** ذكّرتني الدكتورة عزيزة المانع.. الكاتبة في (جريدتي) عكاظ باليوم الذي بدأت فيه الكتابة لدينا قبل أكثر من عقد من الزمان.. وبردود الفعل التي تلقيتها إثر نشر أول مقال لها.. وكانت في بعض الأحيان.. تستغرب قيامنا بإتاحة الفرصة لها للكتابة والإطلال على الناس.. وهي التي كانت تُحسب آنذاك على قائمة الخارجين على قيم المجتمع.. وأفكاره.. وثقافته.. ولاسيما بعد (حادثة قائدات السيارات في شوارع الرياض).. ** يومها قلت لهؤلاء جميعاً.. ولزملاء العمل في عكاظ.. (لاعليكم .. فنحن بحاجة إلى تحريك الكثير من الرواكد.. وإيقاظ النفوس من سباتها.. ودعم ومساندة التوجهات التنويرية .. والعمل على فتح المجتمع وإخراجه من حالة الانغلاق).. ** ويومها أيضاً.. لم تصدق الدكتورة المانع .. ان تجد من يتبنى أفكارها .. ويقدمها للناس بمثل هذه الصورة ويفتح أمامها الأبواب المغلقة.. في ذاك الوقت الصعب.. ** وكثيراً ما كانت تتصل بي.. وتعبر عن دهشتها.. أو فرحتها.. بنشر مقال أو أكثر.. في هذا الاتجاه.. وكنت أقول لها .. (نحن مع التوجه نحو المستقبل ولسنا معك أنتِ فقط.. وما دام ان ما تكتبينه لا يتعارض مع دين .. أو مصلحة وطن.. فإننا لن نتردد في النشر).. ** وكنت – في كثير من الأحيان – أقف إلى جانب طروحاتها عندما يعترض أحد الزملاء على نشر بعض ما تكتب.. وأقوم بنشر ما اعترض عليه الزميل .. بكل هدوء.. ** لكن ما كتبته يوم الاثنين الماضي .. في (عكاظي) .. وإن نوه بذاك التعامل المتميز معها ومع أفكارها.. الا انه عكس سوء فهم شديد لما كتبته في هذه الصحيفة يوم الخميس 9/9/1431ه .. وقلت فيه بالنص : ** ( هناك فارق كبير.. بين أن تمارس حقك في إبداء الرأي .. وبين ان تفرضه على غيرك.. كما ان هناك فارقاً كبيراً بين أن تعبر عن رأيك .. عندما يطلب منك .. وبين ان تقوله متى شئت.. ودون ان يطلبه الآخرون منك.. وفارق أكبر وأكبر.. بين ان تعبر عن رأيك بأدب.. وبين ان تقوله بفظاظة.. ودون اختيار التوقيت المناسب لذلك ....) ** فقد ركَّزتْ على القول بأن (هؤلاء .. لابد وأن نقطع ألسنتهم.. أو نخسف بهم الأرض.. أو يبعدوا عن الواجهة.. ويغيبوا عن الوجود تماماً ) وأغفلت تتمة العبارة القائلة ( لأن من لا يحترم نفسه .. لا يجب ان نحسب له حساباً.. أو نمنحه الفرصة لكي يشوش أكثر.. ويدعي أكثر.. ويتطاول أكثر ).. ** فهل أعتبر أن ما كتبته الدكتورة مجرد سوء فهم .. أو أنها تريد الوصول إلى شيء آخر.. حتى وإن تعارض مع قناعاتها حول ما كنت أحيطها به من اهتمام.. وما أتيحه لمقالاتها من فرص النشر رغم مبالغتها في الطرح؟ ** وعلى فكرة .. فإن ( قلم رئيس التحرير ذا المداد الأحمر لم يطل مقالات الدكتورة ..) وان ما كتبته الأسبوع الماضي في هذه الجريدة .. يركز على قيم وسلوكيات أخلاقية أصيلة لا يجب تخطيها في أدب التعامل بين الناس.. ولم يكن دعوة إلى الحجر على الكتاب وأصحاب الرأي.. وذوي المشورة النزيهة والنظيفة ممن هم في مستوى الرأي والمشورة وقول الحق.. ** والدكتورة المانع .. تعرف ان في مجتمعنا.. وبعض مجالسنا الخاصة.. من ينافقون.. ومن يكذبون.. ومن يتنطعون .. ومن يزورون الحقائق.. ومن يسيئون إلى الأبرياء بالوشاية.. أو النميمة.. أو الطعن.. تحقيقاً لمصالح خاصة.. وإرضاءً لفئة أو شخص.. ولطمع في الوصول إلى غاية محددة.. ** هؤلاء الناس هم الذين عنيتهم بمقالي ذاك.. وليس غيرهم.. ** وهؤلاء هم الذين طالبت المجتمع.. وليس الدولة.. بعدم التسامح معهم.. وبالحيلولة دون التمكين لهم .. أو تصديقهم.. ** ولذلك فقد استغربت ان تفهمني على غير ما أردت.. وان تتهمني (بممارسة متعة قطع الحروف).. كما أطلقت عليها.. سامحها الله.. ** وما أدهشني وآلمني اكثر.. هو ان تتبنى الدكتورة حملة مماثلة على المقال.. وكاتب المقال أطلقها (المسعري) المسعور من خلال قناته التلفزيونية المليئة بالاكاذيب .. والأحقاد.. والسفاهات.. وهو على أي حال .. (عنيته) لمن ينطبق عليهم المقال.. إلى حد كبير.. ** ولولا تقديري للدكتورة المانع – رغم سقطتها هذه – لما رددت عليها.. كما لم تحرك حملة (المسعورين) في لندن.. أي شعرة فيَّ.. (قاتلهم الله أنى يؤفكون). *** ضمير مستتر: ** (أن تسيء لمن أحسن إليك.. فأنت ناقص.. ومنافق.. ولا تستحق الاحترام).