للبعد عن الوطن ضريبة لابد من دفعها، وتزداد الضريبة ارتفاعاً عندما يكون الغريب امرأة، نعم امرأة تقف على قدميها في بلد غير بلدها، وحديثنا هنا ليس عن الغربة وإنما عن فرحة العيد في نظر فتياتنا المبتعثات للدراسة في أمريكا، ومن المعلوم أن العيد فرحة الحياة وبهجتها وسعادتها ونور يشع بالبشرى في كل مكان، وعبر مجموعة من المبتعثات عن الفرح والسعادة، إلا أنهن لم يستطعن أن يخفين شعورهن بالحزن لابتعادهن عن الأهل في مثل هذه الأيام السعيدة والعظيمة التي لا تتكرر إلا مرتين في كل عام. تقول "فاطمة": إن هذا العام هو الثاني التي تكون فيه بعيدة عن الأهل والأحبة، موضحةً أن وجود مجموعة طيبة من الفتيات وبعض الأسر السعودية خفف من آلام الغربة، من خلال الألفة والتعاون الموجودة بينهن، مشيرةً إلى أنه عادةً ما تنظم الأندية السعودية في كل ولاية طعام العيد أحدهم للرجال وآخر للنساء، وفي العيد سهلت التقنية علينا التواصل مع الأهل، فهناك برامج خاصة تجعلنا نتواصل معاً بالصوت والصورة، لنعبر معاً عن مشاعرنا ونتبادل التهاني والتبريكات، وعبر "الرياض" أتقدم لقيادتنا الحبيبة بالتهنئة بمناسبة حلول عيدالفطر المبارك. وتوضح الطالبة "مها" أنها تتواجد مع والدها المتقاعد، حيث خفف وجوده من الشعور بالوحدة والغربة، مؤكدةً أنهم يلتقون كأسر سعودية وخليجية وحتى عربية معاً في مسجد المدينة، أو من خلال بعض اللقاءات والتي تساعدنا كثيراً على التواصل وتبادل الأطباق والحلويات الخاصة بالعيد، لافتةً أنه عادةً ما تخرج بعض الأسر في نزهات حول البحيرات المنتشرة في مدن الولاية، وكثيراً ما يقوم الرجال بعمل طعام "الشوي"، والنساء يقمن بتجهيز الأطعمة والأطباق مسبقاً، ذاكرةً أن الجميع هنا من أبناء المملكة يحترمون خصوصية أخواتهم المبتعثات، وأنهم يشعرون بأنهم أسرة واحدة ولله الحمد، مقدمةً التهاني لقيادتنا العزيزة، ومتمنيةً للمملكة كل الخير والنجاح. وأكدت "شروق" أنها موجودة مع زوجها والذي يحضر دراسته العليا وهي كذلك، وهو ما خفف من شعورها بالغربة، مضيفةً أن المشكلة الوحيدة التي تزعجنا هو بعدنا عن الأهل وعدم مشاركتهم فرحة العيد، ولكن التقنية الحديثة جعلتنا نتواصل من خلال الهاتف وبالتالي نتبادل معهم التهاني والمشاعر بهذه المناسبة العظيمة، موضحةً أنهم وفي المدينة التي يقطنون فيها يلتقون عادةً كطالبات وحتى المرافقات ونقيم عادة وجبة مشتركة، وكمغتربة يشكل لها العيد نوراً وعطراً يبث في نفسها الدفء والشعور بالسعادة، كونها صامت رمضان وجاءت هذه اللحظات المباركة لتسعدنا جميعاً، ويشرفني أن أقدم لقيادتنا الحكيمة التهنئة الحارة والعطرة بمناسبة عيد الفطر المبارك. أما الطالبة "فوزية" فتقول: بهذه المناسبة وعبر "الرياض" أبعث بأحر التهاني لأسرتي في المنطقة الشرقية التي وحشتني كثيراً وافتقدها وأنا هنا، ولكن والحمد لله وجود عدد لا بأس به من الطالبات خفف من حدة هذا الشعور، مبينةً أنهم هنا أشبه بالعائلة الواحدة، بل إن فرحة العيد بتنا نتقاسمها معاً مثل إعدادنا للطعام المشترك، لافتةً إلى قيامهم بزيارة الأماكن السياحية والمنتجعات وحدائق الحيوانات، وأن العيد مع الأهل له طعمه الخاص والاستمتاع به كبير، ولكن في الغربة يكون للفرحة طعمها الخاص والذي يشكل أهمية كبرى بالنسبة لنا جميعاً.