لكل منّا نظرته الخاصة ليوم العيد، ولكننا قد نجتمع كمسلمين في النظر إليه نظرة جميلة وتفاؤلية، لا لكونه اليوم الذي نفرح فيه بإتمام فريضة الصيام وحسب، ولكن بوصفه يوماً من الأيام القليلة من أيام الحياة التي تدعونا للبهجة والسعادة ونسيان الهموم، وكذلك التجدد ظاهرياً بارتداء الملابس الزاهية والجديدة، وداخلياً بتجديد ما بقلوبنا وتنظيفها من الأحقاد أو البغضاء التي قد نحملها تجاه من حولنا، فالعيد يدعونا للوصل والتقارب بأجسادنا وأرواحنا، وحلاوة العيد كما يراها الشاعر محمد مرزوق السميري لا تكون إلا بالاجتماع وتصفية القلوب من الأحقاد والعتب: يا مرحبا بالعيد له شكل جذّاب ترحيبة أكبر من النير وطويق الكل يفرح به صغارٍ وشيّاب تفرح مع قدومه قلوبٍ مشافيق عيدٍ سعيد ومن فرح فيه ما خاب تصفي القلوب وينجلا الهم والضيق العيد فرحه والفرح شوف الأحباب قرب ومودّه ما يجي فيه تفريق ولا فيه حقد ولا مشاريه وعتاب تاج المحبه فوق روس الشواهيق العيد يزرع بسمته بين الأقراب في يوم تسعد به جميع المخاليق هذي حلات العيد والطيب ما غاب وتبقى السعادة والوناسه توافيق وأيضاً يدعونا الشاعر عايض أبو شيبه لانتهاز فرصة (العيد) بصلة الرحم والتسامح، واستبدال الهجر بالوصل، وتحسين العلاقات التي أفسدها الشيطان بيننا وبين الآخرين من حولنا خلال أيام العام: يا قاطع الرحم جاك العيد لك فرصه إمسح ذنوبٍ بنار الهجر مكتوبه حسّن علاقتك مع ربعك وجيرانك وأخلص لرب الملا بالعفو والتوبه واعرف ترى صفحة الأيام مطويه احذر تتبع مسار إبليس ودروبه حاذر يحقق بك الشيطان لأهدافه محبالاته فوق سطح الأرض منصوبه خل التسامح مع المخطين عنوانك صفات الإيمان في دنياك مطلوبه ويرى الشاعر تركي الديحاني في أبياته التالية بأن (الاتصال) الهاتفي في يوم العيد لا يُمكن أن يُعوض عن (الوصل) بين المحبين، فالعيد على حقيقته هو اللقاء المباشر مع من نحبهم: لا تتصل وتقول مبروك بالعيد تعال عايد دام تسمح ضروفك العيد ما هو تتصل وأنته بعيد العيد والله يبتدي من أشوفك ساعة تجي ومصافح الإيد بالإيد وكفّي على طول اللقا في كفوفك! إذن فلذّة العيد وحلاوته لا يمكن أن تتحقق ولا أن تتسرب إلى قلوبنا وأرواحنا بمجرد ارتدائنا للملابس الجديدة، أو اجتماعنا في مسجد واحد لأداء صلاة العيد وقلوبنا متفرقة متنافرة، ولكنها تحصل بانتهازنا لأيام العيد القليلة بتنظيف قلوبنا وتجديد أرواحنا بالوصل والاجتماع مع من حولنا ومع كل من نحبهم.