يبحث الآلاف من الاشخاص عن موقع جاف ليلجأوا اليه حيث ان المناطق المنخفضة ابتلعتها مياه الفيضانات العارمة عبر باكستان. وأقيم أحد الملاجىء على الطريق السريع الوحيد المكون من ست حارات في باكستان والذي كان فخرا لهذا البلد الذي يكافح من أجل تحقيق الرخاء وأصبح الآن عنواناً صارخاً للكارثة التي تواجهها البلاد. وبينما أقيمت مجموعات صغيرة من الخيام على طول قطاع اسلام أباد بيشاور ، احتلت عائلات مشردة جانبي الطريق في منطقة تشارسادا ، أحد أكثر المناطق تضررا في اقليم خيبر باختونخوا الواقع شمال غرب البلاد. ولمسافة كيلومتر واحد اقامت شرطة المرور حواجز لإبطاء السيارات. ولايزال الوضع خطيرا حيث ان الاطفال يلعبون ويعبرون الطريق لرؤية أصدقائهم في خيام الايواء المؤقتة على الجانب الاخر من الطريق. ويمتلىء الهواء برائحة الفضلات البشرية بينما يوزع عامل اغاثة أرزا مطبوخا بالبهارات والبقول من وعاء طبخ كبير نقل من بيشاور عاصمة الاقليم. وقال يار محمد (30 عاما) ، الذي يعيش مع عائلة مكونة من ثمانية أشخاص في خيمة ، "ليس لدينا مراحيض هنا على الرغم من اننا موجودون في هذا المكان منذ أكثر من أسبوع". واضاف "إنه أمر صعب خاصة في الليل عندما يخرج أبناؤنا لقضاء حاجتهم في الظلام.. نخشى دائما أن يتعرضوا للدغ الثعابين". وتجاهد السلطات لتوفير المساعدات للملايين من ضحايا أسوأ فيضانات تشهدها باكستان خلال 63 عاما من الاستقلال. ولكن الموارد شحيحة مقارنة بحجم الدمار ، الذي وصفته الاممالمتحدة بأنه تخطى كارثة التسونامي التي ضربت المحيط الهندي عام 2004 بالنظر لعدد المتضررين. وقال موريزيو جوليانو المتحدث باسم الاممالمتحدة في باكستان إن المنظمة الدولية تستعد لمناشدة المجتمع الدولي لتوفير 459 مليون دولار. واضاف "ان رد الفعل جيد حتى الان.. لقد تلقينا وعودا ب 140 مليون دولار حتى الليلة الماضية". ويظل الكثير من الضحايا غير سعداء باستجابة منظمات الاغاثة الدولية والحكومية. وقال كريم يولاه (40 عاما) سائق حافلات يشارك أسرتين أخريين في خيمة واحدة ، اجمالي 16 فردا داخل الخيمة ، "اننا جائعون هنا.. نحصل على وجبة واحدة على الاكثر يوميا.. إننا بحاجة للمزيد من الخيام". وقال برنامج الغذاء العالمي انه تمكن حتى الآن من الوصول الى 375 ألف شخص ، أغلبهم في خيبر باختونخوا ويخطط لزيادة العدد الى مليونين بحلول 20 اغسطس الجاري. ويعني ذلك انه يتبقى 4 ملايين ، من اصل 6 ملايين بحاجة لمساعدة عاجلة ، بدون مساعدة البرنامج.