عبدالمحسن الحكير رئيس مجموعة الحكير، يعرف بشيخ السياحيين في المملكة، حيث ينظر إليه على أنه من الرواد الذين أدخلوا المراكز الترفيهية والسياحية في المملكة ودول الخليج، إذ تأسست مجموعة الحكير عام 1965م، أي منذ أكثر من نصف قرن تقريبا، وهو يعتقد في حواره مع «الرياض» أن السياحة في المملكة هبة من الله على هذه البلاد، وستكون بترول البلاد في المستقبل القريب، مؤكدا على أن القطاع السياحي بالمملكة قطاع واعد جدا وسيحقق مكاسب وإيرادات غير مسبوقة. عبدالمحسن الحكير * تتنوع أنشطة مجموعة الحكير بين الترفيه، المطاعم والأغذية، الفنادق والمنتجعات والصناعات. هل توجد خطط مستقبلية للمساهمة في السياحة والمقصود استقطاب سياح أجانب للسعودية؟ - صناعة السياحة أصبحت نشاطاً من الأنشطة ذات التأثير المهم في عالمنا المعاصر، حيث تعد من أكبر الصناعات نمواً من حيث حجم الاستثمار والتنوع والانتشار المكاني، وذلك لما توليه الشعوب، والمجتمعات، والدول للنشاط السياحي من اهتمام وعناية. وتولي السعودية السياحة أهمية كبرى لهذه الصناعة، من حيث تقديم كافة التسهيلات في هذا الإطار للمستثمرين ورجال الأعمال من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى سن التشريعات الجاذبة لرؤوس الأموال وللاستثمارات الخارجية في هذا القطاع، وغيرها، إضافة إلى وجود الأجهزة المعنية بالسياحة ومنها الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تعمل على إيجاد تنمية سياحية شاملة في السعودية، باعتبار أن السياحة تزيد من تدوير رؤوس الأموال، وتفتح آفاقاً أوسع للتوظيف وتشغيل المجتمعات المحلية، كما أنها تجتذب رؤوس الأموال الدولية للاستثمار فيها، مما يسهم في تحسين ميزان المدفوعات، وتنمية الاقتصاد الوطني عامة. والسياحة في المملكة هي هبة من الله على هذه البلاد، وستكون بترول البلاد في المستقبل القريب، والقطاع السياحي بالمملكة قطاع واعد جدا وسيحقق مكاسب وإيرادات غير مسبوقة.. وتعتمد المملكة على ميزة نسبية في وجود سوق محلي كبير (المواطنون والمقيمون ومواطنو دول مجلس التعاون الخليجي) وهم الفئة المستهدفة ذات الأولية المطلقة بجميع البرامج السياحية في المملكة، ما تمثله هذه الفئة من سوق ثابت، وهذا السوق الكبير يتصف برغبته الكبيرة في قضاء أجزاء من إجازاته داخل المملكة إذا ما توفرت له الخدمات والبرامج الملائمة للمستويات التي يتطلع لها. وأعود إلى سؤالكم، فأقول إن جميع مشاريعنا تعتمد على الإسهام في السياحة المحلية ودفعها قدما نحو الأمام لأن هذا على قائمة أولوياتنا فنحن كقطاع خاص نؤدي دورا متكاملا مع القطاع الحكومي في هذا الصدد. *احتفل معهد عبد المحسن الحكير العالي للتدريب الفندقي بتخريج أول دفعة منه، كيف تقيّم ذلك؟ - كانت فكرة المعهد تراودنا منذ فترة طويلة، نظرا لحاجة قطاع الفندقة إلى كوادر وخبرات محلية تتسلم الراية وتسير بها نحو آفاق اوسع وارحب من حيث تعميق مفهوم سعودة هذا القطاع. والحمد لله أنشأنا المعهد في الرياض، وسيتم قريبا افتتاح فرعين له في كل من جدة وجازان، إضافة إلى فرع نسائي في جدة. وقد توصل المعهد مؤخرا إلى مسودة اتفاق مع المنظمة العربية للسياحة لرعاية مشاريعه وبرامجه التطويرية الرامية إلى إدخال مناهج متقدمة في مجال التدريب الفندقي، حيث سيتم تبادل الخبرات العلمية بين المعهد والمنظمة والإشراف على العديد من البرامج التي يقدمها للدارسين مثل: دورة مهارات الدوائر الأمامية، ودورة إدارة الفنادق، ودورة مهارات خدمة الطعام والشراب، ودورة مهارات الدريب الفندقي. وفي إطار الارتقاء بالخدمات العلمية والعملية التي يقدمها للدارسين تم التعاون مع الجامعات والأكاديميات السعودية وجامعات عريقة ومراكز علمية عالمية مرموقة منها على سبيل المثال: جامعة إيكرت الألمانية وجامعة وليام إنجلس الأسترالية للتعاون العلمي وتبادل المعارف والخبرات . مشاريع استثمارية *مجموعة الحكير اسم مرادف للترفيه والتسلية في المملكة، فما هي آخر مشاريع المجموعة؟ - المجموعة تتبنى الآن حزمة من المشاريع الاستثمارية في مجالي السياحة والترفيه والفنادق والمنتجعات الصحية داخل المملكة وخارجها، وهي مشاريع منها ما هو في قطاع الفنادق، حيث إن لدينا خطة طموحة لزيادة عدد الأسرة الفندقية إلى نحو سبعة آلاف، وفي هذا الإطار افتتحنا مؤخرا فندق هيلتون جاردن إن العليا، وفندق تيوليب إن في مدينة حائل، ونحن نراعي مبادئ علم الإدارة الحديثة، ومعايير إدارة الجودة الشاملة (TQM)في جميع أعمالنا والدليل على ذلك هو حصد فنادقنا العديد من الجوائز من جهات مرموقة عالميا كما أن من مشاريعنا ما يتعلق بالترفيه الآمن، والتسلية "الذكية" التي تنمي روح التفكير والمعرفة لدى العميل من مختلف المراحل السنية، حيث لا نعتقد كثيرا في شعار"الترفيه للترفيه". * تعتبر مجموعة الحكير من الشركات السعودية المميزة في مضمار السعودة. نود معرفة المزيد عن جهودكم الحالية والمستقبلية في هذا المجال؟ - من خلال الإحصائيات فأكثر من 75% من موظفينا من المواطنين السعوديين، على الرغم من أن مجالات عملنا لا تتوافر فيها كوادر سعودية، لكننا نجحنا في تدريب شبابنا وتوظيفهم وتهيئة، وبناء، وتقديم بيئات عمل متميزة لهم، ونحن نهتم بالكفاءات البشرية من السعوديين باعتبار هذه الكفاءات الغاية والوسيلة في آن واحد وأن الاستثمار فيها هو الطريق الأوحد نحو إيجاد تنمية مستدامة حقيقية. وقد ثبت أن حب العنصر النسائي للعمل أكثر من الشباب. مشاريع قائمة ومستقبلية * تقوم مجموعة الحكير بتطوير مشاريع ضخمة تتضمن مراكز تجارية وحدائق ووحدات ترفيهية للجنسين وخلافه. نود معرفة تفاصيل أكثر عن مشاريعكم القائمة والمستقبلية؟ - في الفترة الأخيرة، قررت المجموعة فتح أبواب مشاريعها الترفيهية أمام الجميع، أي هناك أقسام مستقلة للعوائل، وأخرى مستقلة كذلك للأفراد وهكذا وفقا للضوابط المعمول بها في مملكتنا، ولا يتم دفع رسوم للدخول كما كان معمولا به من قبل فمن حق الجميع الدخول إلى مواقعنا، ومن يرغب في استخدام الألعاب فهناك رسوم لذلك، ومن مشاريعنا المستقبلية التوسع في إنشاء مدن ترفيهية وفنادق ومطاعم واستقدام احدث الألعاب المشوقة والمثيرة. * كيف تنظرون إلى آفاق المشهد السياحي في المملكة؟ - أتوقع أن تشهد السياحة السعودية في السنوات المقبلة مزيداً من التنوع والازدهار بقيادة القطاع الخاص، لاسيما أن السياحة في المملكة تتميز بقدرتها في إحداث التنمية بالمناطق المختلفة في بيئتها ومميزات جذبها مما يجعلها متنوعة في تقديم منتجاتها السياحية، كما أن المشاريع السياحية الجديدة ستسهم في تطور هذا القطاع بشكل لافت من خلال تأسيس وافتتاح عدد من المشاريع المهمة. إن حجم سوق السياحة بالمملكة يقدر بنحو 80 مليار ريال بخلاف السياحة الدينية، وصناعة السفر والسياحة صناعة كبيرة ومؤثرة في الاقتصاد الوطني ومستقبلها واعد، وهي موزعة على عدد من المواسم طوال العام لوجود عطلة الصيف وعيد الفطر وعيد الاضحى، كما أن المملكة حباها الله بمناطق جميلة ذات طقس بديع خصوصاً في الطائف وأبها وبعض المناطق الجنوبية من المملكة. والنمو المتسارع الذي يشهده القطاع السياحي في المملكة تقدر معدلاته بنسبة 30% يعكس بيئة المملكة الاستثمارية المثالية والقائمة على دعائم قوية من الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي والثقل الدولي الذي تتمتع به المملكة وهو ما انعكس في نمو حجم الاستثمار بكافة مجالاته وشجع المستثمرين السعوديين والعرب والأجانب على التوجه باستثماراتهم السياحية إلى المملكة، وخاصة أن السائح السعودي يعد عنصراً مهماً في الصناعة السياحية على مستوى المنطقة العربية والعالم ككل. * كيف تنظر إلى مهرجان الرياض للتسوق والترفيه في عامه السادس، الذي انتهت فعالياته قبل أيام قليلة ؟ - مهرجان الرياض للتسوق والترفيه نجح هذا العام في تقديم فعاليات جديدة ومتنوعة ليكمل دائرة إنعاش حركة التسوق السياحي في مدينة الرياض، التي تعتبر بما تملك من بنية تحتية وقدرة شرائية ومجمعات تجارية ومراكز ترفيه على قائمة المدن العربية في جانب منتج سياحة التسوق.