عبر مجلس الامن الدولي امس عن "قلقه العميق" إزاء الاشتباكات الدامية بين القوات الاسرائيلية واللبنانية، وكرر دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ضبط النفس. وفي ختام اجتماع لمجلس الامن الدولي قرأ سفير روسيا في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين الذي يتولى رئاسته لشهر اغسطس بيانا باسم المجلس يؤكد ان اعضاءه ال 15 عبروا عن "قلقهم العميق" ويدعون الطرفين الى التحلي ب "اكبر قدر من ضبط النفس واحترام وقف اطلاق النار وتفادي اي تصعيد". وقال اعضاء المجلس ايضا انهم ينتظرون خلاصات تحقيق قوة الاممالمتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) حول الاشتباكات "بهدف تفادي تكرار مثل هذه الاحداث في المستقبل". وبناء على طلب لبنان العضو في مجلس الامن كان مسؤول عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة آلان لوروا يطلع بشكل دائم مجلس الأمن على آخر المستجدات على الحدود الاسرائيلية اللبنانية. لكن تشوركين لم يكشف مضمون تصريحاته. من جهتها حثت واشنطن اسرائيل ولبنان على ممارسة "اقصى درجات ضبط النفس" في اعقاب الاشتباكات الدامية على طول الحدود بين البلدين، واعربت عن قلقها البالغ حيال اعمال العنف هذه. وصرح فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية للصحافيين ان "الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ ازاء العنف". واضاف "نحث الجانبين على ممارسة اقصى درجات ضبط النفس لتجنب اي تصعيد والمحافظة على وقف اطلاق النار المطبق حاليا". كما اعربت وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن قلقها البالغ في اعقاب الاشتباكات الدامية التي وقعت على الحدود الاسرائيلية اللبنانية، ودعت الطرفين الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس. من جهته دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس لبنان واسرائيل الى التحلي "بحس المسؤولية والاحترام الكامل للخط الازرق" بعد الاشتباكات بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي على الحدود. وقال كوشنير "ادعو الطرفين للتحلي بحس المسؤولية واحترام الخط الازرق بشكل كامل تطبيقا لقرار مجلس الامن الدولي 1701"، مضيفا ان فرنسا "تنتظر توضيحات عن هذا الحادث من اليونيفيل (قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان) للتمكن من تحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات المناسبة". على الصعيد العربي دان عبدالرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم على الجيش اللبناني المرابط على حدوده الجنوبية، والذي أسفر عن مقتل عدد من العسكريين اللبنانيين وإصابة آخرين، الأمر الذي يشكل خرقاً للقرار الدولي 1701، واجتياز الخط الأزرق والاعتداء على الممتلكات، وقصف حاجز الجيش اللبناني في منطقة العديسة. وقال العطية إن الأعمال الإسرائيلية ضد لبنان وشعبه الشقيق تتنافى مع ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية. ودعا العطية المجتمع الدولي ومجلس الأمن على وجه الخصوص إلى التدخل الفوري لاتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بوقف هذه الاعتداءات وإلزام إسرائيل بالكف عن تماديها في خرق القرارات الدولية ذات الصلة واعتدائها على القانون الدولي. من جانبه أجرى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية اتصالات مكثفة لمتابعة مستجدات الموقف في جنوب لبنان مع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري ووزير الخارجية الدكتور علي الشامي. وأدان موسى الاعتداء لاٍسرائيلي على الجيش اللبناني، واعتبره خرقاً خطيراً للقرار 1701، وطالب الأممالمتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التدخل الفوري وتحمل مسئولياتهم لوقف مثل هذه الخروقات الإسرائيلية للأراضي والأجواء اللبنانية. وأكد موسى فى بيان له امس الثلاثاء على موقف الجامعة العربية المؤيد للبنان وحقه في الدفاع عن النفس وحماية حدوده.