نظام الاحتراف ليس مجرد عقد بين اللاعب والنادي على ان يتفرغ اللاعب للكرة فقط وهذا ما يعرفه البعض عن الاحتراف ولكن الحقيقة التي يجهلها كثير من المتابعين للحركة الرياضية في كل مكان ان الاحتراف عملية مشتركة طرفاها اللاعب والنادي ولكل منهما شروط وحقوق وعليه كذلك مثلها يحفظها عقد يبرم بينهما يرجع اليه عندما تطرأ أية مشكلة او حادثة، ومعنى ذلك ان اللاعب يلعب بمقابل مادي وهو دافعه الأول على العطاء داخل الملعب خاصة اذا كان اللاعب يلعب لغير ناديه الاول الذي كان فيه هاوياً كما اننا مع تلك العلاقة الودية والاحترام المتبادل بغض النظر عن العقود والاوراق الثبوتية الرسمية ولكن قانونياً ما بين الطرفين عقد يحفظ لهما حقوقهما. والملاحظ على الاحتراف بملاعبنا أشياء عدة تعود لعدم التفهم الكامل لمعنى الاحتراف والا فما معنى ان يتأخر راتب اللاعب الى ستة شهور او اكثر بينما يتم التعاقد مع مدرب او الغاء عقد آخر لخلاف شخصي مع الإدارة وقد كلفهم مئات الآلاف وهذا المحترف يعول اسرة لها مصاريفها وعليه اعباؤها الثقيلة. والسؤال الذي يطرح نفسه على لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي هو ما رأي اللجنة في ادارات الاندية التي تؤخر صرف رواتب محترفيها وتماطلهم فيها مع انها اختتمت وتأخذ سنويا اعاناتها المستحقة من الاتحاد السعودي والتي تغطي مبدئيا كامل حقوق مصاريف الاحتراف بالنادي؟ واذكر لكم حكاية لاعب تربطني به صداقة وهو لاعب مشهور جدا جدا جلس اكثر من سنة لم يأخذ راتبه وهو ليس بحاجته فعلا ولم يطالب به وبعد سنه طلبوا التنازل عن سته اشهر ويأخذ حقوق ستة أشهر فقط ولم يعرف أحد هذه الحادثة لا صحافة او غيرها وحاليا ماذا تقولون في ذلك. كثير من النقاد الرياضيين يرون ان الخسائر المادية التي تتكبدها الكثير من الفرق الكروية من جراء تخبطها في اختيار محترفيها الاجانب لم تدركها بعد واصبحت بعض الاندية تتخلص من لاعبيها المحترفين. بعد اسابيع من عقد الصفقات مع هؤلاء اللاعبين وجد ان بعض هذه الفرق قد اصبحت كمن يدور حول نفسه؛ حيرة في امر محترفيها ونستطيع ان نرى فرقا اخرى صغيرة بامكاناتها وحضورها التنافسي قد تجاوزت أخطاء الأندية الكبيرة وحققت لأنديتها صفقات مربحة ونافعة حسب امكاناتها المادية. ونستطيع القول ان التعاقد مع أولئك المحترفين الاجانب قد تم عن طريق مدح بعض الفرق او عن طريق السماسرة وخبراتهم غير الفنية ولم يتم اختيار اللاعب عن طريق المشاهدة العينية والمتابعة لحالة اللاعب الفنية ومهاراته الكروية وهناك صفقة واحدة ناجحة تتم من بين عشر صفقات يتم التعاقد فيها مع لاعبين اجانب اذكر منها التعاقد مع اللاعبين احمد بهجا و فيكتور وبصير وسيرجيو والتايب وفليلهامسون وغيرهم ممن نعدهم على الاصابع وساهم في زيادة الطلب على اللاعبين المحترفين الاجانب بروز ظاهرة سيئة وخطيرة جدا في الوقت ذاته وهي اختفاء اللاعبين الموهوبين المحليين الذين سرق المحترفون الاجانب الفرصة منهم ولو اعطوا الفرصة لإبراز نجوميتهم لقلل ذلك من الاموال الطائلة التي تصرفها هذه الفرق في الحصول على محترفين اجانب.