{ قد لا نملك الكثير لقراءته هذا الأسبوع ، فاستمرت أوضاع السوق كما هي وأشد ضعفا وتراجعا ، فقد تراجع المؤشر العام بما يقارب 66 نقطة أي ما يقارب 1% ، ورغم أن هناك تحسنا في الأسواق الدولية " نسبيا " وأصبح أكثر تذبذبا وتقلبا بين يوم وآخر مما لم يؤسس أي قوة إيجابة صاعدة ، استمر السوق السعودي بضعف واضح وملموس وحقيقي قيم التداول أصبحت تصارع تجاوز المليار ونصف . وهذه سابقة لم تحدث بالسوق السعودي منذ زمن طويل ، ولكن السؤال المخيف هل سيكون ذلك منهجية السوق للمرحلة القادمة ؟ وحين يحدث ذلك أي أن كون منهجية للسوق سيقدم على دلالات على مرحلة جديدة بالسوق السعودي قد تطول وفقا لهذا السيناريو وسيعني أيضا أحجام الكثير عن السوق والاكتفاء بالانتقاء والانتظار ويصعب جدا الان معرفة أين سيكون نهاية ذلك أو تحديد فترة زمنية لذلك وهذا يتطلب أن نعرف متى سيكون هناك تحسن ونمو اقتصادي حقيقي وعالمي مما يعني أن يكون هناك عامل خارجي خارج السيطرة هو من سيلقي بظلاله على السوق السعودي ككل ، حالة الضعف بالسوق هي مبررة لأسباب كثيرة سواء من متاعب وصعوبات الأسواق الدولية ، أو رحيل الجمهور من السوق لفترة زمنية لا يعرف تقديرها بعد أن دمرت هذه الفئة المتوسطة من المضاربين غير المنضبطين والباحثين عن الثراء الفاحش والسريع بدون أي اعتبار لذلك والان المضاربون أنفسهم يبحثون عن ذلك الجمهور الذي تم تدميره وكأنهم بأيديهم يجنون ما فعلوا وهذا جانب مهم ، أيضا المبالغة السعرية بأسهم شركات كثيرة بالسوق أو معظم السوق وهذا نركز عليه بدقه باعتبار السعر السوقي دائما هناك مرآة له وهي النتائج والقيم المالية ، فنحن نجد شركات خاسرة تفوق أسعارها أسهم بنوك وشركات صناعية وغيرها رابحة وتوزع أرباحا أيضا ، فليست الأسعار فقط عرض وطلب ، بل هل تستحق أو لا تستحق ، عدا ذلك كل شيء مؤقت ومضاربة ومن يكسب قلة ومن يخسر أكثرية وهذا ما يحدث حقيقة في السوق كسيناريو . الكثير يسألون عن متى تتعافى السوق ؟، ونحن نركز على أن أسباب الضعف التي ذكرنا حين يتم معالجتها أو العمل عليها ستتغير صورة السوق كثيرا وهذا يحتاج وقتا ليس بالقصير ، السيولة موجودة والصناع موجودون بالسوق ، ولكن هل الأسعار مقنعة ؟ هل الثقة موجودة ؟ هل الجمهور موجود ؟ هل تعافت الاقتصاديات ؟ في ظل سوق أصبح أكثر رقابة ومتابعة عن الفترات السابقة التي كان السوق بلا رقيب أو محاسب له ، من المهم أن ندرك أن الأسواق ليست كما هي سابقا تغيرت كثيرا قواعد اللعبة ، والبعض يصر على القواعد السابقة أو يقنع نفسه أو يعمل على فرضها في زمن متغير ومتحول ، الأهم في هذه الفترة هو التركيز على الأسهم الواعدة الرابحة المستقبلية التي تبنى على أساسها محافظ استثمارية لزمن أطول ، وتجنب أسهم المضاربة وشركات الخاسرة في ظل مسار السوق الحالي الهابط ، تماسك الأسعار لا يعني شيئا في حال ضعف الأسواق للشركات المضاربة بقدر ما هي دعم