حملت الحكومة اللبنانية الاربعاء اسرائيل مسؤولية الاشتباكات الدامية التي وقعت في منطقة حدودية، واكدت ان الشجرة التي سببت المواجهات تقع "فوق ارض لبنانية".وجاء الموقف الحكومي حيال الاشتباكات التي قتل فيها الثلاثاء جنديان وصحافي لبنانيون اضافة الى ضابط اسرائيلي عند اطراف قرية العديسة بعدما اكد الجيش اللبناني انه سيرد على "اي اعتداء" اسرائيلي بالطريقة ذاتها التي اعتمدها خلال المواجهات مع الجنود الاسرائيليين.وشيع الجيش اللبناني الرقيبين روبير العشي وعبد الله طفيلي في بلدتيهما درب السيم ودير الزهراني في جنوب لبنان، فيما شيعت بلدة الكفور الصحافي عساف ابو رحال الذي قتل في الاشتباكات ايضا. وقال وزير الاعلام اللبناني طارق متري في مؤتمر صحافي ان اسرائيل ابلغت قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) انها "ستقطع شجرة لكن الجيش اللبناني طالب القوات الدولية بضرورة التريث حتى تحضر هذه القوات الى الموقع" المتنازع عليه عند الخط الازرق.واضاف ان "اسرائيل تحركت من دون تنسيق مع اليونيفيل، وهو ما اعتبره الجيش اللبناني استفزازا" وادى الى الاشتباكات الدامية بين الجانبين. وشدد متري الذي يتحدث باسم الحكومة اللبنانية على ان "الشجرة تقع في جنوب الخط الازرق، انما فوق ارض لبنانية"، مضيفا ان "الخط الازرق ليس مطابقا للحدود الدولية ولبنان كان متحفظا دائما عليه". وجاء ذلك بعدما اكد متحدث باسم اليونيفيل في تصريح ان الشجرة "تقع جنوب الخط الازرق على الجانب الاسرائيلي" من الحدود.والخط الازرق رسمته الاممالمتحدة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان العام 2000 ليقوم مقام الحدود بين البلدين. وفي اسرائيل عقدت الحكومة الامنية المصغرة اجتماعا لبحث تبعات الاشتباكات.وشدد مسؤول اسرائيلي كبير قبيل الجلسة على انه "من الواضح ان الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية مزدوجة: فالهجوم على جنودنا وقع فيما كانوا على الاراضي الاسرائيلية والعسكريون اللبنانيون هم الذين فتحوا النار". ونشرت اسرائيل صباح الاربعاء تعزيزات ضخمة في القطاع الحدودي مع لبنان الذي حصلت فيه المواجهات وقام الجنود باقتلاع الشجرة التي ادت الى اندلاع الاشتباكات. واعلن الجيش اللبناني في بيان انه "في اطار التنسيق بين وحدات الجيش (...) وقوات الاممالمتحدة، تولت هذه الاخيرة الاشراف على ازالة بعض الاشجار الواقعة عند الخط التقني على الجهة المقابلة من الحدود اللبنانية الفلسطينية، وفي احدى النقاط المتنازع عليها". وعبر وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك عن امله في "الا يحدث تصعيد"، معتبرا ان الحادث "لم تخطط له هيئة اركان الجيش اللبناني ولا حزب الله".من جهته اكد مسؤول في الجيش الاسرائيلي ان "الحادث تسبب به ضابط متطرف". ورد متحدث باسم الجيش اللبناني قائلا ان "هذه اكاذيب لتضليل واعماء الحقائق ولا يوجد داخل الجيش اللبناني عناصر تتخذ قرارات من دون العودة الى القيادة والتنسيق معها". وحذر المتحدث من ان "اي تعد على لبنان" سيلقى "رد الفعل ذاته"، مضيفا ان "اي تعد ستكون عواقبه وخيمة". وزار قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العديسة الاربعاء.وقال بحسب بيان صادر عن الجيش ان "اي تطاول على شعبنا وارضنا لن يمر من دون ثمن".ودعا قهوجي العسكريين "الى التحضير الميداني والاستعداد مجددا لتقديم التضحيات تلبية لنداء الواجب". بلدوزر اسرائيلي يقطع شجرة في قرية عديسة ( الاوروبية)