لقي أكثر من 250 شخصاً حتفهم وأصيب وشرد المئات خلال يومين في أعنف موجة من الفيضانات والسيول الجارفة تشهدها باكستان منذ 35 عاماً. وذكرت وسائل الإعلام الباكستانية أن 241 شخصاً قتلوا في إقليم خيبر بختونخواه الشمالي الغربي الذي غمرته الفيضانات بشكل كامل بسبب سلسلة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت معظم أنحاء باكستان. وأعلنت الحكومة الإقليمية حالة الطوارئ في الإقليم وناشدت الحكومة الاتحادية في إسلام آباد لمساعدتها في إغاثة المنكوبين وإخراج المحصورين في المناطق المتضررة وتوفير المؤن والغذاء لهم. كما غمرت الفيضانات أنحاء أخرى من باكستان في إقليمي بلوشستان والبنجاب وإقليم كشمير الحرة وأسقطت أكثر من عشرين قتيلاً في حوادث مختلفة وتسببت في إلحاق أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة وشبكات الكهرباء والاتصالات والمواصلات. وقال قمر زمان شودري مدير عام هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية إنه من المتوقع استمرار سلسلة الأمطار الحالية على مدى اليومين المقبلين، محذراً من احتمال انتشار الفيضانات إلى مناطق أخرى خلال الساعات المقبلة. وذكرت مصادر عسكرية أنه تم وضع القوات المسلحة بمختلف أفرعها في حالة تأهب تام للتعامل مع كارثة الفيضانات، مشيرة إلى أن طائرات تابعة للقوات الجوية تشارك في عملية نقل المؤن إلى المتضررين، بينما يساهم رجال الجيش في أعمال الإغاثة وتعينهم في ذلك زوارق تابعة للقوات البحرية. وفي نفس الإطار أعلنت هيئة الطيران المدني الباكستاني أن سلسلة الأمطار الغزيرة أثرت بشكل حاد على جدول الطيران المدني ما أدى على إلغاء أكثر من سبع رحلات داخلية وخارجية في مختلف المطارات الباكستانية، لاسيما بعد وقوع الحادث المأساوي بسقوط طائرة ركاب بالقرب من العاصمة إسلام آباد والذي أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 152 شخص. من جهة أخرى أعربت مؤسسات إغاثية ومصادر طبية عن مخاوفها لانتشار الأمراض والأوبئة مثل الإسهال في المناطق المنكوبة بالفيضانات، وناشدت الحكومة إلى ضرورة تأمين كميات كبيرة من العقاقير الخاصة بتعقيم المياه في تلك المناطق.