شهدت مدينة لرياض خلال الاعوام الماضية اقامة مهرجانت خلال عيد الفطر المبارك كانت الفعاليات خلالها متفاوتة ففي البداية كان الاقبال ضعيفاً ليرتقي نوعاً ما في فعالياته المختلفة ومخاطبة شرائح المجتمع جميعها الى ان انهت عامها الثامن على التوالي مسجلة تغيراً كبيراً فيما يتم تقديمه من فعاليات وعروض وبالتحديد هذا العام الذي شهد عروض السيرك ومسرحيات متنوعة للاطفال والنساء والشباب اضافة الى تخصيص فعاليات خاصة بالشباب كل الفعاليات التي يطمح المواطن بأن يشاهد شيئاً جديداً متغيراً ومتجدداً على فترات لا تكون بعيدة من خلال مهرجانات دورية لما حققته من انتعاش اقتصادي في كافة المرافق والمتنزهات والمدن السياحية فقد قدر خبراء اقتصاديون حجم الانفاق خلال عيد الفطر الماضي قرابة ملياري ريال وهو رقم كبير للغاية الا ان هذا الانتعاش لم يدم طويلاً نتيجة عدم وجود مهرجان يقام في اجازة عيد الاضحى الذي لم يشفع للعديد من اصحاب المنتزهات المحافظة على نشاطهم فالنسبة الكبرى منهم تعرضوا لخسائر اقتصادية كبيرة نتيجة الركود مطالبين المسؤولين في الامانة ان تكون هناك خطة لاقامة مهرجانات كي تحافظ على مشاريعهم من ناحية اقتصادية كذلك حتى لا يتأثر الشباب الذي خلقت لهم هذه المهرجانت فرصاً وظيفية جيدة. «الرياض» تطرح تحقيقاً صحفيا حول المطالبة بضرورة اقامة مهرجان لعيد الاضحى لهذا العام والذي لم يتبق على بداية الاجازة الا ثلاثة اسابيع دون ان يكون هناك اعلان لاقامة او استعداد مثل ما يتم في المهرجانات. في البداية يقول رجل الاعمال ورئيس مجموعة الحكير الترفيهية الأستاذ عبدالمحسن الحكير انه عندما يشعر اهالي الرياض بالبدائل السياحية المناسبة التي تغنيهم عن السفر الى الخارج فإنهم يتخذون على الفور القرار بالبقاء داخل المملكة وليس ادل على ذلك بأن ما يقرب من 70٪ من اهالي الرياض قضوا عيد الفطر المبارك داخل الرياض والسبب انهم قد لمسوا تغيراً جذرياً في احتفالات عاصمتهم الحبيبة مختلفة تماماً عن احتفالات الاعوام الماضية على كافة المستويات وهذه الفعاليات التي اشاعت الفرح في قلوب المواطنين من خلال باقة متميزة من البرامج والفعاليات الجديدة. مضيفاً الى انها تعمل على تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية بالمدينة وتعود بالخير والنفع على الجميع من شركات وافراد ومحلات كبيرة وصغيرة كما ان نسبة الاشغال في الفنادق والشقق المفروشة والمنتزهات تزيد بشكل واضح مما يعني ان هناك فائدة تعود على الاقتصاد الوطني فبدلاً من ان ينفق السعوديون اموالاً طائلة على السياحة الخارجية فإن الافضل انفاق هذه الاموال في البلد وايقاف نزف الانفاق على السياحة الخارجية. ويعرج الحكير في حديثه الى نقطة مهمة وهي ان المرافق السياحية والترفيهية تعاني من ازمة وركود حاد على مدار العام ومن هنا فإن مثل هذه المهرجانات بقدرتها على اجتذاب المواطنين والمقيمين والتي تكون بمثابة طوق النجاة لهذه المرافق السياحية لذا فإننا نأمل ان تكون هناك فعاليات تكسر الجمود. ملفتاً الى النجاح الباهر الذي حققته منطقة الرياض في احتفالات عيد الفطر الماضي على كافة المستويات سواء فيما يتعلق بالفعاليات او البرامج او من الناحية التنظيمية فإن هذا يضع على عاتق اللجنة المنظمة ان تكرر هذه الاحتفالات خلال عيد الاضحى المبارك حيث ان اهالي الرياض والمقيمين بها من الوافدين تذوقوا روعة هذه الاحتفالات واستمتعوا بين ربوع عاصمتهم الحبيبة بقضاء اوقات ممتعة وشيقة لم يألفوها من قبل حيث تنوع الفعاليات بين العروض التراثية والعروض التسويقية العالمية والفعاليات النسائية وبرامج الاطفال مما اضفى على هذه الاحتفالات رونقاً خاصاً. مشيراً الى ان اهالي الرياض عندما لمسوا التميز في احتفالات عيد الفطر المبارك فلن يرضوا بأقل من ذلك خلال عيد الاضحى مما