وسط أجواء من البهجة والفرح، أطل نجوم "باب الحارة" على الجمهور السعودي في أول عروض مسرحية (خليلوه) ضمن فعاليات مهرجان أرامكو الرمضاني مساء أول أمس الثلاثاء. وقد شهدت المسرحية حضوراً جماهيرياً أسرياً لافتاً، ملأ أركان المخيم الرمضاني، حيث أصر الجمهور على القدوم مبكراً وترك مشاهدة الحلقة السابعة من مسلسل (باب الحارة) من أجل لقاء نجميه الشهيرين (أبو حاتم) و(عصام)، الذين دخلا في المشهد الثاني على إيقاع طبول وأهازيج "العراضة" الشامية البديعة وهتافات وتصفيق الجمهور الذي توحّد مع أبطاله المحبوبين خلال الزفة الدمشقية. المسرحية التي بدأت في ختام سلسلة فعاليات افتتاح مهرجان أرامكو الرمضاني؛ انطلقت مع المشهد الأول (السعودي - البحريني) الذي جاء مُملاً وخالياً من المتعة والضحك، فعلى امتداد ما يقارب ال "30"دقيقة، لم يستطع بطل المسرحية أن يُلقي "بأفيه" واحد يُضحك الجمهور وهو يعرض حكايته على خاله وأخوه في نيته السفر إلى بلاد الشام للزواج من إحدى فتيات باب الحارة، بعد أن تشبع بمشاهدة وحُبّ المسلسلات الشامية وخاصة مسلسل (باب الحارة). الأمر الذي كاد أن يوقع العرض في ملل بسبب أسلوب سخرية "خليلوه" (عبدالرحمن بودي) من بنات خاله (سعد البوعينين) القبيحات؛ بعد أن رفض مراراً عروض الزواج بهن. أسلوب السخرية المبالغ فيه على المرأة القريبة منه، وتفضيله الزواج من بطلات المسلسل الشامي لم يرق لمجموعة من النساء والفتيات بين الجمهور.. إلا أن دخول أبطال المسلسل في المشهد الثاني جاء ليُنقذ المسرحية، مُدخلاً الجمهور في عوالم الحارة الدمشقية، خصوصاً وأن ولوج النجوم إلى المسرح كان من بين الجمهور ومحفوفاً بتعبيرات الأهازيج الشعبية الدمشقية (شنقليله وشنقليل) و(صلو على محمد) و(عريس هالزين يتهنى) والتي أحدثت مزيداً من المتعة والمرح. في المشهد الأخير من العمل تشتبك الأحداث عندما يصل "خليلوه" إلى الحارة التي يحدث فيها هرج ومرج بسبب وجود لص (حسين يوسف) يقوم بإخافة أبناء الحارة. ثم تنتهي المسرحية بالقبض على اللص وإعلان "خليلوه" لعمه أبو قاسم (وفيق الزعيم) أنه يريد الزواج من إحدى شخصيات المسلسل وهي (زهرة) الخرساء والتي يصفها ب(الطرمة)، مُفضلاً إياها لأنها لا تتكلم!؛ ليكشف الممثلون السوريون (ومعهم جمال العلي) ل"خليلوه" أن هذا المكان هو موقع تصوير المسلسل وليس حارة حقيقية، لكي يستفيق البطل من أحلام اليقظة. نجوم "باب الحارة" يتحدثون ل"الرياض" من جهته وصف الفنان وفيق الزعيم (أبو حاتم) تجربة إقامة عمل مسرحي سعودي –سوري مشترك، بالتجربة الحضارية الهامة والتي كانت يجب أن تكون منذ زمن طويل جداً، بغض النظر عن نوعية العمل المسرحي، مؤكداً أنه كان ينتظر هذه التجربة منذ مدة. مضيفاً: أنا سعيد جداً بهذه التجربة وفي أن ألتقي الجمهور السعودي وأنا معها بصرف النظر عن نسبة نجاحها وتقييمها كون أن هذه التجربة قد حدثت وهذا الأهم. من جهته وصف النجم ميلاد يوسف مشاركته بالخطوة المهمة، مضيفاً: إنها فرصة للقاء جمهور عزيز هو الجمهور السعودي وخاصة خلال نشاط محبب إلى قلبي وهو المسرح. أما الفنان البحريني سعد البوعينين الذي قدم أكثر من عرض مهرجانات "الشرقية" تحدث عن هذه التجربة بسعادة وخاصة أن هذا العمل المسرحي يعدّ باكورة تعاون عربي على هذا المستوى الراقي. الفنان الكوميدي السوري جمال العلي أشار إلى أن حرارة استقبال الناس في السعودية أنسته حرارة الطقس، معلناً: أنا أعتز بهذه التجربة في أن يتم اختياري من بين أكثر من فنان سوري. يذكر أن عروض مسرحية خليلوه ستستمر حتى نهاية الأسبوع ضمن المهرجان الذي شهد تقديم أوبريتاً موسيقياً وطنياً ومسابقات عائلية في افتتاحه. رأي "الرياض" في المسرحية المسرحية في عرضها الأول كانت ممتعة ولكن لا يمكن أن نطلق عليها بالكوميدية لعدم تحقق شرط الفرجة الضاحكة جماهيرياً، ربما لعدم اختيار المخرج راشد الورثان (مخرج الأوبريت أيضاً) لممثلين كوميديين يمتلكون هذه الملكة (كإبراهيم جبر العائد إلى الفن)، فضلاً عن أن نص عبدالعزيز السماعيل كان ضعيفاً فنياً، رغم جمال فكرة تماهي المُشاهد مع شخصياته التلفزيونية، غير أن كشف البطل لرغبته الزواج ببطلات باب الحارة حرق المسرحية من المشهد الأول وكان من الأجدى فنياً أن يقنع خاله وأخوه بأن عليهم واجباً وطنياً في الدفاع عن الحارة من هجوم "الفرنساويين" وعندما يصل هناك يكشف عن نيته الدفينة بالزواج لتتم الحبكة الرئيسية!. أبو حاتم على خشبة المسرح السعودي