اعتبر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تنظيم القاعدة أسوأ محطة تمر بها اليمن ، داعيا الشعب اليمني إلى مواجهتها والحفاظ على أمن الوطن مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل أبناء الوطن وليس على الأجهزة الأمنية . وقال صالح في حفل تكريم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم الذي نظمته وزارة الأوقاف والإرشاد السبت ان اليمن واجه مخططات ومر بمحطات كثيرة وآخرها :" وهي أسوأ المحطات، محطة تنظيم القاعدة الذي يقوم بإرهاب عامة الناس، وعلى شعبنا في كل المحافظات، في حضرموت وشبوة وأبين ومأرب وبقية المحافظات إفشال هذا المخطط، وعلى المواطنين أن يقفوا إلى جانب مؤسسات الدولة، فهؤلاء الإرهابيون لا يضرون النظام السياسي وإنما يضرون بمصالح الوطن والمواطنين ". وأكد صالح ان تنظيم القاعدة الذي يشن هجمات متتالية على قوات الأمن في المحافظات الجنوبية حاليا يتبع نفس أسلوب القاعدة في أفغانستان والعراق في مهاجمة رجال الأمن وقال": لقد تحول الإرهابيون الآن إلى استهداف الأجهزة الأمنية وهي نفس الآلية ونفس الحركة التي تتبع في أفغانستان وفي العراق ولكنهم لن يفلحوا أمام صمود شعبنا،. ودعا صالح الخطباء والمرشدين للقيام بدورهم التوعوي لترسيخ الوسطية والاعتدال وتعاليم الدين الإسلامي السمحاء بما يكفل الابتعاد عن التطرف والغلو. وقال:" ليس كل الناس متطرفين، فتعداد اليمن حاليا ما يقارب من 25 مليون مواطن ومواطنة، معظم سكان اليمن معتدلون وصالحون ومؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وقلة قليلة خارجون عن النظام والقانون". وأضاف:"هؤلاء المتطرفون من عناصر الإرهاب الذين يقتلون النفس المحرمة يضرون بأعمالهم الإرهابية والإجرامية المحرمة شرعا وقانونا بمصالح الأمة، فقطاع الطرق الذين ينشرون ثقافة الكراهية والبغضاء والحقد بعيدون بأعمالهم الإجرامية تلك عن الإسلام، والإسلام منهم براء".ويأتي حديث صالح في أعقاب تزايد العمليات الإرهابية التي تنفذها جماعات مسلحة من القاعدة، كان آخرها المواجهات التي جرت الأسبوع الماضي في منطقة لودر بمحافظة ابين جنوب اليمن والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين ، بالإضافة الى الهجوم الذي استهدف دورية عسكرية في جعار مساء السبت وأدى الى مقتل تسعة أشخاص بينهم ثمانية جنود تم إحراق جثثهم وسيارة عسكرية تابعة لهم. وحث صالح اليمنيين على التعاون مع رجال الأمن في محاربة تنظيم " قاعدة الجهاد في جزيرة العرب " الذي يتخذ من اليمن منطلقا لعملياته في المنطقة، متهما التنظيم بالخروج عن الدين الإسلامي لقتلهم النفس المحرمة والاعتداء على الأجهزة الأمنية . وألقى باللائمة على القاعدة بأنها السبب في عدم وجود مشاريع إستراتيجية مهمة، توفر فرص عمل لاستقطاب الشباب العاطلين عن العمل . في الاطار ذاته اكدت صنعاء امس رفضها اي تدخل عسكري اجنبي في حربها على تنظيم القاعدة، فيما اشار مسؤول امني الى ان الهجوم الذي استهدف مركزا عسكريا في الجنوب مساء السبت يحمل بصمات التنظيم. وقال مصدر مسؤول لموقع وزارة الدفاع اليمنية ان "اليمن لا يقبل اي تواجد عسكري اجنبي على اراضيه واليمن يمتلك مؤسسات امنية وعسكرية قوية وقادرة على القيام بدورها في مكافحة الإرهاب وتحقق نجاحات في هذا المجال". ونفى المصدر اليمني المسؤول تقارير اشارت الى وجود قوات غربية على