نفذت الباحثة السعودية د.ابتسام بنت عبدالله الزعبي برنامجا معرفيا سلوكيا لتعديل بعض سمات الشخصية المرتبطة بالسلوك الإجرامي للسجينات السعوديات بسجن النساء في الرياض. وأوصت بضرورة اهتمام العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية ورعاية السجناء بتعديل القلق من خلال الجلسات المعرفية السلوكية وبرامج محو الأمية والأنشطة التعليمية والمحاضرات التوعوية داخل السجن ، كذلك تدريب السجناء على كيفية التعامل مع القلق كسلوك عدواني داخل السجن وخارجه، ليسهم في تحقيق توازنهن النفسي ويقلل من نسبة عودتهن إلى السجن, إضافة إلى ذلك تدريبهن على الاستفادة من الخبرات الإيجابية للآخرين في المواقف الواقعية داخل السجن وخارجه،لينمي لديهم القدرة على حل مشكلاتهم من خلال مواقفهم اليومية,كما شددت على ضرورة استخدام الحافز المادي والمعنوي لتعديل القلق والسلوك العدواني ولتنمية المسؤولية الاجتماعية عند السجناء. وقد اختارت الباحثة لبحثها عينة من السجينات بسجن النساء بالملز في مدينة الرياض وعددهن(12) سجينة يعانين من ارتفاع في مستوى القلق والعدوانية،ممن تتراوح أعمارهن ما بين (20- 40) سنة كما أن مدة محكوميتهن تقع ضمن المدة الزمنية المحددة لتطبيق البرنامج, واستغرق تطبيقه ثلاثة أشهر بواقع أربع جلسات أسبوعياً، مدة كل جلسة (60-90) دقيقة. وقد أوضحت الباحثة بأن العديد من الدراسات كشفت عن ارتباط السلوك الإجرامي بعدد من سمات الشخصية؛ كذلك ارتفاع في مستوى العدوانية لدى مرتكبي الجرائم. وبينت الزعبي أن البرنامج المعرفي السلوكي يعد من البرامج العلاجية التي تركز على حدوث تغير في السلوك، ليتم تصحيح وتعديل الأفكار المشوهة،والاعتقادات المختلة وظيفياً والتي تكمن خلف هذا السلوك. كما توصلت الباحثة التي نالت درجة دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص علم نفس إلى أن فاعلية البرنامج المعرفي السلوكي المصمم لكل متغير لم تتأثر بكل من الحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي والذكاء , مما يشير إلى أن البرنامج وما تضمنه من فنيات مختلفة هو الذي عمل على خفض مستوى القلق والسلوك العدواني، ورفع مستوى الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لديهن , وقد كشفت نتائج البحث عن عدم وجود فروق في القياس البعدي لكل من القلق-السلوك العدواني-المسؤولية الاجتماعية، بين السجينات المتزوجات وغير المتزوجات،والسجينات الأميات والمتعلمات، والسجينات الأعلى والأقل في الذكاء، وذلك بعد تطبيق البرنامج المعرفي السلوكي عليهن. وترى الباحثة أنه في ضوء النتائج الإيجابية التي حققها البرنامج المعرفي السلوكي,ضرورة أن تشتمل الجلسات بين الأخصائيات النفسيات والسجينات على مثل هذه البرنامج، وما تتضمنه من فنيات ضمن برامج التأهيل والإصلاح عند التخطيط لتأهيل السجينات نفسياً للخروج للمجتمع مرة أخرى وهنّ أكثر توافقاً. كما اقترحت الباحثة العديد من البحوث منها إجراء دراسات عن البرامج المعرفية السلوكية لجميع المراحل العمرية في ضوء مجموعة من المتغيرات؛ كالدوافع والميول والاتجاهات والتحصيل والذكاء والحالة الاجتماعية والسلوك الإجرامي ونحو ذلك.