سلطت الصحافة الباكستانية الصادرة لهذا اليوم الضوء على تطورات أسوأ موجة فيضانات عارمة تشهدها باكستان في تاريخها واتساع رقعتها إلى وسط وجنوب البلاد لتزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي تصاحبها، حيث أعلنت هيئة إدارة الكوارث والأزمة الوطنية الباكستانية أن عدد المتضررين من جراء الفيضانات قد وصل إلى أكثر من 12 مليون نسمة في إقليمي خيبر بختنون خواه الشمالي الغربي والبنجاب الأوسط إلى جانب الأعداد التي لم تحصى بعد في إقليم السند الجنوبي الذي تواصل فيه قوات الجيش أعمال الإغاثة وإخراج المحصورين وسط المياه إلى مناطق أكثر أمنا. وأبرزت جميع وسائل الإعلام الباكستانية الرسمية والخاصة و القنوات التلفزيونية والصحف أنباء الجسر الجوي السعودي الذي تم تسييره بتوجيهات سامية لنقل المساعدات العاجلة إلى الأشقاء الباكستانيين المحاصرين وسط الفيضانات حيث وصلت أمس طائرة الرحلة الثالثة لهذا الجسر إلى مطار بيشاور. وأشارت إلى أن ما يميز المساعدات السعودية أنها تحظى باهتمام ومتابعة قبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان عبدالعزيز الغدير لسرعة إيصالها إلى المحتاجين في المناطق البعيدة، لاسيما وأن السفير الغدير قد قام أمس بزيارة إلى مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختونخواه رغم صعوبة الوصول إليها جواً وبراً لسوء الأحوال الجوية وتضرر الطرق بالفيضانات، وذلك لمتابعة عملية تسليم المساعدات السعودية إلى الجهات المعنية، وعقده سلسلة من اللقاءات مع كبار المسئولين في الحكومة الإقليمية للتأكيد على سرعة نقل المساعدات إلى أصحابها، بالإضافة إلى قيامه بجولة إلى مخيم للمنكوبين لتفقد أحوالهم. ونوهت الصحف إلى أن الجسر الجوي السعودي الإغاثي المتواصل يجسد الوقفات الإنسانية للمملكة واهتمامها بتنفيذ الخدمة الإنسانية فعلياً وقبل الكل، بدلاً من الاكتفاء بإعلان المساعدات والمبالغ وتشهيرها عبر وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن المملكة تقف دائماً إلى جانب الشعب الباكستاني في كل الظروف والمحن، وأنها في طليعة من أعلن وقدم ووفى، وأن سفيرها أول مسئول في السلك الدبلوماسي الأجنبي بإسلام آباد يقوم بزيارة إلى المناطق المنكوبة، الأمر الذي أشعر الباكستانيين بقوة أن المملكة تقف إلى جانبهم حقاً ومعنى في محنتهم. كما نشرت الصحف مناشدة رئيس الوزراء الباكستاني للمجتمع الدولي بضرورة إرسال مساعدات عاجلة لدعم المنكوبين بالفيضانات، وأعلن عن تبرع مسنوبي القطاع الحكومي والقوات المسلحة براتب يوم واحد لأشقاهم المتضررين، واصفاً كارثة الفيضانات بأنها أكبر التحديات التي تواجهها باكستان في الوقت الراهن مثل تحدي الإرهاب. وتطرقت الصحف إلى تحذير هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية من احتمالية استمرار سلسلة الأمطار الحالية بغزارة لتزيد من معاناة المنكوبين وتعيق أعمال الإغاثة الجارية في مناطق الفيضانات. ولفتت إلى تأثر حركة الطيران الداخلي والدولي في المطارات الباكستانية لسوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة ما أدى إلى إلغاء عدد من الرحلات وبخاصة من وإلى مطار إسلام آباد الدولي، وذلك فضلاً عن انقطاع شبكة الطرق والسكك الحديدية في أنحاء مختلفة من باكستان بسبب الفيضانات. // انتهى //