يحتم على الجهة المنظمة لهذه الاحتفالات ان تستعد من الآن لتنظيم احتفالات مماثلة وتفعيل ما تحتويه المدينة من امكانيات سياحية واقتصادية ومنتزهات سياحية قادرة على ان تستقطب السياح. من جانبه يقول رجل الأعمال والمستثمر في المجال السياحي محمد البعيجان ان أهم ما يلفت خلال احتفالات عيد الفطر المبارك لهذا العام هو أنها جاءت متنوعة وشاملة من فعاليات مصاحبة فبعد أن كانت مقصورة في الأعوام الماضية على فئة مقصورة أصبحت الآن لجميع الشرائح سواء كانوا رجالا أونساء أوأطفالا أوشبابا مما كان له الأثر الطيب عند الجميع وكان ذلك واضحاً بالتفاعل المميز من الجميع. إلا أن هناك سؤالاً عريضاً لم نجد له جواباً من قبل أمانة مدينة الرياض وهو لماذا تقتصر فقط الاحتفالات على عيد الفطر فقط؟ ويتم استغلال ذلك النجاح والتجاوب الذي لمسناه من قبل المواطنين بتلك الاحتفالات لنقوم بتكرارها بعيد الأضحى بل وعلى فترات متقاربة ولو قمنا بإقامة هذه الفعاليات على فترات متقاربة خلال العام وتم تطوير البرامج والفعاليات بالتنسيق مع كافة العاملين في المجال الترفيهي لوجدنا نتائج ايجابية كبيرة أولها سيكون هناك مجالات كبيرة مفتوحة لشباب لوجدنا هناك تغيراً ايجابياً لعل أبرزه هو في المجالات الكبيرة التي ستكون مفتوحة أمام الشباب من الترفيه عن أنفسهم وتوفير أماكن مخصصة لهم. إضافة إلى انتعاش السياحة الداخلية وأهمها خلق فرص وظيفية متعددة للشباب مما يؤثر بالايجاب على الاقتصاد إضافة إلى حفظهم من الاحتكاك بثقافات وعادات بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليد مجتمعنا الأصيل. مشيراً أنه من الواجب على أمانة مدينة الرياض والهيئة العليا السياحية وكافة العاملين في المجال السياحي والترفيهي أن يتم التنسيق مع الجميع لعمل برامج وفعاليات يكون هدفها الأساسي دمج كافة شرائح المجتمع مع بعضها وسيكون المستفيد الأكبر هنا هو المجتع. مطالباً أن يكون العمل بصورة علمية بحيث لا يقتصر تنظيم تلك الفعاليات والبرامج على جهة واحدة بل يجب أن تكون هناك لجان متعددة مسؤولة عن ذلك وأن تضم تلك اللجان كافة المعنيين بهذا الأمر من جميع المستثمرين في المجال السياحي حيث تتعرض المرافق السياحية لخسائر مالية نتيجة لبعد المهرجانات والتي نأمل أن تكون هناك مهرجانات وفعاليات مستمرة تفعل الحركة الاقتصادية وتنشطها لما يترتب عليها عدة أمور أهمها هي خلق فرص وظيفية كبيرة للشباب ولو أن المهرجانات استمرت بمثل ما قدم خلال عيد الفطر هذا العام بالتحديد لأنه يعتبر من أنجح المهرجانات وهذا ما لمسناه من الحضور الكبير من قبل المواطنين. ويقول الدكتور عبدالعزيز المقوشي الأمين العام المساعد للغرفة التجارية الصناعية بالرياض والمشرف على فعاليات مهرجان تسوق الرياض إن المراقبين والمتابعين للتجربة المتميزة التي قامت بها أمانة مدينة الرياض في تنفيذها لفعاليات الاحتفال بعيد الفطر المبارك لعدة سنوات ماضية والمناسبات الأخرى يؤكدون أنها تجربة تستحق بكل جدارة أن تحتذى وأن يتم تعميمها على باقي مدن المملكة الرئيسة. وأضاف المقوشي أن التراكم الوفير وصقل الخبرات لدى المشرفين والقائمين على هذه الاحتفالات عبر السنوات الماضية سوف يضيف الكثير من الخبرة والممارسة لدى الشباب السعودي في مجال التنظيم لمثل هذه الاحتفالات والمهرجانات مضافاً إليها الاقتدارية العالية في التخطيط والإعداد والتنفيذ للفعاليات والأنشطة الرسمية والشعبية التي تستمر في بعض الأحوال لعدة أيام وتشهد على قدرة وجهود أمانة الرياض وإمكاناتها البشرية والمادية التي تسعفها وتعينها على تحويل الأفكار إلى برامج طموحة والآمال إلى أعمال متميزة وجيدة النتائج. وطالب المقوشي بأهمية تكرار هذه الاحتفالات في إجازة عيد الأضحى المبارك وإجازة منتصف العام الدراسي نظراً لما حققته هذه