الرضفة (Patella) هي عظمة دائرية تقع في مقدمة الركبة وتسمى عند العامة بصابونة الركبة هذه العظمة تتصل في أعلاها وأسفلها بأوتار وأربطة تحرك الركبة. والوتر الذي يبدأ من الجهة السفلية لصابونة الركبة ويصلها بالجزء الأعلى من عظمة الساق هو الوتر الرضفي (Patellar tendon). وهذا الوتر يكون معرضاً للالتهابات (patellar tendenitis) خصوصاً في منطقة اتصاله بعظمة صابونة الركبة. ونظراً لأن هذا المرض شائع في الرياضيين الذين يستخدمون القفز بكثرة فإنه معروف بركبة القفز (jumpers knee). وعادة ما يظهر هذا المرض عند الأطفال في سن المراهقة. الأسباب هذا المرض ينتج عن الإجهاد المتكرر بالاستخدام المزمن للوتر الذي ذكرناه سابقاً كما يحدث في الرياضات التي تتطلب القفز وثني الركبة أو استخدامها لركل الكرة مثل رياضة كرة القدم ورياضة الجمباز والجري. كذلك الرياضات التي تتطلب الجلوس في وضعية القرفصاء مثل رياضة رفع الأثقال وبناء الأجسام. كما أنه في بعض المجتمعات التي تتطلب عاداتها الجلوس في وضعيات تضع الركبة في وضعية الثني لفترات طويلة مثل الجلوس بطريقة التربيعة لفترات طويلة فإن ذلك أيضاً يعرض هذه الأوتار للالتهابات. وعندما يحصل الالتهاب فإنه يتركز في الغالبية العظمى من المرضى عند التقاء الوتر بالجزء الأسفل من عظمة صابونة الركبة. ولأنه في بعض الأحيان يكون الطفل أو الطفلة لايزال في مرحلة النمو فإن هذا الجزء من صابونة الركبة لا يكون قد تصلب تماماً ولا يكون قد تحول إلى عظام قاسية كما هو الحال في الشخص البالغ. ولذلك فإنه يكون عرضة لهذه الالتهابات ويكون حلقة الضعف فيه منظومة في تحريك الركبة. الرضفة عظمة دائرية تقع في مقدمة الركبة الأعراض والتشخيص عادة ما تكون الأعراض على شكل آلام يشتكي منها الطفل عند ممارسة الرياضة أو صعود الدرج أو الجلوس للصلاة عند التشهد أو عند الجري والقفز. كما أن لمس المنطقة أو الضغط عليها بقصد أو عن غير قصد يؤدي إلى زيادة هذه الآلام. وبالنسبة للتشخيص فإنه عادة ما يبدأ بالفحص السريري الذي يبين وجود آلام في المنطقة الأمامية من الركبة وخصوصاً في الجزء السلفي من صابونة الركبة تزداد عندما يقوم الطبيب بالضغط عليها وعندما يقوم بثني الركبة أو عندما يطلب من المريض بأن يجلس على الأرض في وضعية القرفصاء. بعد ذلك يتم اللجوء إلى الأشعة السينية (X-ray) للركبة المريضة التي تبين وضعية صابونة الركبة ومدى تصلبها وصحة غضروف النمو في صابونة الركبة. وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) التي تعتبر الأفضل والأمثل لمعرفة مكان الالتهاب في الوتر ومدى شدته. الخطة العلاجية الخطة العلاجية تعتمد على شدة المرض وعلى مدته. وفي الغالبية العظمى من الأطفال الذين تكون لديهم الأعراض خفيفة وبسيطة وليست مزمنة فإنه يمكن البدء بالعلاج التحفظي وذلك عن طريق أخذ قسط من الراحة وتجنب الرياضة لبضعة أسابيع وتناول الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة لالتهابات الأوتار والعضلات. بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام بعض الأربطة الخاصة بالركبة عند المشي والوقوف. كما أن جلسات العلاج الطبيعي تساعد على إزالة الالتهاب عن طريق استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة أو موجات الألترا ساونت. بعد ذلك يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي البدء بعمل تمرينات لزيادة المرونة في الركبة وزيادة القوة في العضلات المحيطة بها. وفي الغالبية العظمى من الأطفال فإن هذه الخطة العلاجية تكون فعالة في إزالة آلامهم خلال بضعة أيام أو بضعة أسابيع. أما التدخل الجراحي فإنه نادراً جداً ما يكون لازما في هذه الحالات. ولا ينصح بالتدخل الجراحي عند هؤلاء الأطفال والمراهقين لأن العظام لم يكتمل نموها ولأن الأعراض عادة ما تختفي بعد اكتمال النمو. النصائح والتوصيات هذا المرض معروف وواقعي ويحدث كثيراً بين الأطفال والمراهقين وخصوصاً من الأولاد لأن أغلبية الأنشطة الرياضية في المدارس تعتمد على كرة القدم وهي أحد أسباب ظهور هذا المرض. والواجب على الأهل وكذلك على مدرس الرياضة هو الانتباه لهذه الأعراض وعدم الضغط على الطفل ومحاولة غرس ثقافة الإحماء قبل الرياضة عند هؤلاء الأطفال. كما يجب على الأهل استشارة الطبيب في حال استمرار هذه الأعراض لكي يقوم بعمل الخطة العلاجية اللازمة. وبعد علاج هذه المشكلة يجب أن يختار الأهل الرياضة المناسبة لطفلهم لكي يضمنوا عدم تكرار المشكلة وعدم حدوث مرض مزمن في المنطقة لا سمح الله. كما يجب التنبيه إلى أنه في بعض الحالات التي يكون هناك مشكلة في غضروف النمو لصابونة الركبة قد يلجأ الطبيب إلى استخدام جبيرة طبية لفترة قصيرة أو إلى منع الطفل من ممارسة الرياضات العنيفة ومن ممارسة كرة القدم لبضعة أسابيع ولبضعة أشهر لكي يضمن شفاء المنطقة تماماً.