مع انتهاء شهر رمضان المبارك جاءت الحلقة الاخيرة من مسلسل " لعنة الطين " لتختتم مشوار 30 حلقة من السرد القاسي لقصة شاب انطلق من قريته البسيطة الهادئة القابعة في احد اطراف سوريا نحو العاصمة السورية دمشق ويصبح ضحية لمسؤول كبير نافذ في حقبة زمنية كانت واضحة المعالم . المسلسل تناول الفساد وعمليات التهريب في ظل الحصار الاقتصادي على سوريا في تلك الفترة وتناول قضية الفقر والسلطة في تحويل احلام الشعب الى مصالح المتنفذين ، كما رصد المسلسل بشكل درامي رائع طريقة صناعة الفساد من تجييش الاشخاص لخدمة فئة كانت لها السيطرة واليد الطولى في اقتصاد وحياة الشعب السوري وامتد المسلسل باحداثه وشخصياته بشكل واقعي جدا الا ان الدراما كانت المحرك الاساسي بحيث خرج المسلسل عن واقع كونه وثيقة تاريخية ترصد تلك الفترة . واستعرض المسلسل واقع الجامعات السورية في حقبة الثمانينات وذلك من خلال قصة عمار ذلك الشاب القادم من الريف الذي يؤدي دوره الفنان مكسيم خليل والذي يتحول من دراسة الهندسة إلى الكلية الحربية بتأثير المسؤول الكبير الذي يؤديه خالد تاجا . وعندما يتخرج عمار يصر المسؤول على أن يعيّنه تحت إمرته لينفذ له مطالبه في ايقاف وسجن الاشخاص الذين يعارضونه في تجارته او سياساته الفاسدة ، ما يدفع بعمار إلى تقديم استقالته حيث يتم اعتقاله وسجنه ل17 عاما نتيجة تخليه وعدم رغبته في تنفيذ اوامر المسئول الكبير . لم ترصد الدراما السورية سابقا مرحلة الثمانينيات من تاريخ سوريا بهذا العمق والوضوح وخصوصا في التطرق لموضوع الفساد الذي مورس في تلك الحقبة. وهذا الابتعاد من الدراما السورية عن هذه المرحلة المظلمة نتيجية الواقع الذي كان يمارس على من يحاول فضح او معارضة ذلك الواقع . ومن المآخذ على السيناريو الذي انتهى بالحلقة الاخيرة هو اعطاء صورة سلبية تجاه من يقف في وجه الفساد والظلم بحيث تذهب حياته سدى بين اسوار السجن بدلا ان يعطي المخرج او كاتب المسلسل صورة امل مشرقة بعد رحلة العناء في المسلسل فلم يكن هناك أي مشهد يدل على اهمية الاستمرار في الوقوف ضد الفساد مثلا او صورة مشرقة للمستقبل . شارك في مسلسل " لعنة الطين " ماكسيم خليل وخالد تاجا وسمر سامي وفارس الحلو وعبد الحكيم قطيفان وفايز قزق وعبد الهادي الصباغ وقاسم ملحو وعبد المنعم عمايري وكاريس بشار وضحى الدبس ووائل شرف وروعة ياسين وفايز أبو دان والمسلسل كتبه سامر رضوان ومن اخراج احمد ابراهيم .