الاراضي اليمنية او مشاركتها في العمليات القتالية. وقال "اننا نستغرب نشر مثل هذه المزاعم والافتراءات المختلقة التي لا اساس لها من الصحة في بعض وسائل الاعلام وبخاصة في الآونة الأخيرة تارة عن وجود جنود بريطانيين واخرى عن وصول قوات اميركية لمكافحة الارهاب في اليمن". وكان مسؤول اميركي خبير في مكافحة الارهاب اكد الاربعاء لوكالة فرانس برس ان بلاده باتت اكثر قلقا حيال خطر تنظيم القاعدة في اليمن وتنوي مضاعفة الضغوط على العناصر الذين "باتوا يشكلون خطرا كبيرا" على حد قوله. وقالت صحيفتا وول ستريت جرنال وواشنطن بوست في اليوم نفسه ان هذا الادراك لخطر القاعدة في اليمن قد يؤدي الى تكثيف عمليات السي آي ايه في البلاد بما في ذلك عبر هجمات طائرات بدون طيار. الى ذلك، اكد المصدر اليمني المسؤول ان "تعاون اليمن مع المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب سواء مع الولاياتالمتحدة او غيرها يقتصر على تبادل المعلومات والتي تسهل تعقب العناصر الارهابية وتقديمها للعدالة". وكانت صحيفة نيويورك تايمز افادت في وقت سابق هذا الشهر ان الجيش الاميركي شن في ايار-مايو الماضي غارة جوية سرية على موقع يشتبه بانه موقع لتنظيم القاعدة، اودت خطأ بحياة مسؤول يمني محلي، كما ذكرت ان تلك الغارة كانت الرابعة على الاقل التي تستهدف تنظيم القاعدة في جبال وصحراء اليمن منذ كانون الاول-ديسمبر الماضي. من جهة اخرى، ارتفعت حصيلة قتلى الهجوم الذي تعرض له مركز عسكري في مدينة جعار بمحافظة ابين الجنوبية الى تسعة جنود ومدني مع الاعلان عن مقتل جندي اضافي متأثرا بجروحه، حسبما افاد مسؤول امني لوكالة فرانس برس. وكانت الحصيلة السابقة تشير الى مقتل ثمانية جنود ومدني. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الهجوم في جعار "يحمل بصمات القاعدة" وان "الجندي الناجي احمد عبدالله الشريف قال ان المسلحين الذين قدموا الى النقطة كانو مقنعين ويهتفون الله اكبر". وذكر ان المهاجمين "قالوا انهم قدموا من مديرية لودر انتقاما من السلطة لقتل اخوانهم في المدينة" التي شهدت اعتبارا من 20 اب-اغسطس وطوال خمسة ايام معارك شرسة بين القوات اليمنية وتنظيم القاعدة واسفرت عن مقتل 33 شخصا من الجهتين. الى ذلك، وزع بيان في ابين يحمل توقيع تنظيم القاعدة ويتضمن تبنيه لعدة عمليات في المحافظة بينها الهجوم على دورية للشرطة في زنجبار، عاصمة ابين، مساء الاربعاء، والذي اسفر عن اربعة قتلى بحسب المصادر الرسمية، اضافة الى عدة هجمات اخرى. ونفى البيان الذي لم يتسن التأكد من مصداقيته ما اعلنته السلطات عن اعتقال عدد من اعضاء تنظيم القاعدة. وقتل العديد من الجنود وعناصر الشرطة والمسؤولين الامنيين اليمنيين خلال الاشهر الاخيرة في جنوب البلاد حيث ينشط تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. وتحولت انظار العالم الى هذا التنظيم الذي يتخذ من اليمن معقلا له بعد محاولة الاعتداء الفاشلة التي نفذت على طائرة اميركية يوم عيد الميلاد الماضي وتبناها التنظيم. وكان جنوب اليمن دولة مستقلة حتى العام 1990 وهو يشهد ايضا حركة احتجاجية واسعة ازداد طابعها الانفصالي بشكل كبير وتعرف باسم الحراك الجنوبي. وكانت صنعاء اعلنت الخميس ان مكافحة القاعدة على الاراضي اليمنية مسؤوليتها منتقدة "التضخيم" الاميركي لدور هذا التنظيم، وذلك ردا على التقارير والتصريحات الاميركية.