مع كثرة القنوات الناقلة للمنافسات المحلية المختلفة، ومع ازدياد عدد المعلقين الرياضيين الذين انتشروا بين تلك القنوات أضحى المشاهد الرياضي في حيرة من أمره، وباتت رغبته في متابعة المباريات من خلال المعلقين الأكثر تميزاً ليس على مستوى الصوت فحسب بل بما يحمله من ثقافة عالية عن الأندية، واللاعبين، والرياضة عموماً، وبما ينثره من إبداعات جميلة تتمثل في المعلومات الصحيحة، والمفيدة، والتعليقات اللافتة، والقفشات الساخرة التي تضفي على المتابع المتعة، وجواً من الراحة، والانسجام خلف الشاشة بعيداً عن الصراخ الممل، ورفع الصوت بتكرار بعض الكلمات الاستهلاكية لمحاولة استغفال البعض، وتمرير بعض الأخطاء اللغوية، والبدائية التي لا يمكن أن تمر على المشاهدين في الوقت الحاضر، والذي اتسعت فيه مدارك الناس، وتفتحت عقلياتهم على الكثير من المعلقين البارعين عبر الشاشات الأخرى، والذين ينقلون ما يجري داخل المستطيل الأخضر، وربما خارجه بصورة دقيقة، ومثالية بعيدة كل البعد عن الانحياز لفريق دون آخر، وبعيداً عن الصراخ المنفر والذي يقتل متعة المشاهدة، وجماليات كرة القدم.