وتماسك مضارب أو صانع السهم لا أكثر فليست انعاكسا للحالة المالية أو الملاءة المالية بقدر ما هي مضارب يمتلك النقد وينتظر عودة الزخم للسوق من جديد . الأسبوع القادم : لا يتوقع أن يحمل شيئا استثنائيا أو ما يمكن يغير مسار السوق الكلي ، فسيكون نمطية متقاربة للأسابيع الماضية ، من ضعف التداول ، وبقاء المؤشر بهذا الاتجاه الأفقي حتى الان ، وسيكون معظم التداول يرتكز على الشركات القيادية التي هي المحدد المهم لمسار السوق ككل ، ولعل المتغيرات الخارجية ستكون عاملا مهما في تحديد مسار السوق ، خاصة مع الأخبار غير المستقرة بين تفاؤل وتشاؤم مستمر ، ولازال السوق يحظى بدعم مستويات 6000 نقطة ولكنه كسر مستويات دعم مهمة وهي 6208 نقاط ، ولازال بالطبع هو دون مستويات الدعم الرئيسية 200 يوم وهذا عامل ضغط كبير على المؤشر العام وسيكون مستمرا لفترة زمنية أطول . القراءة الفنية تعطي مؤشرات سلبية حقيقة حتى الان أي ان مزيدا من الضعف والتراجع سيكون هو السائد ، فبعد تقاطع مستويات 200 و 150 يوما وهذا مؤشر سلبي لا شك . نلحظ أن هناك أشكالا فنية تبرر مراحل تراجع متوقعة للسوق وقد لا يكون أثرها آنيا أو سريعا بقدر أن القمم الهابطة المستمرة كما يتضح من الحركة اليومية خلال الشهرين الماضيين ، وايضا كسر مسارات صاعدة وهي قصيرة وليست بذات القوة والقدرة على الاستمرار على مستويات الصاعدة لها وهذا له الأثر السلبي أيضا . وهذا يعزز القراءة المجملة للسوق بأنه فقط " قوة " و " زخم " لكي يستمر بمساره الصاعد ، ومع ضعف المحفزات المالية والاقتصادية التي تلقي بظلالها على السوق السعودي نجد أنها أسهمت في الضغط السعري على الشركات وبأسعارها المرتفعة ووضعها في حالة ضعف من التداول حتى أًصبحت دون مستويات 50 ألف سهم يومي . المؤشر العام أسبوعي : نلحظ ان الأسبوع الماضي لم يستطع البقاء أعلى من مستويات 6208 نقاط وظل المؤشر العام يعاني من ضعف قوة الزخم وتجاوز هذه المقاومة وهي مهمة لكي يمكن تبرير القدرة على تجاوز هذه المقاومة والاستمرار الإيجابي صعودا ولكن ذلك لم يحدث . نلحظ أن هناك مثلثا على الفاصل الأسبوعي وهو من النماذج الاستمرارية التي ان تحققت بكسر الضلع السفلي الصاعد أن يكون استمرارا لتراجعات مستمرة وهذا ما يمكن أن يتضح الأسبوع القادم . ونلحظ أيضا استمرار الكميات بالضعف في التداول وأنها تتقلص يوما بعد يوم ، والأهم أيضا لتأكيد السلبية هنا أنها لا تحظى بأي دعم من المتوسطات المتحركة الموزونة ، وهذا سيكون عاملا أساسيا في الضغط والضعف للمؤشر العام . ان الاستمرار دون مستويات 6208 نقاط وأيضا استمرار التداول دون المتوسطات الثقيلة والمهمة سيعني مزيدا من التراجع والضغط على السوق ككل . لا يوجد الان ما يبرر قوة تدفع السوق إلا بمحفزات أساسية وحقيقية ، وهذا ما وضع النتائج والأرقام الاقتصادية والمالية هي المحك للمرحلة القادمة . المؤشر العام يومي . عاد