقيما أمام مسرح المدينة ومعارض تشكيلية وأخرى للصور الفوتوغرافية انتشرت على أرصفة الشارع، صور أخذها هواة ومحترفون من حياة الشارع الصاخب، طلاب ومارّة وحياة سهر ومقاهي رصيف وأكشاك كتب وتجار ومتاجر وغيرها من المشاهد التي تختصر هوية الشارع المتعدد، فيما قام بعض التشكيليين برسم لوحاتهم أمام المتفرجين، وخُصّصت أمام مقهى "ليناز" منصة لطلاب الجامعة الأميركية اللبنانية الذين قرأوا مقاطع من مسرحية "سبعة أطفال يهود" كتبتها كارين شرشيل من أجل غزة المحاصرة، كما عُرضت أفلام تخرج لعدد من الطلاب. المهرجان كان أشبه بعيد للموسيقى حيث استمرت العروض الصاخبة الغربيةوالشرقية حتى منتصف الليل، وشملت الجاز والبلوز والروك والراب والإلكترو والموسيقى الشرقية، وخُصّصت مساحة من الوقت لفنانين محترفين مثل أرتور ساتيان وشربل روحانا وزياد سحاب وفرق "الأطرش" و" مارك إرنست تريو" و "طارق صيداني غروب" ... كما قدّمت فرقة "كوبويرا" للرقص الإفريقي- البرازيلي عروضاً مثيرة، وشارك "سيرك لبنان" بمجموعة من المشاهد، وقدّمت مجموعة "هوغز" (سائقو دراجات هارلي دايفدسون في لبنان) عرضاً ضخماً ولافتاً على طول الشارع. مجموعة من الشبان يشاركون في رسم جدارية وكان للأطفال نصيبهم من مرايا الحمرا، حيث شاركت محترفات متخصّصة بالأنشطة الفنية مثل "محترف إبريق الزيت" الذي نظّم ورش عمل للرسم والتشكيل وعروض الماريونيت وعلّقت رسومات الأطفال على طول الشارع، وقدّم الحكواتي اللبناني قصصاً تراثية، فيما عرضت مجموعة "لبن" مشاهد مسرحية ارتجالية أمام "ستراند سنتر" مخصّصة للأطفال. كما شارك في المهرجان حرفيو لبنان حيث أقيمت في قلب الشارع أجنحة للأعمال الحرفية والمنتوجات اللبنانية الغذائية والأرتيزانا وغيرها.