بصعوبة يستطيع المرء المشي في مركز مدينة رام الله، الذي تحول في الايام الاخيرة من شهر رمضان، سوقا مفتوحة لكافة انواع البضائع والسلع الخاصة بالعيد وبالمدارس التي تأخرت عودة التلاميذ اليها استثنائيا هذا العام. نساء ورجال وأطفال من القرى المحيطة، تزدحم بهم شوارع رام الله الضيقة في ساعات النهار، ليعودوا الى بيوتهم بجيوب خاوية وأيد لا تقوى على حمل الاكياس، فيما يفضل ابناء المدينة وساكنوها، التسوق بعد الافطار، فتدب الحياة من جديد في المدينة حتى ساعة متأخرة من الليل. وقد دفع هذا الاقبال الكبير على الاسواق، الشرطة الفلسطينية لوضع خطة مرورية داخل مدينة رام الله كغيرها من مدن الضفة الغربية، عمدت من خلالها الى توجيه حركة السيارات خارج المناطق المزدحمة، واغلاق طرق وفتح أخرى، والمرابطة على المفترقات والمحاور الحيوية. وفي مسعى للسيطرة على ظاهرة البسطات والباعة المتجولين أوجدت محافظة رام الله والبيرة "سوقا شعبية"، في إحدى الساحات التي تستخدم مجمعا لمركبات النقل العام الخاصة بالقرى والبلدات الشمالية، بديلا عن ارصفة الشوارع التي تضيق بالمارة، ولكنها لا تخلو من عربة هنا وبسطة هناك . ولسوق الخضار والفواكه في رام الله" الحسبة" نصيب الاسد من الحركة الشرائية الكبيرة التي تسبق العيد، حيث ضاقت بروادها، الذين راحوا يتنقلون من عربة الى اخرى بحثا عن اقل الاسعار دون جدوى. ويقول جمال الخطيب: اسعار الخضار والفواكه هذا العام فاقت التصور، فتخيل كيلو العنب بسبعة شواكل (نحو دولارين)، والخيار بثمانية شواكل، والبندورة بخمسة شواكل. فقط الباذنجان اسعاره معقولة!! امين أمطير شاب من مخيم قلنديا جنوبرام الله، يعمل في مكتبة كبيرة لبيع مستلزمات المدارس والجامعات، عبر عن صدمته لارتفاع الاسعار لا سيما في محال بيع الملابس المعروفة، متسائلا "الا يوجد رقيب من الجهات المختصة على الاسعار؟ وكيف يتدبر موظف يتقاضى 1500 شيكل (اقل من 400 دولار)، امره لا سيما ونحن مقبلون على مناسبتين مهمتين العيد والمدرسة؟" داخل المكتبة التي يعمل بها امطير، تكفي جولة صغيرة على الرفوف لاستكشاف الى أي حد بلغت الاسعار فالحقيبة المدرسية متوسطة الجودة قد يصل سعرها الى 130 شيكلا (نحو 35 دولارا)، ومحفظة الاقلام 17 شيكلا، وعلبة الالوان الجيدة 19 شيكلا، ومثل هذا ينسحب على كل شيء.