المؤشر العام وكسر مستويات الدعم التي كان من الممكن التفاؤل بها وهي متوسطات 50 يوما ولكنه كسرها وبسرعة كبيرة ، وأيضا استمرت بقية المتوسطات أعلى من المؤشر العام على الفاصل اليومي ، وهذا يؤكد على الضعف بالسوق وقوة الزخم به ، وأيضا يدلل ذلك قيم التداول وحجمها الضعيف ، دعم 6156 نقطة كسر وهذا يعتبر مهما لدعم المؤشر العام وهذا ان استمر سيعني أن يكون الهدف الاخر والتالي هو مستويات 5970 نقطة ، حتى ان كثيرا من الشركات القيادية لم تستطع أن تتجاوز مستويات المقاومة لديها ، ظلت متراجعه عند الوصول لها بل وسيطرة الضعف عليها . نلحظ أيضا ارتفاع مؤشري السيولة والمتوسط المدمجة وهذا يعني حالة من ضعف الزخم والتقاطع بينهما يعني مزيدا من التراجع اكبر والضغط على السوق ككل ، وهذا ما يمكن توقعه بناء على كثير من المؤشرات الفنية وأيضا استمرار قلة الأخبار الجيدة التي هي ستكون المفصل المهم للمؤشر العام وبقية السوق . قطاع المصارف يومي : لا صعود إلا بقوة المتوسط أو مؤشر المتوسط وأن يأخذ مسارا صاعدا وهذا مالم يحدث حتى الان فالسيولة هي الأعلى من مؤشرا السيولة والفرضية تفترض العكس ، القطاع البنكي يعاني كثيرا من ضعف الزخم والقوة لديه ، ولكن ظل حتى الان يحظى بدعم المسار الصاعد القصير حتى الان وهو ضعيف حتى الان وهو ما تبقى من دعم للمدى القصير ، ولكن نلحظ حالة ضعف كميات التداول وأيضا ضعف المؤشرات الفنية التي لا تدعم كثيرا القطاع حتى مما يعني أن حالة الضعف مستمرة في القطاع ، وأهم مستوى مقاومة لم يستطع تجاوزه القطاع حتى الان هو 16406 نقاط وهذا يعتبر من المستويات المهمة التي يجب أن يبقى المؤشر المصرفي أعلى منها لكي يبقى لدية قدرة إيجابية ممكن أخذه بالحسبان ، ولعل الأهم هنا أهمية النتائج المالية المتوقعة للقطاع مستقبلا وهي التي ستكون محددا له . قطاع البتروكيماويات يومي : القطاع البتروكيماوي الان أصبح أكثر سوءا من السابق ومن القطاع المصرفي وكان سابقا عكس ذلك ، فقد كسر متوسط 50 يوما ومنذ فترة زمنية سابقة كسر متوسط 200 يوم لم يستطع العودة لمستويات المقاومة 5555 نقطة والتي تعتبر مهمة بمقاييس فيبوناتشي ، فأصبحت مقاومة صعبة الان مع اقتراب متوسط 200 يوم منها لتصبح عامل ضغط إضافي على القطاع . وفي ظل البقاء دون هذه المستويات أي 5555 نقطة سيعني أن يكون هناك هدف هابط لمستويات سابقة وصل لها وهي مستويات 4826 نقطة ويلغى هذا الهدف حين يصل لمستويات أعلى من 5555 نقطة ويبقى أعلى منها . هذه المستويات تدفع بالقطاع أن يكون عالي التذبذب وقليل الوضوح وهذا ما يبرر أن يكون هناك انتظار لمتغيرات خارجية أو من داخل الشركات لتبرر التماسك والارتفاع ان قدر له ، ولكن يظل المؤشر البتروكياوي حتى الان غير مكتمل القوة ولا مغريا بهذا الجانب ، ولا يقدم رؤية إيجابية للمدى القصير حتى الآن فلديه مقاومات تزداد صعوبة مع الوقت ان استمر لم يتجاوزها .