يوجد في موقع (أرقام) قسم خاص بالتوصيات الصادرة من بنوكنا السعودية وغيرها، الغريب جداً أن 99٪ من تلك التوصيات المفصلة المدعمة بالأرقام والتقارير والتوقعات وتقدير الأسعار العادلة من وجهة نظر مصدر التوصية، مكتوبة باللغة (الانجليزية) فقط، حتى مصارفنا الإسلامية تصدر توصياتها وتقاريرها باللغة الإنجليزية!! إنه لأمر مضحك.. وشر البلية ما يضحك.. فالمملكة هي مهد العروبة.. ومهبط الوحي.. فلماذا يتم تجاهل لغة القرآن الكريم؟!.. لماذا توجه لها الطعنات وتُسحب منها الثقة؟!.. اللغة العربية وسعت الدنيا واستوعبت علوم الأرض في مجد الحضارة الإسلامية حتى اشتكى قساوسة الغرب من أن شبابهم يتفاخرون بخلط كلماتهم الانجليزية بألفاظ وتعابير عربية حين كان العرب من أقوى الأمم يحكمون الأندلس بالعدل والإنصاف.. دعونا من هذا كله.. أليست لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم الصالح لكل زمان ومكان، ويحفظ سورة الفاتحة على الأقل مليار مسلم؟ ناهيك عن أكثر من مائتي مليون عربي؟ إننا لا نجد مبرراً واحداً معقولاً أو مقبولاً يجعل مصارفنا وشركاتنا الاستثمارية - بما فيها من هيئات شرعية - تنبذ لغتنا العربية في تقاريرها وتوصياتها، فهي موجهة بالدرجة الأولى للشعب العربي السعودي ويجب احترام لغته وثقافته، ثم إن كثيرين لا يجيدون اللغة الانجليزية أصلاً، فلماذا هذا الإصرار الغريب على كتابة التوصيات والتقارير بغير لغتنا وتكرار ذلك وكأنه من المسلمات التي يراد فرضها علينا فرضاً؟ ينبغي أن تكتب التوصيات والتقارير الخاصة بشركاتنا بلغتنا العربية، مع ترجمة ذلك إلى الانجليزية، الواقع الآن هو كتابتها بالانجليزي فقط ودون أي ترجمة للعربية.. تجاهل تام.. ممقوت.. إما أن يكون الخبراء في بنوكنا وشركاتنا الاستثمارية أجانب، أو يكون بعضهم عرباً يعتقدون أن الكتابة باللغة الانجليزية فقط مفخرة.. وكلا الأمرين سيئ جداً.. إن اللغة جزء لا يتجزأ من هوية الأمة وشخصيتها، ومحاولة طمس الهوية وسحق شخصية الأمة وثقافتها وتراثها أمر خطير العواقب.. ومع أنه (لم ينجح أحد) من أصحاب تلك التوصيات والتقارير رغم تدبيجها بالأرقام والتوقعات، إلا أن مجرد التجاهل التام للغة العرب في مهد العرب واعتماد لغة أخرى هو شعور واضح بالنقص مع الأسف.