أقامت رابطة الكتاب الأردنيين حفل تأبين للشاعر الكبير محمود درويش من خلال قراءات نقدية لقصائده الشعرية، وذلك بمشاركة عدد من المثقفين والمهتمين. وقدم الدكتور أحمد العرود من قسم اللغة العربية بجامعة (جرش) الأهلية خلال الحفل الذي أداره رئيس الرابطة الدكتور عبد الرحيم المراشدة قراءة نقدية في قصيدة "بيروت" للشاعر درويش بعنوان "الملحمية وتحولات العشق".. قال فيها إن تجربة درويش الشعرية مرت بثلاث مراحل يمكن تطبيقها في إطار التحولات التي عاشها درويش وهي المرحلة الغنائية التي بدأت في الستينيات من القرن الماضي وامتدت حتى السبعينيات حيث أكدت القصيدة صورة الذاتية القومية العربية الفلسطينية . وأضاف أن المرحلة الثانية التي بدأت في الثمانينيات من القرن الماضي هي المرحلة الملحمية، إذ بدأت القصيدة تعتمد الطول وتبحث في تاريخ المكان وحالة الزمن وتحولت نحو الأحداث المستجدة . وفي التسعينيات بدأت المرحلة الثالثة مرحلة القصيدة الذاتية مرة أخرى ولكنها الذاتية الفردية الفلسطينية التي بدأت تتحوصل حول الذات وتفكك ارتباطها مع الجانب الآخر القومي والعالمي وهذا تجسد من خلال ظهور ديوان "أرى ما أريد"، وما جاء بعده من أعمال شعرية لدرويش، ومثلت قصيدة "بيروت" حالة التحول من عشق الذات العربية إلى عشق ذات الإنسان الفلسطيني وبحثه عن نوافذ أخرى للعودة.. ولهذا سميت القصيدة "تحولات العشق". فيما قدمت الدكتورة مها عبدالقادر مبيضين من جامعة (آل البيت) قسم اللغة العربية وآدابها قراءة نقدية في قصيدة درويش "طباق" من ديوان "كزهر اللوز أو أبعد"، التي يعاين من خلالها حالة المثقف في المنفى وداخل الوطن ويوازن بينهما.. مشيرة إلى التقنع الدائم وراء لغة المجاز والاستعارات واستخدام تحايلات في الحديث عن حالة المثقف في الخارج، لعدم ثبات ووضوح الرؤية في السياسات العالمية تجاه القضية الفلسطينية . وقدم المفكر والمحرر السابق في مجلة "أبحاث اليرموك" المحكمة الباحث محمد عايد طبيشات ورقة بعنوان "سيكولوجية المبدع حالة القهر"، الشاعر محمود درويش نموذجا"، جاء فيها أن درويش الذي نبت في تراب فلسطين وانبت عن أرضه عنوة عانى مرارة القهر في أرضه من عدو ظالم محتل وغاضب وخارج وطنه عانى من غربة وخيبة للآمال كلها.. فعبر عن أهله في فلسطين ساخطا على صهيونية مغتصبة حاقدة، ومفتخرا بهويته الفلسطينية العربية وعندما خرج إلى بلاد العرب كان بمثابة الصوت الصارخ في البراري . وأشار إلى أن درويش عبر عن الظلم والقهر وصار شاعر القضية الفلسطينية، وخلق لقصيدته جمهورا عربيا حاشدا واستقبلته البلدان العربية بحفاوة تليق بمن يعبر عن ضميرها وعميق قهرها.