المستوى المتدني الذي ظهر به تنظيم الفعاليات النسائية الثقافية بمركز الملك فهد الثقافي كاد يفسد البرنامج واستمتاع الجمهور بالفعاليات التي ظهرت بمستوى مغاير عن الأعوام الماضية فيما كان الجمهور النسائي الذي عومل بأسلوب غير لائق ومورست عليه تصرفات غير حضارية النجم الأول بلا منازع لتفاعله الإيجابي مع الفعاليات من جهة ونظرا لتحمله كل تلك التصرفات التي أقل ما يقال عنها انها غير حضارية فبعد انتهاء مسرحية أبلة أفكار وقبل بدء مسرحية بنات فاطمة والتي يتم عرضهما على التوالي وعلى مسرحين متقاربين ففي الوقت الذي يفترض دخول الجمهور مباشرة إلى مسرحية بنات فاطمة تم إنزالهم إلى البهو لحين بدء العرض وحدثت الفوضى نتيجة ذلك وعلت أصوات المنظمات على الجمهور الذي كان معظمهم يصطحب أطفاله معه وشكل ذلك عبئا كبيرا نظرا لبعد مسافة البهو عبر السلالم فنزل البعض وبقي البعض الآخر وتكشفت مواطن الخلل في التنظيم عندما تم إدخال الجمهور الواقف قريبا من البوابة في تضارب واضح بين مسؤولات التنظيم حيث منعت مسؤولة أخرى البقية وحولت أعدادا كبيرة منهن للدور العلوي للمسرح عبر بوابة أخرى بينما تستوعب القاعة حوالي 3000 شخص وكانت القاعة لا زال أكثر من نصفها فارغا كما تمركزت المنظمات أمام البوابة وعندما سمح للجمهور بالدخول قمن بتفتيشه وإخراج المأكولات والمشروبات ورميها بجانب البوابة واعتبرت موظفات الأمانة اللاتي يشرفن ويقيمن التنظيم والفعاليات أن ذلك كان خللا وسوء تنظيم واضح وتم الاتصال بالمسؤولين وعولج الموقف بعد أن نزل الجمهور وتم حجزه لبعض الوقت أسفل الدرج وكان منظرا لا يليق بفعاليات تم الاستعداد والتنظيم لها مبكرا وأكدت الأستاذة نورة الدهمشي منسقة ومشرفة اللجنة النسائية للفعاليات بأمانة مدينة الرياض أن القسم النسائي يتابع التنظيم كما يعالج السلبيات أولا بأول وأنها على اتصال مباشر بالمسؤولين حيث تمت معالجة سوء الإدارة والتنظيم للجمهور مشيرة أن هناك نقصا واضحا في أعداد المنظمات وسوء إدارة وأن الأمانة تقوم بتوزيع استبيانات تقييم على الجمهور حول كل الفعاليات وخاصة التنظيم فيما سيتم إلزامهم بمضاعفة أعداد المنظمات وسرعة معالجة السلبيات وأكدت أن هناك عوامل ساعدت على حدوث الفوضى منها عدم الوعي لدى البعض حيث لم تتشكل ثقافة المسرح لدينا بعد . وبالعودة إلى الفعاليات فقد تنوعت داخل المركز الثقافي حيث قدمت عروض ومسابقات للأطفال ومسرحية المعلمة أفكار بطولة أغادير السعيد والفنانة شهد وتدور أحداث المسرحية التي تحاول إيصال بعض القيم الإيجابية للأطفال كالصدق والوفاء حول الصراع بين المعلمة أفكار التي تحاول غرس هذه القيم لدى الطالبات في المدرسة وأم طريفق فراشة المدرسة التي تحاول عكس ذلك فيما تكشف أحداث المسرحية صدق نوايا وتوجهات المعلمة أفكار وخداع وكذب أم طريفق التي تؤيدها وتدعمها في ذلك الطالبة شهد ، النص المسرحي كان ضعيفا وكذلك الحوار بالرغم من أن الفكرة جيدة أما الآداء فقد كان أقل من متواضع ولا يرتقي لفن المسرح . أما مسرحية بنات فاطمة فقد حظيت بحضور جماهيري كبير قدر بحوالي 2000 متفرجة كان نجم الفعاليات وكشفت عن تعطش لمثل هذه الفعاليات بالرغم من عدم تشكل ثقافة فن المسرح لدى المرأة السعودية فوجود ممثلات بحجم الفنانة عبير أحمد وميساء مغربي كان له دور في استقطاب كل هذه الأعداد وإحداث التفاعل المطلوب حيث لعبت الفنانة ميساء دور الابنة الأرملة التي أصبحت سيدة أعمال ناجحة بإدارة أعمال زوجها بعد وفاته وعبير الابنة المطلقة التي ينصب اهتمامها على التحصيل العلمي والعمل ولا تفقه في أمور الزواج شيئا وكان ذلك سببا في فشلها ليأتي التأثير الآخر من خلال إدخال فقرات راقصة ويبدو أن كون الحضور نسائي فقط أعطى مساحة للممثلات لإظهار مواهبهن في الرقص وخاصة الشرقي حيث لم يتبق منهن من لم تؤد رقصة عدا الفنانة ميساء فيما أضافت الفنانة شهد لمساتها الفنية الأكثر إثارة عبر الخلفية التي ظهرت بها والتي لم يكن لها أي معنى أو مغزى فني سوى التهريج كما شاركت الفنانة أغادير في دور الخطابة . المسرحية أتت على عدة قضايا دفعة واحدة كالعنوسة والطلاق والبطالة وزواج المسيار دون أن تخوض في تفاصيلها فيما حاولت إيصال فكرة أن الحياة ليست رجلاً فقط وأن المرأة تستطيع مواصلة حياتها ومستقبلها دونه . وتواصلت الفعاليات بتقديم فقرة تقليد الفنانات قدمتها الفنانة اللبنانية ماغي مطران حيث أبدعت في تقليد فنانات لبنان كنجوى كرم وأليسا ونوال الزغبي وهيفاء وهبي وصباح والفنانة السورية أصالة ، عقب ذلك قدمت فرق شعبية نسائية عروضا فلكلورية شعبية من مختلف مناطق المملكة . ووصفت عدد من الحاضرات مسرحية بنات فاطمة بأنها أكثر من رائعة فقالت أم محيميد وأم طراد أنها ممتعة وهادفة وأنهن استمتعن بآداء الممثلات وبقية الفقرات . واشتكت بعض الإعلاميات الحاضرات من سوء التنظيم ومن ذلك عدم تخصيص أماكن لهن وعدم توفر معلومات كافية عما سيتم تقديمه في الفعاليات وعندما طلبت الإعلاميات مزيدا من المعلومات ذكرت مسؤولة أن الأوراق في المكتب ، وليس لديها وقت للرد على استفساراتهن وظلت الإعلامات يتنقلن داخل أروقة مبنى المسرح في محاولة منهن للوصول للفنانات دون جدوى فيما صرحت المسؤولة أن الفنانات غادرن المسرح بينما تم السماح للبعض دون البعض الآخر بلقاء الفنانات مما أثار استياءهن وتذمرهن .