الاحتفالات من نجاحات جيدة على كافة المستويات السياحية والاجتماعية والاقتصادية مشيراً إلى أن المملكة تعنى الآن أشد العناية بتطوير اقتصادها الوطني. وندرك جميعاً مدى ما يشهده القطاع السياحي من تطور واهتمام لافت ولعل التجربة التي خاضتها العديد من المناطق والمدن في طرح برامجها السياحية والترفيهية خلال فصل الصيف قد أصابت نجاحاً طيباً وأسهمت في استقطاب عشرات الآلاف من الزوار وأعطت مؤشراً قوياً على مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه السياحة الداخلية لصالح الاقتصاد الوطني وتحول المملكة من كونها مصدرا لسوق السفر الدولي إلى وجهة جاذبة سياحياً للسياح الدوليين. وأضاف المقوشي أن تجربة احتفالات الرياض لعيد الفطر للعام الماضي أو الأعوام الماضية كفيلة بأن تضمن تحقيق قيمة مضافة موجبة لرصيد تجربتنا السياحية الوطنية ويمكن في تقديري تجيير ذلك النجاح والتميز لصالح الوطن بالعمل على نقل تجربة الرياض والاستفادة من مخرجاتها في باقي المدن. ولن نقول بأن احتفالات أمانة مدينة الرياض وصلت إلى نضجها وتمامها الكامل بل هي تجربة قابلة للتطوير وتجديد آلياتها ووسائل تنفيذها وهو الأمر الذي نلمسه بالفعل عاماً بعد عام آخر متعززاً بالإرادة الداعمة والذهنية المنفتحة على المستقبل لأمانة منطقة الرياض. مضيفاً أن احتفالات الرياض هي البداية الصحيحة والحقيقة والرائدة لايجاد مناخ سياحي وترفيهي متميز عن بقية المهرجانات نظراً لتميز الرياض عن غيرها ولنا أمل كبير في أمانة الرياض التي بادرت منذ سنوات وسعت لتقديم هدية متواضعة للرياض مشكورة أن تواصل إقامة هذه الاحتفالات كماً وكيفاً في الإجازات وتضع المزيد من الفعاليات المطلوبة والمتنوعة للزوار والمقيمين وأن تكثف الإعلان عن هذه الاحتفالات من خلال وسائل الإعلام الخليجية والعربية وتفتح المجال بشكل أوسع للراغبين في الدعم من قبل كبرى الشركات والمؤسسات الوطنية من أجل نجاح متميز ومستمر ينسجم مع الرياض العاصمة. وتمنى المقوشي من القطاع الخاص والمستثمرين في قطاع الترفيه والسياحة وشمل ذلك الفنادق والأسواق المركزية والحدائق ومراكز الألعاب والمطاعم أن يكونوا ومن خلال تكويناتهم المهنية ولجانهم في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أكثر حرصاً واهتماماً على تأكيد مشاركتهم الفاعلة والمحسوسة والملموسة على أسعار خدماتها وتقديم الجوائز والهدايا والاشتراكات المخفضة لزوارها خلال هذا الموسم الذي يستقطب نحو أكثر من أربعة ملايين مواطن في الرياض يحرصون على قضاء أمتع الأوقات واللحظات مع أطفالهم وأسرهم في واحدة أو أكثر من هذه الجهات الترفيهية فهلا أدرك رجال الأعمال المغزى من هذه الرؤية الواسعة فمن خلال وضعهم لسياسات تسويق مستجيبة لطموحات أكبر عدد من المستفيدين ومحققة في الوقت نفسه لهامش ربحي معقول فإنهم سيجنون عوائد أكثر ويشهدون إقبالاً أوسع من الزوار والجمهور إننا نطمع أن يكون العيد فرصة أمام الجميع ليفرحوا بلحظاته. من جانبه أكد عدد من المواطنين بضرورة مواصلة إقامة مثل هذه المهرجانات التي حققت نجاحاً كبيراً لعل أهمها وأبرزها مهرجان التسوق في صيف الرياض الذي أقيم لأول مرة إلا أنه شهد حضوراً كبيراً كانت الفعاليات متنوعة وشيقة أثبتت نجاحها بالرغم من أن هناك قصوراً في عدد من الجوانب كان أبرزها أنه لم يتم التركيز على شريحة الشباب ولم تقدم لها فعاليات. ويضيف أحد المواطنين إن المهرجان الذي أقيم في العيد كان ناجحاً نظراً لتنوع وشمول فعالياته وهي التي دفعتنا للمطالبة بأن تكون هناك مهرجانات مستمرة في الإجازات حتى لا تكون الرياض طاردة للسكان كذلك أن تكون هناك فعاليات داخل الأسواق التجارية ففي أيام العيد بعكس الدول المجاورة تكون مغلقة ولا يقام بها أي فعالية أيضاً يكون للشباب نصيب منها خصوصاً مع اعتدال الأجواء.