قالت غرفة الرياض في تقريرها السنوي لعام 2009م والصادر مطلع هذا الاسبوع ان جميع القطاعات الاقتصادية الرئيسية والفرعية هي الآن ممثلة في قاعدة نيابية وتمثيلية تسمى اللجان وهي تقوم بادوار فاعلة ومؤثرة لخدمة قطاعاتها ومنتسبيها. وحمل التقرير الصادر عن ادارة التخطيط والمتابعة إحصاءات لبعض نماذج الأعمال والمبادرات التي انتظمت في إطار أعمال هذه اللجان، بينما شكلت بعض هذه الأعمال نقلة مهمة في مسار العمل القطاعي الذي يدخل ضمن اختصاصها، فقد حقق القطاع الصناعي الذي يعتبر من القطاعات القائدة والمؤثرة في حركة الاقتصاد المحلي، الكثير من الخطوات المهمة في ظل المبادرات التي قادتها اللجنة المختصة خلال دورة الغرفة الخامسة عشرة الجارية، ومنها بذل مساعٍ لإنشاء ميناء جاف بالخرج وقضايا الإعفاءات والمدن الصناعية وتكامل الخدمات الأساسية فيها والمساهمة في حل وتشخيص قضايا التصدير وتفعيل المعونات ومصادر التمويل للمصانع الصغيرة والمتوسطة وغيرها من المبادرات التي شكلت سندا مهماً لمسيرة الصناعة بمنطقة الرياض بشكل خاص وفي المملكة عموما. كذلك مضت بقية القطاعات في استكمال واجبات التطوير والتحديث التي بدأتها في دورات سابقة، حيث يشير التقرير الى جملة من الانجازات المهمة التي حققتها حقائب القطاعات الزراعية والتجارية والعقارية والاستثمارية والمنشآت الخدمية والمقاولات والطبية والسياحية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وشباب الأعمال، وتلك التي تتفرع عن القطاعات الرئيسية ضمن هياكل خدمة الغرفة ومنظومات عملها التي أصبحت نموذجا تحتذي به بقية الغرف السعودية والكثير من الغرف الصديقة في دول عربية وافريقية وآسيوية. وتتراوح هذه المشاريع المتحققة ضمن مظلة أعمال الغرفة بين حقول التطوير والتحديث المباشرة لهياكل العمل القطاعية وتبني عقد سلسلة متصلة من الورش والفعاليات التي شخصت القضايا وسهلت للأجهزة الحكومية إصدار الموجهات والقرارات المناسبة والتمهيد للقاء رجال الأعمال في كل قطاع مع نظرائهم من الأشقاء والأصدقاء الذين يفدون للغرفة ضمن بعثات تجارية او استثمارية فتيسر الغرفة بذلك فتح مجالات التعارف وتلاقح الخبرة مع نظرائهم في الدول الأخرى، إضافة إلى ان الغرفة قد تدخلت بصورة مباشرة مع جهات الاختصاص المحلية او الاقليمية او العالمية عبر القنوات المناسبة لحل الكثير من القضايا والتحديات التي واجهت منظومتها القطاعية او أي فرع من فروعها. ويلقي التقرير نظرة على حركة التحديث والتطوير في المستوى التنفيذي الذي شهد نقلات مهمة في العام الماضي وبالأخص في التوسع الأفقي لخدمات الغرفة عبر افتتاح العديد من الفروع او تصعيد مكاتب خدمة الى فروع، والمعروف ان هذا العمل يقوم على رؤية استراتيجية تتجه لبناء شبكة اتحادية للغرف بمنطقة الرياض يكون مركزها هو غرفة الرياض وتنشط في إطار هذه الفروع جميع مراحل تأسيس وبناء مؤسسات مدنية ناشطة تحيط بالمراكز السكانية حول مدينة الرياض وتسعى للمساهمة في تنشيط حركة الاستثمار ضمن أطر الميزات النسبية التي تتميز بها كل محافظة أو مركز من هذه المراكز السكانية التي تعودت على تغذية مدينة الرياض بهجرة سكانية لا تنقطع على مدار العام. وقدم التقرير كذلك توصيفاً لعناصر التحديث والتطوير التي شهدتها كل إدارات الغرفة بكافة مستوياتها الإدارية ومهامها الفنية المتكاملة، كما خصص التقرير قسماً مستقلاً لخدمات القطاع الإعلامي الذي أرسى خلال العام 2009م جملة من دعائم تحسين ونقل هذه الخدمات إلى الأطراف القصية من المظلة العريضة لخدمات الغرفة مما ساعد على بناء صورة ذهنية إيجابية ومثمرة بين الغرفة وقاعدتها من المنتسبين. وأشار التقرير إلى بعض المحطات المهمة في المساهمة الإعلامية ومنها الجهد الكبير الذي بذلته إدارة العلاقات العامة في الإعداد والتحضير لقرابة ألف فعالية من ندوات وورش ووفود زائرة وحلقات علمية ومهنية متنوعة وبينها بصفة خاصة استقبال نحو 251 وفدا رسميا وتجاريا زار الغرفة خلال العام الماضي 2009م وبعضهم كان من رؤساء الدول والحكومات أو القيادات النيابية والوزراء ومن في حكمهم من الضيوف، إضافة إلى الوفود التجارية التي تشكل حلقة مهمة في برامج عمل الغرفة، كما أصدرت الغرفة ممثلة في إدارة النشر والتسويق سلسلة من الإصدارات والأدلة التثقيفية والترويجية لكافة القطاعات، بالإضافة إلى خدمات إدارة الإعلام والمجلة التي شكلت قناة الارتباط والتفاعل الأساسية بين الغرفة ومجتمع الأعمال في تبادلية للرأي وعناصر الاستنارة والتثقيف شكلت قنوات لتخصيب برامج الغرفة بلقاحات مهمة عبر نشر عصارة ما تطرحه مدرجات وقاعات ومحافل الغرفة لفائدة القاعدة الأوسع من منتسبي الغرفة الذين لم يحضروا أو يشاركوا في تلك الفعاليات. ويغطي التقرير كذلك لمحات من الجهد البحثي والمعلوماتي للغرفة وهو ما يمثل أحد مرتكزات القرار وأسبقيات إقرار المشروعات في منهج عمل الغرفة عبر أعمال ومشاريع مركز المعلومات ومركز البحوث فقد أصدرت الغرفة نخبة من الدراسات الراصدة والمحللة لمعالم حركة الاقتصاد الوطني وتأثراته بالمشاهد الإقليمية والعالمية وغطت هذه الدراسات العديد من القطاعات المهمة داخل هياكل الاقتصاد المحلي مثل الصناعة والمرأة والعقار والطب، بالإضافة إلى قائمة من التقارير وأوراق العمل التي شاركت بها الغرفة في العديد من المناسبات المحلية والخارجية. وشمل التقرير كذلك إنجازات الغرفة في مجال التدريب والتأهيل وتوظيف السعوديين في المهن التي تناسبهم داخل منشآت القطاع الخاص، إضافة إلى مساهمات الغرفة في مجال إدماج المرأة في محيط الأعمال وهو عمل أصبح له قاعدة انطلاق ومرتكز مؤسسي بعد إنشاء فرع السيدات الذي يتبنى برامج موازية ومحاكية للعديد من الأنشطة التي تقدمها الغرفة وتنتظم فيه البرامج التثقيفية وحلقات النقاش والندوات التي تعمل على بناء تقاليد مستقلة وتراكم خصب من المعارف وتبادل للخبرات والتجارب بين سيدات الأعمال.