طوق الحزن والألم نفوس الملايين من أبناء وطننا الغالي على رحيل الدكتور غازي القصيبي، إلا أن ذلك الرحيل كان أكثر مرارة وحرقة لدى محبيه من المواطنين وكذلك الأدباء والمثقفين في مسقط رأسه " الاحساء " ، ومبعث ذلك الحجم الكبير من الحزن أن الدكتور غازي كان من المفترض أن يكون على موعد ٍ أن يطل خلاله على محبيه من الشعراء والأدباء في الاحساء عبر النادي الأدبي إلا أن الأقدار حالت دون ذلك. نادي الاحساء الأدبي سارع مساء أول من أمس الأحد بعمل حفل للدكتور غازي القصيبي ، ولكنه لم يكن حفل استقبال وإنما حفل وداع ( تأبين ) ، شارك في رثائه نخبة المجتمع الأدبي والثقافي من الجنسين شعراً ونثراً ،ولف الحزن أجواء الأمسية التي استمرت لساعتين . حفل ( التأبين ) الذي قدمه الشاعر جاسم العساكر استهل بكلمة لرئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور يوسف الجبر أكد خلالها أن الجميع يعيش ساعة وفاء مع أحد عظماء الوطن، وصفحةٍ مشرقة في تاريخه واستثناء بارزٍ رجاله، كان طموحه لا يقف عند حدٍ ويصدق عليه قول الشاعر: إن للناس غاية في المعالي وقفوا عندها وأنت تزيدُ، قد تناهيت في المكارم والمجدِ وحزتَ العلي فأين تريدُ" ، وأضاف الدكتور الجبر : " كنا على موعد معه ليضيء سماء هجر بإشعاعِ ثقافته ولكنه القدر وتقلبه إذ تحول حفلنا من حفل استقبال وإمتاع إلى تأبين و وداع" . حضور أمسية وداع الدكتور غازي واستطرد الدكتور يوسف في كلمته مشيراً إلى أن الوزير القصيبي يستحق أن نقف له احترامًا وإجلالاً فقد قدم الكثير لوطنه وأمته، وأنه كان ذا لياقة عالية في إنشاء المشاريع الرائدة والهامة للوطن والمواطن، وقد أسس الجمعيات الخيرية التي خدمت المئات كان الناس في غفلة عنها، وقد تحمل تبعات توظيف الشباب، وقاوم رياح المخالفة وضحى بفصول من سعادته وهناءته ليحقق هذا الحلم المنشود، ونجح في محو أحرف البطالة وأسكن فلذات الأكباد جمل العمل. وألقى محمد القصيبي كلمة العائلة وأشار فيها إلى مآثر الراحل وكيف كان يعيش هموم الناس لحظة بلحظة، واستحوذت قصيدة الشاعر جاسم الصحيح على مشاعر الحضور وكانت حاضرة بقوة من خلال الصور والإبداع الشعري والفني والعاطفة الجياشة التي يكنها الصحيح للراحل بقصيدة عنونها بشطرٍ من أبياتها"بطلٌ توزعَ في مشاعر شعبهِ" ومن أبياتها: لاتطلبوا نعيًا يُقاس بحبهِ لا تحرقوني في شعائر ندبهِ نبتت بقلبِ الأبجديةِ قرحةٌ وأصيب فارسها القديمُ بصلبهِ لا بد أن أبكي فأولُ مقلةٍ سفحتْ عليه الدمع مقلةُ ربهِ قولوا له: أجل غيابك موعدًا نقضي النهارَ على أرائك عشبهِ كتبت لك الأحساء ملءَ عيونها سهرًا، وتحلمُ أن تقوم بشطبهِ إيهٍ (أبا يارا) ومثلك لم يمت بطل توزع في مشاعرِ شعبهِ قسمًا بحبك ما أحبك عاشقٌ إلا وقلبي ساكنٌ في قلبهِ أعطيتني سرب الحروف وقلت لي بالأمس: خذ هذا الحمام وربِّهِ وشارك الشاعر ناجي الحرز بكلمة وقصيدة بعنوان حكاية الإنسان ، وألقى عضو مجلس إدارة النادي الشاعر محمد الجلواح قصيدة بعنوان "معزوفة العشق" ومنها : من كوكب الطيب جئنا من ربى هجرِ من موطن الحب والأشعار والقمرِ إلى أن قال .. (أبا سهيل)و (أحساءٌ) عبرت بها وكنتها فتوارى الليل في السحر إليك مدت يد الميلاد في وله للطين، للماء، للحارات، للمطرِ بعدها بدأت مشاركة القسم النسائي بإدارة وفاء السعد ، وشاركت كل ٍ من الكاتبة بينة الملحم بكلمة استعرضت خصائصه، والشاعرة اعتدال الذكرالله بقصيدة . بعدها قدم اللواء متقاعد عبدالله السهيل كلمة اقترح خلالها أن يطلق على اسم الدكتور غازي على أحد ميادين " حي النعاثل " في الاحساء الذي ولد فيه رحمه الله . تعاقبت على تقديم مشاركاته أكثر من سبع عشرة شخصية ومنهم الشاعر ناجي حرابه، عماد العمران، أحمد الديولي، يحيى العبداللطيف، عبدالوهاب بوزيد، اعتدال الذكرالله، عبدالله العويد وابنه نايف ، عبدالله الخضير، سعد الدريبي . د.الجبر يستعرض مآثر الراحل القصيبي الشاعر جاسم الصحيح يرثي فقيد الوطن د. غازي الشاعر الجلواح يلقي قصيدته في الراحل